شد جلد الوجه من دون اللجوء إلى عمليات جراحية.. حُلم للكثيرين

توظيف ليزر الفراكسل وليزر الثرماج بين النتائج الواقعية والدعائية

TT

شد جلد الوجه، وغيره من أجزاء الجسم الظاهرة، دون اللجوء الى عمليات جراحية حُلم للكثيرين. واستخدام الأجهزة المعتمدة على تقنية الليزر في سبيل تحقيق هذه الغاية شائعة اليوم. لكنها، مثل غيرها من التقنيات الحديثة، تتجدد وتتطور بسرعة. وآخر صيحة في علوم وطب الليزر هما جهازا «الثرماج» و«الفراكسل»، حيث يكثر السؤال عن هذين الجهازين بين أوساط المرضى هذه الأيام.

* التسخين الحراري عُرفت تقنية الثرماج قبل الفراكسل. وهناك فرق كبير بين فكرة الجهازين. ولإعطاء صورة مبسطة عن هذين الجهازين، سأعرض كلا منهما.

1ـ الثرماج Thermage: وقد عرف هذا الجهاز منذ عدة سنوات. والفكرة فيه بسيطة جداً، وهي تسخين الجزء الأعلى من الجلد بدرجة حرارة معينة، خاصة مادة الكولاجين فيه، والمسؤولة عن الحفاظ على شد البشرة. وذلك بواسطة التردد الإشعاعي السعوي ( Radio Frequency ). ولذا لو كانت درجة الحرارة ضعيفة فإنه لن تحصل أي نتيجة مرجوة. وإن كانت درجة الحرارة أعلى من المطلوب، فربما يحدث نتيجة لذلك مضاعفات. من أجل هذين الأمرين يجب أن تكون الجرعة الحرارية المعطاة لجلد المريض دقيقة لتلافي المضاعفات تلك. وعادة ما نحتاج إلى جلسة واحدة فقط، ونادراً ما تكرر الى جلستين أو أكثر، يجب أن يكون بينهما 6 أشهر على الأقل. والجلسة العلاجية «للثرماج» عادة ما تكون مؤلمة، ويمنع وضع أي كريم مخدر أو إعطاء أي نوع من أنواع التخدير الكامل. لأن الطبيب يتعرف على مقدار الجرعة المطلوبة لجلد المريض بحسب الألم الذي يشعر به، حيث ان المريض يجب أن يحس بألم خفيف عادة، وكلما ازداد الألم كثيراً كلما كانت الجلسة أكثر فعالية. ولكن تكون أكثر خطورة من ناحية المضاعفات المحتملة. والملاحظ طبياً أن مضاعفات استخدام هذا الجهاز قليلة جداً، بل نادرة، خاصة إذا استخدمت الجرعة بشكل صحيح على يد طبيب متمرس. وقد يستغرق وقت الجلسة ما يقارب الساعة، وذلك على حسب المنطقة المعالجة، ويعقبها عادة احمرار بسيط . وقد يشعر المريض بعد الجلسة بشد مؤقت في الوجه، بسبب احتقان الجلد الآني، لكنه بلا شك ليس بسبب زيادة مادة الكولاجين الدائمة، الذي من المتوقع أن يحدث بعد فترة طويلة من الزمن تقدر بأشهر لدى بعض المرضى. ومما لاشك فيه أنه لو أجريت خزعة جلدية ( أخذ عينة من الجلد ) بعد أشهر من جلسة «الثرماج» لوجدنا أن التركيب المجهري يُشير الى زيادة في مادة الكولاجين. لكن للأسف لا يوجد تناسب طردي بين زيادة هذا الكولاجين داخل الجلد والرؤية لتأثير ذلك خارجياً على الجلد، بمعنى أن زيادة كمية الكولاجين داخل الجلد لا تُؤدي بالضرورة الى زيادة في مقدار شد الوجه ونضارة مظهره الخارجي، حيث ان من الملاحظ عند إجراء خزعة للجلد أن نرى كمية كبيرة من الكولاجين لكن يبدو أن فعاليتها ليست مثل الكولاجين الأصلي العادي غير المثار صناعياً. مع العلم أن بعض المرضى يلاحظون أن جلدهم مشدود وقد يشعرون بذلك. لكن هناك نسبة ليست قليلة من المرضى يقولون انهم لم يلاحظوا نتيجة لذلك التحسن المنشود في شد الجلد. ولا يمكن للأطباء التعرف قبل بداية الجلسات هل سيستفيد المريض من عمل هذا الجهاز أم لا؟ ولو تأملنا ما تعرضه شركات تسويق مثل هذه الأجهزة لأيقنا أنه ليس من الأمانة العلمية أن تُعرض على الناس في الدعايات لها أفضل وأندر الحالات بصور «قبل وبعد»، والتي عادة تعرض ما يبهر المرضى بمثل ذلك التحسن في الصور، ما يجعل البعض يعتقد أن الأمر نفسه سوف ينطبق على جلدهم. وحتى نكون أكثر واقعية وأمانة مع المرضى، فإنه يجب إظهار جميع الصور «من قبل وبعد» الجيدة وغير الجيدة، ومن ثم نترك الاختيار للمريض نفسه كي يُقوِّم الوضع ويختار بنفسه، لا سيما أن الأمر برمته تجميلي ليس له علاقة بسلامة الجسم أو الحياة. وباختصار فإن جهاز «الثرماج» بلا شك هو جهاز فعّال لاستثارة زيادة وجود مادة الكولاجين في الجلد، ولكن يجب عدم المبالغة بالنتائج لأن هناك نسبة من المرضى لم يستفيدوا من هذا الجهاز، ويجب أن لا ننسى أن حتى هؤلاء المرضى الذين استفادوا من هذا الجهاز لم تكن نسبة الاستفادة بالصورة المرجوة أو المطابقة لما شاهدناه في صور «القبل والبعد». ولا بد من ذكر أن نسبة مبيعات هذا الجهاز قد قلّت في العالم. والسبب كما يعتقد كثير من الأطباء أن المبالغة التي صاحبت ظهور هذا الجهاز من شركات التسويق والإعلان والدعاية، جعلت الكثير من المرضى ممن خضعوا للعلاج به غير راضين تماماً عن النتائج القليلة التي حصلوا عليها. ولاحظوا أن هناك فرقا بين صور ( قبل وبعد ) التي تم عرضها عليهم قبل البدء بالعلاج وبين نسبة النتائج المتواضعة على جلدهم.

* نقاط حرارية 2 ـ الفراكسل Fraxel : وهي تقنية حديثة نسبيا.ً وتقوم هذه التقنية بإحداث نقط حرارية ليزرية صغيرة في الجلد ذات عمق معين تتسبب في إثارة وتكوين كولاجين جديد يشد البشرة دون حدوث جروح في الجلد. ويتوفر في السوق العالمي في الوقت الحاضر 4 أجهزة بنفس التقنية تقريباً. يحتاج المريض إلى 4 جلسات، بين كل جلسة والأخرى شهر، وعادة ما يلاحظ المريض التغير بعد شهرين إلى ثلاثة من آخر جلسة. وميزة هذا النوع من تقنية الليزر أنها لا تسبب جروحاً بعد الليزر وإنما احمرار بسيط يستغرق يومين تقريباً، وهي قد تكون مؤلمة جداً ( يعتمد على نوع الجهاز ) ويمكن استخدام هذا الجهاز لثلاثة أمور : 1) ندبات الجلد التالية للإصابة السابقة بحب الشباب. 2) الكلف.

3) تجاعيد الوجه السطحية.

وتستخدم أطوال موجات مختلفة لهذا الجهاز 1550 nm، 1440 nm 1500 nm .

وهذه التقنية هي من أحدث وأفضل التقنيات للتعامل مع الندبات، ولكن هذا كله من الناحية النظرية. وينطبق على هذا الجهاز كثيراً مما قلناه عن جهاز الثرماج من حيث انه لو تم أخذ خزعة من الجلد بعد عمل الفراكسل لشاهدنا تغييرا كبيرا في مادة الكولاجين ولكن للأسف لا يلاحظ الأطباء تغيراً كبيراً من الناحية الخارجية للجلد. وهذه النقطة قد حيرت كثيرا من الأطباء لماذا لا يكون هناك نسبة حرارية معينة بين زيادة الكولاجين الجديد بعد الليزر وشد البشرة أو تحسن الندبات؟

والبعض يعتقد أن نوعية الكولاجين المتشكل هو أفضل من زيادته لشد الجلد والجيد في هذه الأجهزة أن نسبة حدوث المضاعفات قليلة جداً. وكغيره من الأجهزة الحديثة تسابقت الشركات لأخذ الصور «قبل وبعد» ووصفت هذا التحسن بالخيالي، مما دفع المرضى وحتى بعض الأطباء الى الإقبال على هذا الجهاز وتسويقه لمرضاهم على أنه الجهاز الذي سوف يزيل الكلف والندبات وسيشد الوجه شداً غير جراحي.

لقد أظهر جهاز الفراكسل نتائج مقبولة ومشجعة لدى بعض المرضى في حين لم يجد البعض الآخر النتائج المرجوة ولم يلاحظوا هذا التغير المنشود مقارنة بالصور المعروضة (قبل وبعد) من الشركات المسوقة. إنه بلا شك جهاز فعال وآمن نسبياً ولكن أفضّل عدم المبالغة بالنتائج لكي لا نظلمه ونظلم مرضانا الأعزاء.

* استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر