أبحاث جديدة حول الاضطرابات الجنسية في مؤتمر أوروبي للطب الجنسي

البروفسور ميرين لـ«الشرق الأوسط»: 16% من رجال العالم يعانون من صعوبة الانتصاب

TT

اختتمت مساء يوم أمس الأربعاء، أعمال المؤتمر التاسع للجمعية الأوروبية للطب الجنسي في مدينة فيينا عاصمة النمسا، الذي استمر أربعة أيام. وحضر المؤتمر عدد كبير من الأطباء المتخصصين في الطب الجنسي وعلم الذكورة والفحولة والمهتمين في هذا المجال من كافة أنحاء العالم.

ركزت الجمعية في مؤتمرها لهذا العام على الأبحاث الحديثة التي أجريت في مختلف أنحاء العالم للتعرف على أهم أسباب الاضطرابات الجنسية وعدم الانتصاب Erectile Dysfuncti.n (ED)، لدى الذكور، والتوصل إلى أنسب الحلول لها.

وقد أطلق على المؤتمر شعار أنتَ مَنْ يُشعِرُني ... You Make Me Feel، وذلك لتركيز معظم الباحثين على الدراسة العالمية التي أجريت للتعرف على أهمية الجنس بالنسبة للمرأة العصرية، والتي شملت كافة دول العالم: في الدول الأميركية، الشرق أوسطية، الآسيوية، وجنوب شرق آسيا. وكانت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين من الدول الخليجية التي شاركت في هذه الدراسة.

مشاعر النساء

* وكانت هذه الدراسة أكبر دراسة من نوعها بحثت في آراء النساء وشعورهن وردة الفعل لديهن تجاه الحياة الجنسية الصحيحة، وإذا ما تعرض الطرف الآخر لضعف الانتصاب، وتأثير ذلك في العلاقة بينهما.

وتضمن المؤتمر ندوة نُقلت عبر الأقمار الاصطناعية إلى كافة أنحاء العالم، ودار فيها نقاش حي مع مجموعة من الأطباء المتميزين في الطب الجنسي على المستوى العالمي، ومنهم البروفسور سيجرفرايد ميرين، رئيس المؤتمر التاسع للجمعية الأوروبية للطب الجنسي ESSM، ورئيس الجمعية النمساوية للطب الجنسي ASSM، وله خبرة في هذا المجال أكثر من 20 سنة، وله من المؤلفات أكثر من 200، وقد حصل على شهادة التميز «الكتاب الذهبي الأسترالي».

كما شارك في المؤتمر البروفسور جيوف هاكيت، رئيس الجمعية البريطانية للطب الجنسي BSSM، واستشاري اضطراب الانتصاب بمستشفى جود هوب في بيرمنغهام، وكانت رسالة الدكتوراه له في هذا المجال عام 2000.

وكان من المشاركين البارزين في بحوثهم بهذا المؤتمر البروفسور جون دين، سكرتير عام الجمعية الأوروبية للطب الجنسي والرئيس المنتخب للجمعية العالمية للطب الجنسي، ويعمل في مجال الفحولة والذكورة بلندن وساوث ديفون وفي الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.

كما شارك البروفسور يوسيبيو روبيو أوريوليس، رئيس الجمعية العالمية للصحة الجنسية ويعمل منذ عام 1984، رئيسا لقسم الأمراض النفسية والعقلية بكلية الطب جامعة المكسيك الوطنية. وأجرى 22 بحثاً لاكتشاف أدوية لعلاج الاضطرابات الجنسية في الذكور والاناث.

وشاركت، كضيفة شرف عارضة الأزياء جيري هول، سفيرة «باير» للعناية الطبية حول العالم كامرأة تخاطب نساء العالم من أجل السعادة الجنسية بصفتها نجمة من مشاهير العالم وكونها امرأة وأم.

اضطرابات الانتصاب

* وصرح، لممثل «الشرق الأوسط» في المؤتمر، رئيس المؤتمر البروفسور ميرين، مشيراً إلى أن اضطراب الانتصاب هو استمرارية أو تكرار عدم قدرة العضو على الانتصاب بطريقة تكفي لإتمام العملية الجنسية، وهي لا شك مشكلة صحية يعاني منها الرجال بعد سن الأربعين، وغالبيتهم لا يطلبون العلاج.

وأضاف أن العديد من الرجال يتعرضون في وقت من حياتهم لصعوبة الانتصاب، وهناك 152 مليون رجل في العالم، 16 في المائة من رجال العالم في عمر 20 ـ 75، يجدون صعوبة في الانتصاب. والمتوقع أن نسبة هذه المشكلة، سوف تزداد إلى 322 مليونا بحلول عام 2025.

وبالرغم من هذه النسبة العالية، فإن المؤشرات الحديثة تتوقع أن الذين يعالجون لا تتعدى نسبتهم 15 ـ 20 في المائة من مجموع المصابين بالمشكلة.

الأسباب

* يقول البروفسور هاكيت، رئيس الجمعية البريطانية للطب الجنسي، إن ضعف الانتصاب قد يكون عرَضاً مرضياً لمشكلة صحية مهمة. وقد أشارت دراسته إلى أن 70 في المائة من الحالات المشخصة، يُعزى ضعف الانتصاب فيها لأمراض جسمية مثل أمراض الشرايين والأعصاب. وقد يرتبط ضعف الانتصاب بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، إضافة إلى حالات مرضية أخرى مثل إصابات العمود الفقري، اضطرابات الأعصاب، وحالات نفسية مثل الاكتئاب والقلق والشعور بالضعف.

لقد أوجدت الدراسات ارتباطاً بين الاكتئاب والمشكلة، وبعض المرضى قد يفقدون الثقة بأنفسهم وتتكوّن لديهم صورة ضعيفة لأنفسهم وتقطع العلاقات مع أصدقائهم.

وقد وُجد من الدراسة العلمية التي أجريت لمعرفة ردود الفعل عند الرجال على مجرى حياتهم والجنس، أن 25 في المائة من الرجال المصابين بالمشكلة، لديهم اكتئاب أو قلق، و26 في المائة لديهم اكتئاب وقلق معاً.

وبالرغم من أنها مشكلة كبيرة، إلا أن المعالجين فيها قليلون، وهذا يعني أننا بحاجة لزيادة الوعي بالأدوية الفعالة والوسائل العلاجية المتاحة وأهمية الحديث والنقاش بين الزوجين والتخطيط للعلاج وطرقه، مثل: أدوية بالفم، أقراص تعطى عن طريق الحالب، أدوية تعطى بالحقن، زرع أنبوب للنفخ في القضيب ثم جراحة الشريان والتحليل النفسي.

كفاءة الأدوية

* وتحدث لـ «الشرق الأوسط» البروفسور جيوف هاكيت، رئيس الجمعية البريطانية للطب الجنسي، حول الدراسة التي قُدمت في المؤتمر وأجريت على الأزواج، وكان هدفها تقييم كفاءة العلاج بدواء فاردينافيل (ليفيترا) على مجموعات من الرجال مصابين باضطراب الانتصاب .، وزوجاتهم. وأكد أن الدراسة أجريت على عدد 3 مجموعات: عشوائية، ومجموعة تحكيم لا يعرفون هم ولا الباحثون ما هو العلاج المعطى لمدة 12 أسبوعا، ورجال مصابون بـ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لمدة 6 أشهر وعددهم 788 رجلا ومعهم زوجاتهم.

شملت الدراسة دولا من أوروبا وأميركا وكندا. ووضعت ستة معايير للرضا بالعلاج وهي: سهولة الانتصاب، الرضا بوظيفة الانتصاب، المتعة من العملية الجنسية، الرضا مع الشعور بالنشوة، الثقة لإكمال العملية الجنسية، والرضا بالعلاج. ومن المعايير الأخرى التي استخدمت لمعرفة تأثير وكفاءة العلاج المؤشر العالمي لوظيفة الانتصاب IIEF-EF، البروفيل الجنسي ـ 1، والبروفيل الجنسي ـ 2، وجميع هذه المعايير طبقت على المرضى فقط..

أكدت الدراسة في نتائجها على أن الرضا بالعلاج بدواء ليفيترا كان عالياً عن الدواء الوهمي Placeb، مع كافة مجموعات المرضى وزوجاتهم. وعليه، فالاستفادة من ليفيترا مقابل الوهمي كانت كبيرة.

وعرضت دراسة لمقارنة سلامة الأدوية أمام عوامل الخطورة، وتحدث البروفسور يوسيبيو روبيو أوريوليس، رئيس الجمعية العالمية للصحة الجنسية، اما الحضور عن الدراسة التي أجرتها باير للرعاية الصحية اخيرا على دوائها للضعف الجنسي فاردينافيل (ليفيترا)، والدواء الآخر سيلدينافيل (فياغرا) لشركة فايزر، لمعرفة تأثير وسلامة كل منهما على الرجال الذين يعانون من اضطراب الانتصاب، ولديهم عوامل خطورة أيضاً مثل مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول والدهون في الدم.

أجريت هذه الدراسة على 1057 رجلاً في كل من: ألمانيا، المكسيك، والولايات المتحدة. وكانت الأعمار من 18 سنة فأكثر، ولمدة 4 أسابيع، على أن تُؤخذ حبة الدواء قبل ممارسة العملية الجنسية بساعة.

نتائج هذه الدراسة نفت أن يكون دواء فاردينافيل أقل تأثيراً وكفاءة من دواء سيلدينافيل، بل أشارت النتائج إلى تفوقه في العديد من المؤشرات ومنها:

ـ فَضّلَ 38.9 في المائة من الرجال، استعمال فاردينافيل، بينما 34.5 في المائة فضلوا سيلدينافيل. والفرق هنا لم يكن ذا دلالة إحصائية مهمة، وهذا يعني أن ليفيترا ليس أقل كفاءة من فياغرا.

ـ 83.9 في المائة، كانوا راضين باستعمال فاردينافيل لعملية الإيلاج الكامل خلال العملية الجنسية الحميمية (82.2 في المائة كانوا راضين باستعمال سيلدينافيل لنفس الغرض).

ـ 74 في المائة كانوا راضين باستعمال فاردينافيل بالنسبة لطول فترة الانتصاب (72 في المائة فضلوا سيلدينافيل للغرض نفسه).

* ثلاثة أرباع نساء العالم يعتقدن أن الجنس مفيد لهن ونصفهن صرحن بأنه يضفي الحيوية

* ضيفة الشرف في هذا المؤتمر التاسع للجمعية الأوروبية للطب الجنسي، النجمة جيري هول التي تعتبر سفيرة العلاقات الجنسية الصحيحة لكل أسرة في كافة أنحاء العالم، وتعمل بنجاح سواء مواجهةً على المسرح أو من خلال شاشات التلفاز، وذلك لشهرتها التي بنتها على مدى ثلاثة عقود من الزمن، ولأنها أم لأربعة أطفال.

كانت سعيدة جداً بالتحدث إلى «الشرق الأوسط»، وهذا ملخص حديثها:

ـ نتائج الدراسات التي أعلنت في هذا المؤتمر كانت على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للمرأة العصرية وحياتها الجنسية، فهناك 14 ألف امرأة من 14 دولة في العالم، صرّحن بأهمية الجنس في حياتهن.

ـ 75 في المائة من نساء العالم يعتقدن أن الجنس مفيد لهن وأن متعة الحياة واستقرارها لن يتما بدون رفيق.

ـ 52 في المائة من النساء في العالم، صرحن لها في ندوات ولقاءات متعددة أن الجنس السليم يحافظ على سلامة العلاقة الجنسية بين الطرفين ويضفي عليها صفة الحياة.

ـ الجنس السليم كمادة الغراء، تثبّت ما يتفكّك من العلاقات الأسرية.

ـ عندما يتعرض الرجل لحالة اضطراب في الانتصاب، يجب المصارحة والصدق مع الطرف الآخر حتى يحصل الدعم النفسي والعلاج.

ـ معظم النساء كن حريصات ومهتمات بعلاج الرجل من هذه الأزمة الصحية، وهذا توجه صحي وجزء مهم في العلاج ونجاحه.