عدوى الحصبة والحصبة الألمانية ومخاطرهما

ضرورة تحصين الطفل وإصابة الأم الحامل بالحصبة الألمانية قد تؤدي إلى تشوهات الأجنة

TT

الحصبة والحصبة الألمانية measles and rubella مرضان فيروسيان شديدا العدوى، يصيبان الطفل خلال حوالي عشرة أيام الى اسبوعين من تعرضه للفيروسين. تبدأ درجة حرارة الطفل بالارتفاع بعد الإصابة لمدة ثلاثة أيام، يعاني خلالها من زكام شديد وسعال جاف ورشح بالأنف واحمرار وحرقة في العينين. ومع انتهاء اليوم الثالث تظهر لدى بعض الأطفال بقع رمادية أو بيضاء اللون تشبه ذرات الملح داخل الفم قبل ظهور الطفح.

ثم يظهر الطفح وردي اللون مائلا الى الاحمرار خلال أربعة الى خمسة أيام خلف الأذنين والوجه، ثم ينتشر الى الجذع، ويبدأ بالانتشار على سائر الجسم كله، ثم يبدأ بالتلاشي في اليوم السادس من بدء المرض على مدى أيام معدودة.

* العدوى والمضاعفات تمتد فترة الحضانة للمرض من عشرة الى خمسة عشر يوما، وتنتقل الحصبةmeasles من شخص الى آخر عن طريق العطس أو رذاذ السعال أو حتى عند ملامسة المصاب بصورة مباشرة، ويكون الطفل ناقلا للمرض أو مسببا للعدوى قبل ظهور الطفح بأيام معدودة حتى زوال الطفح والحمى، حتى انتهاء المرض. وخلال فترة المرض يمنع الطفل من الذهاب الى المدرسة أو مخالطة الأطفال من اخوته أو أصدقائه وجيرانه الى أن يتماثل للشفاء (أي فترة أسبوع من ظهور الطفح الجلدي).

ويتماثل معظم الأطفال المصابين بالحصبة للشفاء التام وتتكون لديهم مناعة دائمة ضد الفيروس المسبب للمرض.

ولكن قد يؤدي المرض حدوث بعض المضاعفات لدى بعض الأطفال، فيصابون بما يسمى عدوى بكتيرية ثانية superimposed infection جنبا الى جنب مع الحصبة كالتهاب الأذن الوسطى أو تقرح الحلق أو التهاب القصبة الهوائية أو الالتهاب الرئوي وعند حدوث ذلك يجب عرض الطفل المصاب على الطبيب في الحال، كما أن نسبة ضئيلة جدا من الأطفال قد يصابون بالتهاب الدماغencephalitis الذي من الممكن أن يؤدي الى عواقب وخيمة لدى إهماله.

* العلاج والتطعيم يعرض الطفل على الطبيب للتأكد من إصابته بالحصبة فعلا، ثم تنصح أم الطفل المصاب بالحصبة بإلزام طفلها بالراحة التامة حتى تنخفض درجة حرارته في غرفة هادئة خافتة الضوء حتى لا تؤذي عينيه المصابتين بالالتهاب، ودون التعرض الى الإزعاج الخارجي، مع حث الطفل على تناول الكثير من السوائل.

ولا يوجد علاج مختص شاف لمرض الحصبة، ولا تفيد المضادات الحيوية حيث إنه مرض فيروسي ولكن تستخدم فقط عند ظهور مضاعفات المرض البكتيرية مثل التهاب الأذن أو الرئتين. تعالج الحرارة المرتفعة بالكمادات الباردة ومخفضات الحرارة الملائمة للطفل من حيث النوع والجرعة.

اما تطعيم الاطفال بلقاح الحصبة، يجب تحصينهم جميعا ضد الحصبة، ويعتبر لقاح الحصبة من اللقاحات الأساسية في جميع دول العالم عند عمر السنة، ثم مرة أخرى عند دخولهم رياض الأطفال بعمر الأربعة الى الست سنوات، وفي حال تعرض طفل لم يتم تحصينه ضد الحصبة لشخص مريض بالحصبة خلال ستة أيام، يجب أخذه الى الطبيب، فقد يوصي الطبيب بإعطائه حقنة من الجلوبولين المناعي الذي يحتوي على أجسام مضادة ضد فيروس الحصبة. وكبديل لذلك يمكن تحصين الطفل خلال اثنين وسبعين ساعة بعد تعرضه للفيروس.

* الحصبة الألمانية الحصبة الألمانية German measles or rubella وهي أيضا مرض فيروسي خفيف ومعد يصيب الصغار وأحيانا الكبار، ويكتسب الشخص المصاب مناعة دائمة ضد المرض بعد الإصابة به. عادة ما تكون الإصابة بالحصبة الألمانية طفيفة يعني أنها لا تمثل أي خطورة على الطفل المصاب، لكن من الممكن أن تسبب تشوهات للجنين لدى إصابة المرأة الحامل بها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. وتعتبر فترة حضانة المرض أطول من الحصبة، إذ تتراوح من أسبوعين الى ثلاثة أسابيع. وتتشابه أعراض الحصبة الألمانية بأعراض نزلة البرد وقد يحدث لبس بينهما لدى الإصابة بالمرض، يصاب كثير من الأطفال بتعب عام وارتفاع طفيف في درجة الحرارة مع سيلان الأنف، ويصاب البعض الآخر من الأطفال بتورم الغدد الليمفاوية خلف الأذنين. ويبدأ الطفح الجلدي في الظهور اليوم الثاني من المرض على الوجه والرقبة ثم ينتشر على باقي الجسم، وبخاصة الصدر، ثم يبدأ بالزوال بعد حوالي ثلاثة أيام، ويختفي تماماً في اليوم الخامس للإصابة، وقد يصاحب ذلك آلام في المفاصل كالتي تحدث لدى الإصابة بالانفلونزا، كما وأن ربع المصابين بالحصبة الألمانية لا تظهر لديهم أي أعراض للمرض.

الاصابة وعلاجها اما طرق العدوى بالحصبة الألمانية فانها تنتقل عن طريق الرذاذ المتطاير من الفم أو الأنف أثناء العطس أو السعال، وتمتد فترة انتقال العدوى من الشخص المصاب للآخرين الى أربعة أيام بعد ظهور الطفح الجلدي.

ومن مضاعفات المرض حصر خطورة الإصابة به كما أسلفت، في الأمهات الحوامل في الشهور الأولى من الحمل، إذ يتسبب المرض في حدوث تشوهات خلقية للأجنة، كالإصابة بالصمم، أو ارتفاع ضغط العين (الزرق الخلقي) أو مشاكل في البصر، أو التأثير على الدماغ مما يؤدي الى التخلف العقلي. وقد تكون الإصابة شديدة في بعض الحالات فتؤدي الى وفاة الجنين وإجهاضه، والجدير بالذكر أنه قد لا يصاب بعض الأجنة بأي مشكلة على الرغم من إصابة الأمهات بالحصبة الألمانية خلال الحمل.

اما سبل العلاج فإن معظم المصابين بالحصبة الألمانية لا حاجة لهم بتناول أي علاج دوائي عند حدوث المرض، وينبغي عليهم التمتع فقط بالراحة التامة حتى اختفاء الأعراض مع تناول مخفضات الحرارة ومسكن للألم إن وجد. ويعتبر لقاح الحصبة الألمانية من اللقاحات المهمة الروتينية التي تعطى للطفل عند نهاية السنة الأولى من العمر. هذا ويجب على النساء الحوامل أو اللاتي يفكرن في الحمل أن يجرين تحليلا للفيروس المسبب للمرض وعلى ضوء ذلك يحدد من تحتاج الى تناول اللقاح الواقي من المرض.