حوادث السيارات مميتة لكبار السن

اضطرابات السمع والبصر والقدرات الذهنية من أسبابها

TT

السلامة من إصابات الحوادث، سواء داخل المنزل أو خارجه، تتطلب الاهتمام بجوانب شتى لأنها أحد أهم أسس المحافظة على الحياة ومنع الإصابة بالإعاقات وغيرها. ويتحدث كثير من الهيئات المتخصصة في خدمات السلامة، سواء الطبية أو المدنية، حول إرشادات عامة وخاصة للسلامة في المنزل، لتشمل شبكة تمديدات الكهرباء والماء، ومواصفات البناء، وتكييف الهواء أو التدفئة، وجوانب شتى عن الأثاث المنزلي، والتعامل مع حالات الحرائق وغيرها من الأمور. أما في خارج المنزل، فالعالم أوسع، واحتمالات الحوادث أيضاً أكثر تنوعاً، لتشمل السيارات والمشي في الشوارع وأثناء الإجازات والسفر وفي أماكن الترفيه وفي أماكن العمل على اختلاف أنواعها. ويصعب حصر إرشادات السلامة وعرضها في مثل ما نحن فيه، لكن الأساس هو توخي الحذر وعدم الغفلة ومحاولة التعرف الى إرشادات السلامة في كل مكان قد يوجد المرء فيه.

* حوادث السير تشير الإحصاءات من الولايات المتحدة أن وفيات حوادث السير أكثر لدى الرجال مقارنة بالنساء. ونسبة الوفاة عند التعرض لحادث سير أعلى بين من تجاوزوا سن 75 سنة، مقارنة بمن هم بين 65 و75 سنة من العمر. ومع أن وفيات وإصابات حوادث السير ارتفعت لدى قائدي السيارات أو الراكبين فيها من كبار السن بنسبة تقارب 30% فيما بين بداية التسعينات الماضية ونهايتها، إلا أن حوادث إصابة المشاة من كبار السن قلت في نفس الفترة بنسبة تقارب 24%. وعليه فإن المجمع الأميركي للشيخوخة أكد بأن حوادث السير هي السبب الرئيس للحوادث المميتة بين من تجاوزوا 75 سنة من العمر. ونسبة تسببهم في حوادث السير عند قيادتهم للسيارة هي أعلى من بين كل الناس في أي عمر كانوا، ما عدا طبعاً الحوادث التي يتسبب بها قائدو السيارات الطائشون ممن هم دون سن 25 سنة. وهو ما تمت مقارنته واستنتاجه بناء علي عدد الأميال التي قطعوها أثناء القيادة ومدى حصول الحوادث المرورية أثناءها.

وتتطلب قيادة السيارة من قبل المتقدم في العمر تغير طريقة اسلوب وعادات القيادة، كي تلائم التغيرات البدنية المصاحبة للتقدم في العمر. مثل قدرة الإبصار والالتفات للخلف ومرونة المفاصل وسرعة تحليل الذهن لما يدور حوله في السيارة وخارجها. ولذا مثلاً تتولى الرابطة الأميركية للأشخاص المتقاعدين والرابطة الأميركية لمركبات السير خدمة كبار السن عبر تقديم برامج إعادة تدريب وتعليم لقيادتهم السيارة.

والوصول الى تقويم سليم ومنصف لمدى صلاحية إنسان ما، ممن تقدم العمر بهم، لقيادة السيارة أمر يصعب إجراؤه. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار إصرار البعض منهم على قيادتها لأسباب شتى مع عدم إدراكهم تدني قدراتهم على إتمام ذلك بكفاءة. لكن بشكل عام فإن وجود اضطرابات في السمع أو البصر أو القدرات الذهنية أو بعض الأمراض العصبية أو محدودية القدرة أو السرعة على تحريك الرقبة، أو أمراض مؤثرة في القدمين أو الركبتين أو الوركين، أو تناول بعض الأدوية، كلها تجعل من الأفضل لهم ولغيرهم منعهم من قيادة السيارات.

وعلى كبار السن حين قيادة السيارة توخي الحذر بشكل عام، وتجنب القيادة في أوقات الذروة أو الليل، وفي أماكن الازدحام بالسيارات الأخرى أو المارة، أو في التغيرات المناخية الخطرة كهطول الأمطار.

* إصابات الحوادث إصابات الحوادث هي السبب السادس في الوفيات بين من تجاوزوا سن 65 سنة في الدول المتقدمة، وغالبها مرتبط إما بحالات السقوط أو حوادث السير. وتحديداً فإن واحداً من بين كل ثلاثة أشخاص تجاوزوا 65 سنة يسقط كل عام، وغالباً في داخل المنزل. وهذا يعني أن السقوط هو السبب الرئيس للإصابات بين كبار السن. ومثلاً، لا حصراً، فإن أكثر من ربع مليون حالة كسر في الورك، الأخطر بين إصابات كسور العظم لدى الكبار، تحصل سنوياً بين منْ هم فوق 65 سنة من العمر في الولايات المتحدة. وتشير المصادر الطبية المعنية بشؤون رعاية كبار السن الى أن غالب إصابات السقوط يُمكن تفاديه. وهو ما يتطلب اتباع وسائل لمنع السقوط، إما نتيجة اختلال التوازن بأسبابه المتعددة، وإما نتيجة للتعثر والاصطدام بأشياء في المنزل. ومن أهم ما يحمي الإنسان من حالات السقوط عبر آليات مفيدة عدة هو ممارسة الرياضة البدنية والمحافظة على وزن معقول للجسم، إضافة للكشف على قدرات الإبصار وسلامة العظم والمفاصل والقدرات العصبية.

إن إصابات الحوادث بأنواعها في مرحلة تقدم العمر شيء وارد، وللوقاية منها فإن اتباع خطوات المستوى الأول والثاني من الوقاية الصحية هو ما يحقق تلك الغاية.