بين الخطأ والصواب

TT

* حركة الجنين.. طبيعية > من الخطأ أن لا تعير الأم الحامل حركة جنينها انتباهاً كبيراً، ومن الخطأ أيضاً أن لا يتم تعريف وتدريب من تحمل لأول مرة بهذا الأمر المهم.

يبدأ الجنين في التحرك مع بداية الثلث الثاني من الحمل، ولكن أكثر الأمهات لا يستطعن تمييز تلك الحركة. ومن المثير للانتباه، أنه إذا أمكننا النظر داخل الرحم، فسوف نرى الحقيقة وهي أن الطفل الجنين يتحرك؛ حتى وإن لم تستطع الأم بعد من إحساسه.

وعملياً، تحس الأم لأول مرة بوخزات صغيرها وخفقانه بين الأسبوع 18 والأسبوع 21. بينما تحس الأمهات المجربات ذلك، في أغلب الأحيان، مبكرا بحلول الأسبوع الـ15، ومعظم الحوامل يمكنهن إحساس حركة الجنين بحلول الأسبوع الـ 20.

هناك عوامل عديدة تخفي أو تقلل من وصول حركة الجنين إلى مستوى ملاحظة الأم، ومن أهمها موقع وجود المشيمة في تجويف الرحم، فهو أيضاً يمكن أن يؤثر على زمن درجة إحساس الأم بحركة جنينها. فإذا كانت المشيمة واقعة على طول الحائط الأمامي للرحم، فإن ركلات الجنين الأولى قد تتأخر ملاحظتها لبضعة أسابيع إضافية وكما لو أن الطفل كان يرفس خلال وسادة. بالطبع هذا أمر طبيعي ولا يؤذي المشيمة بأية حال. وأمر مهم آخر نلفت نظر الحامل إليه، وهو أنها عندما تبدأ بإحساس حركة جنينها لأول مرة، فهذا لا يعني أنها ستحسه باستمرار، فقد يغيب هذا الإحساس ليوم أو يومين.

أما في الثلث الثالث من الحمل والذي يبدأ في الأسبوع 26 فسوف تحس الأم بحركة جنينها مرات متعددة في اليوم الواحد.

في هذا الوقت من الحمل، تعتبر حركة الجنين واحدةً من علامات صحة الطفل ونموه الطبيعي. وعليه يجب استشارة الطبيب أو القابلة إذا كان الطفل لا يتحرك بشكل طبيعي.

كم هو إحساس ممتع لكل أم حامل أن تصغي لحركة جنينها وتتابع حركته وتسعد بتمتعه بصحة ونمو طبيعي.

* التخفيف من دوالي الساقين > من الأخطاء الشائعة أن يعاني البعض من العروق المتضخمة في الساقين دون طلب المساعدة من الطبيب، وذلك اعتقاداً بأنها مؤقتة وسوف تزول بعد فترة من الزمن. ويكون الأمر أكثر سوءاً مع النساء حيث تكون هناك تشوهات مرئية كخطوط أرجوانية رقيقة على الجلد، أو عروق منتفخة تحت سطح الجلد، أو تغير لون الجلد إلى بني خصوصاً حول الكواحل، أو وجود حكة وشعور بألم ثم التهاب وتقرحات.

هناك العديد من الأسباب وراء الإصابة بالدوالي أو بروز العروق بالساقين، منها العمر، حيث يصاب واحد من شخصين بعد عمر 50 عاما، ثم التاريخ العائلي، فالسمنة؛ وإصابات الساق؛ وطبيعة العمل التي تتطلب الوقوف مطولاً يومياً. وبالنسبة للنساء، فتلعب التغييرات الهرمونية، وحبوب تحديد النسل، وتعدد الحمل دوراً مهماً. ثم يأتي دور الجاذبية الأرضية التي تجعل الأمر صعباً على الدم للعودة إلى القلب.

وأياً كانت الأسباب فليس هناك طريق مثالي لتفادي ظهور هذه العروق. ودور المريض هنا أساسي لاعتماد بعض التغييرات في أسلوب حياته كخطوة أولى في أي برنامج معالجة يقرره الطبيب، وذلك لتقليل شدة الحالة وتخفيض خطر ظهور دوالي إضافية. وننصح بعمل الآتي:

ـ عمل تمارين منتظمة، كالمشي لتحسين الدورة وتقوية العروق.

ـ تفادي الوقوف لفترات طويلة.

ـ لبس جوارب مطاطية ضاغطة لتحسين مجرى الدم في عروق الساق.

ـ تفادي الملابس الضيقة في منطقة الخصر أو السيقان.

ـ قاومي السمنة لتفادي الضغط الإضافي على العروق.

ـ رفع السيقان فوق مستوى القلب متى ما أمكن ذلك.

ـ تجنب وضع ساق على الأخرى حتى لا تعوق تدفق الدم في الاتجاه الصحيح.

ـ تخفيف الملح في الأكل لتفادي استسقاء الساقين.

ـ إذا كان الوقوف حتمياً، وزع وزن الجسم بشكل دوري من قدم إلى أخرى لتحسين الانكماش والانبساط في العروق.

* أدوية حموضة المعدة وأمانها للحامل > من الأخطاء الشائعة التي تتعرض لها المرأة الحامل خلال هذه الفترة الحرجة من حياتها وخاصة إذا كانت حاملا لأول مرة، أن لا تأخذ المشورة من طبيبها لما تتعرض له من حموضة معوية تختلف شدتها مع تطور وتقدم الحمل، وتظل تتناول مضادات الحموضة من جراء نفسها أو بنصيحة من أحد الأهل أو المعارف وهي لا تدرك مدى خطورة ذلك على صحة جنينها لأن بعض هذه الأدوية ضار بصحة الجنين.

تعتبر الحموضة المعوية من الأعراض الشائعة أثناء فترة الحمل. وحوالي 25 % من النساء الحوامل يعانين من الحموضة المعوية في كل يوم، و50 % من النساء الحوامل يعانين منها، على الأقل، مرة كل شهر. ويكون السبب في ذلك هو كبر حجم الرحم وتوسعه أثناء الحمل بما يتناسب والزيادة المطردة في حجم جسم الجنين، وهذا بالطبع يضع ضغطاً متزايداً من أسفل لأعلى وخاصة على المعدة. الحموضة المعوية هي شعور بعدم الارتياح وحرقة وألم مزعج وراء عظمة القفص الصدري. وقد يحدث هذا الشعور بعد الأكل مباشرة، أو بعد الاضطجاع على الفراش، أو عند الانحناء للأمام. قد تحدث أيضاً الحموضة المعوية بعد أخذ بعض الأدوية.

ويجب أن تعرف كل امرأة حامل أن هذا الشعور الذي يتكرر يوميا بل ويزداد يوما بعد يوم هو أمر طبيعي في الحدود الطبيعية المحتملة. ولكن إذا كانت الحامل لا تستطيع التحمل وكان هذا الشعور مزعجاً ويعيق أداءها للواجبات اليومية في حياتها، وكان شديداً لدرجة عدم النوم والكراهية للأكل والشرب، والميل المستمر للتقيؤ، فيجب أن تستشير طبيبها المعالج الذي سيصف لها أحد الأدوية المضادة للحموضة المعوية المناسبة لوضعها الصحي، آخذين في الاعتبار أن بعض الأدوية قد لا تكون آمنة أثناء الحمل.