بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

* طحن الأسنان اللاإرادي > من الخطأ أن يظل البعض يتحمل، بدون مبرر، ألم الأسنان عند الأكل مع عدم المضغ الجيد للطعام وكذلك ألم الفكِّ وعضلاتِ الوجه. والبعض يعاني أيضاً من الصداع عند الاستيقاظ في الصباح الباكر. وآخرون يعانون إضافة الى ذلك من أوجاع الأذن، خصوصاً عند التَثَاؤب أَو المَضْغ. إنها أعراض طحن الأسنان اللا إرادي bruxism، وهي تَتفاوتُ من شخص لآخر وتعتمد على درجة الضغطِ على الأضراس، وطولِ فترة الحالة، وعادات النوم، واصطفاف الأسنان على الفكّين. والسبب غير معروف بالتحديد، وقد يكون واحداً مما يلي:

> زيادة في كمية الإجهادِ العقلي أو العنف أَو القلق الذي يتعرض له الشخص في يومه.

> الشخصية المتميزة بحب التنافس والنشاط المفرط.

> الافراط في تناول المنشطات مثل الكفايينِ والنيكوتينِ، بالإضافة إلى بعض الأدوية مثل الكوكائينِ والأمفيتامين.

> عدم تطابق الأسنانِ العلياِ والسفلى بالفم.

> العُمر، حيث ان هذه الحالة أكثر شيوعاً في الأطفالِ الأصغرِ مِنْ سن 10 وفي البالغين أصغرِ مِنْ سن 50.

بالرغم من أنَّ طحن الأسنان اللا إرادي حالة شائعة جداً، فإن الاحصاءات تشير الى أنها تؤثّرُ على 20 بالمائة فقط مِنْ سكانِ الولايات المتحدة البالغِين، وذلك لأن العديد مِنْ الناسِ لا يدركون أنهم يعانون من هذه الحالة عندما تكون بسيطة ومعتدلة وتحدث أثناء النوم. ولا يتم اكتشاف المعاناة من حالة طحن الأسنان اللا إرادي إلا عندما تكون الأعراضِ شديدة وقد يلاحظها شريك الحياة الذي يصحو في الليل عدة مرات منزعجاً من صوت «الطقطقة» التي ترافق حركات الفكّين.

علاج هذه الحالة يبدأ بتقييم شامل للأسنانِ: هل هناك حسّاسية بالسنِّ، ترسبات غير عادية على الأسنان، تكسر أَو فقدان بعض الأسنانِ، عدم انتظام اصطفاف العضة للفكين، سلامة حركة مفصل الفكين، وصحة اللثةِ والأنسجةِ حول الفَمِّ.

وينصح في الحالات البسيطة والمعتدلةِ مِنْ طحن الأسنان اللا إرادي، عمل فحوصات منتظمةِ للأسنانِ. وهي تُمثّلُ أفضل خط دفاعِ ضدّ تآكل وتَلفِ السنِّ.

أما للحالاتِ الشديدة والأكثرِ حدة، فيُنصح بالآتي:

> العلاج السلوكي للإجهادِ والتوتر.

> استخدام المهدئات.

> التدريب على الطريقة الصحيحة لغلق الفكين.

> استخدام أدوات وقائيةِ للأسنانِ، مثل العضة الواقية للأسنان ليلاً.

> تجنّب تناول الكفايينِ أَو المحفّزاتِ الأخرى ستّ ساعات على الأقل قبل وقتِ النوم.

> قد تحتاج الحالة لاستعمال مرخيات العضلات أو الأدويةِ المضادةِ للالتهابات للتَخفيف من الأعراض.

* السهر الطويل والتحصيل الدراسي من الأخطاء التي تعود عليها طلبة المدارس التمادي في السهر ليلاً لساعات طويلة، غير مدركين أن ذلك يترك أثرَه على تحصيلهم الدراسي ونتائج تقييمهم في الاختبار.

ومما يؤكد الأثر السلبي للسهر، دراسة أجريت في كلّيةِ طبّ كولورادو باستخدام استطلاع مَلأه 238 طالباً بالمرحلتين المتوسّطةِ والعليا. أشارت النتائجَ بأنّ الطلاب الحاصلين على مستوى منخفض كَان عِنْدَهُمْ: قلق، ووَجع في السيقانِ عند محاولة النَوْم ليلاً؛ مع شَخير وصعوبة الاسْتِيْقاظ في الصباحِ؛ ينتج عنه خمول ونعاس طوال النهار والنوم في الصفِ.

كما أيدت الدِراسة أن المُراهقين الذين كان نومهم ناقصاً أو متقطعاً، لم يكن تحصيلهم العلمي ونتائج تقييمهم بنفس مستوى أقرانهم الذين لم تكن لديهم مشاكل نوم.

وتعتبر نتائج هذه الدراسة دليلاً إضافياً يُشيرُ بأنّ اضطراباتِ النومِ عند المُراهقين تُؤثّرُ على أدائهم بشكل ملحوظ، وتستوجب استشارة الطبيب.

الأكاديمية الأميركية لطبِّ النومِ توصي بالآتي:

> التعود على النوم الكافي المنتظم ليلاً، والنهوضْ في نفس الوقت كُلّ صباح.

> عدم السهر بحجة الدِراسَة للامتحانِ.

> عدم الاغفاء نهاراً، وإذا اضطررت فلا تُقيّل لأكثر مِنْ السّاعة.

> عدم تناول أيّ كفايين بعد الغداءِ.

> لتكن غرفة النوم هادئةً ومظلمة.

> وإذا عانيت من الأرق ولم تنم خلال 20 دقيقة، انْهض واقرأ كتاباً أَو استمع للموسيقى، ثم عد للنوم.

هذه الدراسة نُشِرتْ في عدد فبراير الحالي مِنْ مجلّةِ طبِّ النومِ السريريِ Journal of Clinical Sleep Medicine.

* سبب الشخير وعلاجه > من الخطأ أن معظم من يعانون من الشخير لا يعرفون السبب الذي يكمن وراءه، وبالتالي تستمر المشكلة وتزمن وتصبح مزعجة للمجاورين والمرافقين لهذا الشخص في غرفة النوم.

اننا نهتم بالشخير لا لأنه قد يتسبب في حرمان صاحبه مِنْ النومِ المريحِ ويزعج الآخرين فحسب، بل لأنه يُمْكِنُ أَنْ يُشيرَ إلى مشكلة صحية خطيرة في بعض الحالات ويؤدي الى الوفاة بسبب توقف النفس.

الأكاديمية الأميركية لطبّ الأذن والحنجرةِ وجراحة الرأس والرقبة تنصح كل من يعاني من شخير مزمن أن يبحث مع طبيبه في الأسباب التالية:

> عيوب موجودة في الأنف، مثل انحراف الحاجز الأنفي.

> ضعف عضلات اللسانِ والحنجرةِ.

> تضخم أنسجة الرقبةِ، وتكون عادة بسبب السمنةِ.

> انخفاض سقف الحلق وطول لهاة الحلق.

وعند تحديد أحد هذه الأسباب، يصبح علاجه سهلا.