أستشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

TT

* علاج هرمون الذكورة > أبلغ 58 سنة من العمر، وأعاني من ضعف في القدرة الجنسية بالإضافة الى وهن عام. وأجريت فحوصات طبية وكلها سليمة، والبعض ينصحني بأخذ هرمون الذكورة. ما ترى؟

ع.ع. ـ أبو ظبي ـ تشير الدراسات الحديثة الى أن أربعة من بين كل عشرة رجال، ممن أعمارهم في الخامسة والأربعين وما فوق، يعانون من نقص مستوى هرمون الذكورة. وأن الرجال المصابين بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية والسمنة ومرض السكري، هم عرضة بشكل أكبر لأن تظهر لديهم نسب متدنية من هرمون تستوستيرون في الجسم.

وتظهر على الرجل البالغ، في حال نقص هرمون تستوستيرون الذكري، جملة من الأعراض البدنية الوظيفية والأعراض النفسية. وتؤثر بالتالي على خصائص الذكورة وقدرات الإخصاب لديه. وتشمل فقدان الرغبة في ممارسة الجنس وضعف الانتصاب، أو العقم، أو نقص شعر اللحية ومناطق أخرى من الجسم، أو زيادة شحم الجسم، أو تدني حجم عضلات الجسم ومقدار القوة فيها، أو صغر حجم وامتلاء الخصيتين، أو زيادة نمو وحجم الثدي، أو خلخلة العظم وهشاشة تماسكه. أما الأعراض النفسية، فتشمل الشعور بالإرهاق والتعب، وتدني الرغبة في ممارسة الجنس، وصعوبات في التركيز، والتوتر، والاكتئاب، ما يعني أن أولئك الرجال يشعرون بنوع من نقص في مستوى طاقة ونشاط الجسم لأداء المجهود البدني، وفقد للشعور بالحيوية والانتعاش. والمشكلة أن كثيراً من الرجال في الأعمار المتوسطة يعانون من نفس هذه الأعراض دونما نقص في نسبة تستوستيرون الجسم.

وقد بينت بعض الدراسات الطبية ان إعطاء الهرمون الذكري، مفيد لقوة العظم ورفع مستوى الرغبة الجنسية. إلا أن قوة الانتصاب لا تزال دون المستوى المطلوب. كما أن الدراسات تشير الى آثار سلبية على البروستاتا خاصة عند وجود السرطان فيها أو أن سبقت إصابتها به. إضافة الى أن بعضها يشير الى رفع مستوى الكوليسترول وزيادة قابلية الإصابة بأمراض شرايين القلب. والأطباء متفقون على أن لا يُعطى علاج هرمون تستوستيرون للمصابين بسرطان في البروستاتا، أو لمن سبقت لهم المعاناة منه حتى لو تم لهم الشفاء بعد ذلك، أو من هناك شك في وجود هذا النوع من السرطان لديهم. والسبب هو أن هرمون تستوستيرون يعمل على تنشيط نمو وتكاثر خلايا البروستاتا السرطانية، وبالتالي تسارع وتيرة نمو السرطان فيها. هذا بالإضافة الى أن الهرمون الذكري يعمل على نمو وتضخم الثدي لدى الرجل، حيث إن 10% من الرجال الذين يتناولونه يحصل لديهم ذلك، خاصة البدينين منهم.

* الكحول.. هل يُفيد القلب؟

> أسمع عن أن شرب الكحول بكمية متوسطة يُفيد القلب. هل هذا الكلام صحيح ؟

إدريس مجدي ـ القاهرة ـ سبق لي الحديث في مقال مطول العام الماضي عن أن نتائج الدراسات الطبية التي راجعت جميع ما تم نشره في المجلات الطبية حول احتمال فائدة شرب كميات متوسطة من الكحول على تقوية القلب وحماية الشرايين فيه. وعرضت الدراسات الصادرة عن الباحثين في أميركا وأوروبا وأستراليا، والتي بمجملها لا تُوجد حتى اليوم أية إثباتات علمية على هذه الأقوال المزعومة. والواجب أن تكون النصائح الطبية مبنية على أسس علمية سليمة. وكثير من الهيئات الطبية العالمية لا تزال تستنكر وتستغرب دخول مثل المقولة هذه ضمن النصائح الطبية. وعلى سبيل المثال تقول الرابطة الأميركية للقلب في نشراتها الحديثة إن تناول الكحول بكثرة يؤدي الى ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، ويرفع من مقدار ضغط الدم، ويزيد من عرضة الإصابة بفشل القلب، كما ويزيد من احتمالات الإصابة بجلطات الدماغ، واضطرابات إيقاع نبض القلب، والموت المفاجئ.

وتقول الرابطة في إرشاداتها إنه بالنظر الى كل مضار تناول الكحول فإن الرابطة لا تنصح مطلقاً من لا يتناول الكحول أن يبدأ تناوله لحماية شرايين قلبه، بل على العكس فإنها تنصح من يتناوله لحماية شرايين القلب بأن عليه ان يستشير طبيبه ويفهم الأمر على حقيقته منه.

وما يُقال عن فوائد للمواد المضادة للأكسدة في النبيذ على وجه الخصوص فإن الرابطة تُؤكد أن هذه المواد النافعة موجودة أيضاً في العديد من المنتجات النباتية كالعنب الطازج وعصير العنب. كما وأكدت أمراً مهماً وهو أنه لا تُوجد دراسة قارنت تأثير النبيذ وحده على ظهور أمراض شرايين القلب أو الدماغ، بل إن الدراسات حوله شملت أيضاً أموراً أخرى كالإكثار من تناول الفواكه والخضار وقلة تناول الدهون المشبعة. في إشارة منها الى ما يُعرف بوجبات البحر الأبيض المتوسط.

وأضافت إن أفضل ما يُذكر من فوائد للكحول هو رفع مستوى الكوليسترول الثقيل المفيد للجسم، لكنها عقبت على هذا قائلة إن ممارسة الرياضة وسيلة أخرى مضمونة لرفع نسبة هذا الكوليسترول المفيد. وأضافت بشكل واضح قائلة وحتى اليوم فإن رابطة القلب الأميركية لا تنصح مطلقاً بتناول النبيذ أو أي من المشروبات الكحولية ابتغاء فائدة منها، فلا يُوجد إثبات علمي على حد وصفها بأن النبيذ أو أي مشروبات كحولية تستطيع أن تحل محل فوائد المحافظة على الوزن وممارسة الرياضة البدنية ومعالجة ارتفاع الضغط والكوليسترول.

وأضافت أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد حذرت مراراً بالامتناع عن تناول الكحول مطلقاً عند تناول أقراص الأسبرين بشكل يومي.

* النظارات الشمسية للأطفال > هل يجب على الأطفال ارتداء نظارات شمسية، ولماذا نرتدي تلك النظارات طالما لا تُضايقني الشمس؟

نادية أبوعوف ـ جدة ـ هذا ملخص رسالتك والسؤال فيها. ما تراه الأكاديمية الأميركية لطب العيون وغيرها من الهيئات الطبية العالمية هو أن أي عامل يعمل على رفع مقدار تعرض العين لأشعة الشمس، هو أيضاً يرفع من احتمالات تأذيها من الأشعة فوق البنفسجية المصاحبة لها. وثمة عوامل بيئية تجعل التعرض للأشعة فوق البنفسجية أعلى كأن يكون المرء في الصحراء على الرمل أو سطح الماء أو في الجبال أو المناطق المرتفعة كالأبراج السكنية العالية. كما أن الأشعة فوق البنفسجية التي تصل سطح الأرض تكون أكبر عند وجود حالات من العتمة أثناء النهار كوجود الغيوم أو الضباب. وفيما بين العاشرة صباحاً الى الرابعة بعد الظهر. وبالطبع فإن طول مدة التعرض لأشعة الشمس يرفع من معدلات امتصاص الجسم لهذه الأشعة.

الضرر الفوري للتعرض لوهج الشمس في يوم مشرق جداً وأوقات ذروة أشعتها، خاصة المنعكس على الأسطح العاكسة كالثلج أو الرمل، يُؤدي الى تلف في أسطح العين، مثله مثل تأثر طبقة البشرة الخارجية على الجلد بأشعة الشمس. وهذه التأثرات تزول غالباً في غضون بضعة أيام، إلا أنها ربما تترك بعضاً من الأثر الدائم.

لكن المشكلة الرئيسة هي في التعرض لمدة طويلة وبشكل متكرر لهذا النوع من الأشعة، حيث تنجم عنه عدة مضاعفات مؤذية على العين، مثل تلف الشبكية. وتكون الماء الأبيض. وتكون ظفر العين، وهي طبقة من الأنسجة والأوعية الدموية التي تنشأ تحت طبقة الملتحمة، وتمتد من زاوية العين الداخلية وتمتد شيئاً فشيئاً حتى تغطي طرف القرنية. ويزداد حجمها بالتعرض للأشعة الشمسية. وسرطان جلد الجفن.

الأطفال لا يُستثنون من هذا، وتعويدهم على هذا السلوك الصحي في المحافظة على العين هو أمر ضروري منذ الصغر. لكن المهم هو عدم التفكير بطريقة خاطئة يسلكها الكثيرون وهي أن أشياء الطفل تُنتقى من النوعيات الرخيصة بخلاف أشياء الكبار. بل على العكس فإن مستلزمات الأطفال يجب أن تكون من الأنواع الجيدة حتى لو كان الطفل سيكبر أو لن يستخدمها لمدة طويلة.