أستشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

TT

* السباحة رياضة صحية > عمري حوالي 45 سنة، أمشي كل يوم لكني لا أمارس السباحة، وأسمع كثيراً عن فوائدها. لماذا ينصح الأطباء بها؟

عزة ص: الرياض ـ هذا ملخص سؤالك. والأرقام التي ذكرتها عن وزنك وطولك تدل على أن لديك زيادة واضحة في الوزن، وهي ما تحتاج منك الى بذل مجهود للتخلص منها عبر ضبط تناولك للأكل وأيضاً عبر ممارستك للرياضة البدنية. وهذه الأخيرة لا تختص بالرجال فقط، بل على المرأة الاهتمام بممارسة الرياضة لحفظ صحتها عموماً ولخفض وزن جسمها.

السباحة من أفضل أنواع الرياضة البدنية لأنها تجمع بحد ذاتها المنافع الصحية للأنواع الأخرى من الأنشطة الرياضية، إذْ تحقق الفوائد القلبية للهرولة، وفوائد بناء العضلات لتمارين حمل الأوزان الخفيفة، إضافة الى تحقق فوائد رفع مستوى اللياقة التي تحققها حصص رياضة الإيروبيك المعتمدة على تكرار أداء حركات رياضية.

والسبب أن في السباحة يتم تحريك جميع العضلات، بطريقة تستخدم الطرق الهوائية (إيروبيك) لإنتاج الطاقة. كما أن القيام بها يستلزم استخدام المفاصل المختلفة في الجسم وتحريكها في مدى حركي واسع، دون أن تتعرض للاحتكاك أو لتأثيرات وزن الجسم عند ملامسته الأرض بكل ثقل الجسم. ولذا تستفيد منها مفاصل الجسم التي لا يتم بالعادة تمرينها بشكل كاف في أنواع الرياضة الأخرى كمفاصل الرقبة والأكتاف والورك ومنطقة الحوض. هذا كله بالإضافة الى ميزة خاصة للسباحة، وهي أن جميع العضلات تتحرك أثناء السباحة في مواجهة مقاومة متوسطة القدر من الماء. وهذه المقاومة هي من أفضل الأمور لتمرين العضلات وبناء حجمها إضافة الى تنشيط وتقوية المفاصل. كما أن ممارستها كرياضة تقلل من فرص السقوط والإصابات التي تصاحب الأنواع الأخرى من الرياضة مما يجعلها مناسبة للصغار والكبار. لذا فإنها من أأمن أنواع الرياضة، إذا ما رُعيت فيها وسائل السلامة، لدرجة أن الحوامل يُنصحون بممارستها. ففي الماء يصبح وزن المرء أقل بمقدار عشر ما هو خارجها، هذا مع زيادة مدى حركة مفاصل الأطراف وغيرها من مفاصل باقي الجسم. من هذا كله فإن من أفضل تمارين العضلات والمفاصل هو ما يتم في الماء، ومن أجل هذا فإن السباحة من أنسب أنواع الرياضة للأشخاص المتقدمين في السن أو من هم مصابون بالروماتيزم أو آلام الظهر أو من يشكون من اضطرابات في التوازن كمن لديهم زيادة في الوزن وغيرهم.

هذا مع ملاحظة أن السباحة تحتاج أن تكمل بالمشي أو الهرولة بعض المرات أسبوعياً من أجل تقوية العظام وزيادة تكوينها، الذي لا تحققه السباحة وحدها لأنه ليس فيها وضع ضغط على العظام.

* زيارة الطبيب > راجعت عدة أطباء لمشاكل في السكري وروماتيزم المفاصل، وأجريت فحوصات كثيرة منذ سنوات. لكني غير مرتاحة الى مراجعتهم بسبب عدم التحسن وعدم فهم ما يقولونه لي. ما تنصح؟

س. محمد ـ القاهرة ـ هذا ملخص رسالتك. وكثير من الناس يشكو مما تشتكي منه. إن أحدنا يقضي، عادة، دقائق معدة مع الطبيب أثناء زياراته العيادة لمتابعة علاج أحد الأمراض المزمنة كالسكري أو الروماتيزم. والاستفادة الأفضل من قبل المريض المراجع وكذلك من قبل الطبيب من هذا الوقت القصير تتطلب التركيز من قبل كل منهما والتحضير الجيد لهذه الزيارة من قبل المريض على وجه الخصوص. ويقوم الأطباء ببذل الجهد في مساعدة المريض المراجع، لكن المريض نفسه أيضاً يستطيع أن يفعل الكثير لإتمام استفادته من خدمات طبيبه. وأهم الأمور هي التخلص من التوتر والقلق قبل زيارة الطبيب لأن الاستعداد النفسي بحد ذاته مهم، إضافة الى أن تدوين موعد المراجعة الطبية، والمحافظة على حضورها وإجراء الفحوصات المطلوبة قبل الزيارة، هي أمور مهمة في سلاسة المتابعة الطبية وللحيلولة دون أن تطول المدة بين زيارة وأخرى ولجعل من اليسير على الطبيب ربط الأعراض التي يشكو منها المريض بنتائج حديثة للفحوصات الطبية.

ولذا فإن على المريض مراجعة نفسه في تحديد ما يشكو منه، والتأكد من أفضل عبارات لشرحها، وكتابة هذا في ورقة ضمن قائمة الأمور التي سيتطرق اليها في حديثه مع طبيبه، وإحضار هذه الورقة معه عند زيارة الطبيب كي لا ينسى أيا منها. كما أن عليه أن يكتب فيها قائمة بالأدوية التي يتناولها عادة سواء تلك التي يصفها الأطباء له كعلاجات منتظمة أو تلك التي يتناولها لدواع شتى من آن لآخر. وأن يدون ملاحظاته على الأدوية إن كان يشكو من تأثير بعضها عليه.

ومن حق المريض، بل من واجبه أيضاً، أثناء حديثه مع طبيبه هو سؤاله عن الذي يقصده إن قال أموراً غير مفهومة، ولا يجب أن يتهاون الإنسان فيه. والسبب هو أن الطبيب وطريقة علاجه تعتمد على فهم المريض لها، وهو عادة ما يفترضه الطبيب طالما لم يعلق المريض على كلامه أو يستفسر، فالطبيب إنسان، والإنسان مهما كان دقيقاً في عباراته فإنه قد يقول كلاماً من الطبيعي أن يوجد من لا يُدرك المقصود منه. وفي هذا الشأن لا مجال للحياء أو الخجل أو التردد، وعند شك المراجع في فهم أمر ما فعليه أن يعيد الاستفسار حوله على الطبيب.

وقبل مغادرة العيادة يراجع المريض الورقة التي دون فيها الأمور التي يود ذكرها لطبيبه ليتأكد أنه لم ينس منها شيئاً، وربما يسأل طبيبه من أين يمكن له أن يتزود بمعلومات عن المرض الذي يشكو منه.

* حبوب بعد حلاقة الذقن > أعاني من حبوب تظهر على وجهي مكان الحلاقة بالموسى. عمري 32 سنة ولا أشكو من أية أمراض. ما تنصح؟

فوزي علي ـ جدة ـ الموسى، عند الحلاقة به، يعمل على قطع الشعرة بشكل عرضي كامل من حد جزئها النامي فوق الجلد بقليل فقط. ويجب تجنب حصول احتكاك بين الموسى وبين الجلد لمنع إثارة التهيجات عليه وأيضا لمنع حصول المشاكل المترتبة على قطع الشعرة بطريقة غير سليمة.، خصوصاً لدى ذوي البشرة السمراء أو ذوي الشعر والجلد الدهني أو الشعر المجعد والقاسي والقوي أو من يسكنون في المناطق الرطبة أو من يتأثر بقبة القميص أو الثوب إما لإحكامه حول الرقبة أو ارتفاع القبة أو نوع قماش القميص أو الثوب. المشكلة تنشأ من الحلاقة الخاطئة، حينما يتم قطع الشعرة عميقاً داخل الجلد أي إجراء حلاقة ناعمة جداً بالموسى فإن الشعرة لما تبدأ بالنمو فإنها إما أن لا تنبت الى الخارج بل تنمو داخل الجلد أو أنها تنبت شيئاً قليلاً فوق الجلد ثم تنعطف لتدخل مرة أخرى تحت الجلد خاصة لدى من لديه شعر مجعد، وينتج عن كلتا الحالتين في النمو الجديد للشعرة ألم واحمرار وبقعة جلدية داكنة اللون مع انتفاخ قليل في منبت الشعرة، وربما يتطور الأمر الى حصول التهاب بكتيري يظهر على هيئة بثرة ذات قمة صفراء وبها قليل من الصديد التي ربما تترك ندبة بعد زوال الأمر. ولذا فإن من الأفضل أن تتم الحلاقة بعد ترطيب الشعر بالماء لمدة خمس دقائق على الأقل. وإبقاء كريم أو معجون أو جل الحلاقة، المناسب للبشرة وترطيب الجلد، لمدة دقيقتين على أقل تقدير قبل الحلاقة بالموسى لتقليل الاحتكاك والتهيج. والحرص على الحلاقة من أعلى الى أسفل، أي السير في الحلاقة مع اتجاه نمو الشعر التي في العادة من أعلى الى أسفل. وتجنب تكرار مرور الموسى على نفس المنطقة أثناء الحلاقة أكثر من مرتين. وأن تتم الحلاقة دون شد الجلد، أي وهو مرتخ إلا في المناطق المترهلة التي تحتاج الى شد. مع الحرص على تغيير الأمواس بانتظام لأن الأمواس غير الحادة لا تقطع الشعر بل تمزقه وتشده وتسبب بالتالي تهيجات في الجلد. مع الحرص أيضاً على استخدام أمواس الحلاقة الفردية دون التي بشفرتين أو ثلاث شفرات لأن آليات الأخيرة تعتمد على الشد والقطع وهو ما يؤدي الى قطع الشعرة عميقاً. لكن في حال ظهور حبوب أو تهيجات في الجلد بعد الحلاقة بالموسى، فالواجب إعطاء فرصة لنمو الشعر ولراحة البشرة مدة 3 أيام. ووضع شيء من كريم المضاد الحيوي. مع تجنب محاولة فتح الحبة أو عصرها.