أستشارات طبية

TT

* إدمان الكحول > زوجي يتناول الكحول بكثرة. وهو مريض بالسكري وارتفاع ضغط الدم، وعمره حوالي 48 سنة. هل يضره ذلك، وكيف أساعده في التخلص منه؟

أ. ماضي. الإسكندرية ـ هذا ملخص سؤالك. التعامل مع مثل حالة زوجك يطلب إفهامه أموراً مهمة حول الأضرار الصحية لتناول المشروبات الكحولية عموماً، وأضرارها على وجه الخصوص في حالته هو بالذات. ومن ثم بحث كيفية إقناعه ومتابعة دوام انقطاعه عن تناول الكحول حفاظاً على صحته من التدهور.

إن ثمة مجموعة من الأدوية التي يتسبب شرب الكحول في ظهور تفاعلات عكسية حين تناولها. وكلما زاد تناول الكحول أو زادت كمية جرعة الدواء ظهرت المضاعفات بشكل أكبر، ومن أهمها أدوية معالجة السكري، التي يتسبب شرب الكحول مع تناولها في صداع وغثيان وقيء وزيادة تعرق ووهج واحمرار في الجلد، ولذا يصعب آنذاك ضبط نسبة سكر الدم أو التنبؤ بها. وكذلك الحال مع تناول حبوب الأسبرين، أو البروفين لتخفيف ألم المفاصل، إذْ تزداد احتمالات النزيف من المعدة أو الدماغ نظراً لتأثيرات الكحول على الصفائح الدموية وعلى بطانة المعدة وسلامة بنية الشرايين عموماً. وحتى أبسط الأدوية وأكثرها شيوعاً مثل بانادول، فإن تأثر الكبد به أو بالكحول يزداد حين تناول الاثنين معاً.

ظهور مضاعفات السكري، أو عدم انتظام انضباطه، وكذلك مقدار ضغط الدم، كلها تتأثر سلباً بتناول الكحول وفق ما أكدته المصادر الطبية العالمية في الولايات المتحدة وأوروبا. ولا يُعلم حتى اليوم من أن أي هيئة طبية عالمية تنصح طبياً بتناول حتى الكميات القليلة من الكحول أو تتغاضى عن التمادي في ذلك.

التوقف عن تناول الكحول يحتاج الى إرادة وقناعة من قبل الإنسان المُدمن على تناوله. وثمة من الوسائل الطبية النفسية في برامج إعادة التأهيل، ما تساعده على النجاح في بلوغ ذلك.

* صعوبات في الكلام > أُصيب والدي بجلطة دماغية. وضعه مستقر بشكل عام، يستطيع المشي بالمساعدة وكذلك بلع الطعام والتحكم في البول والبراز. لديه ارتفاع في ضغط الدم، لكنه لا يستطيع الكلام منذ حدوث الجلطة. بم تنصح؟

عزيزة صالح ـ جدة ـ هذا ملخص السؤال. أنصح في البداية الاستمرار في المتابعة الطبية لحالته من نواحي ضغط الدم وبقية الجوانب المتعلقة بسلامة شرايين الجسم كنسبة سكر الدم والكوليسترول والوزن وممارسة النشاط البدني وغيرها، وذلك في الاستمرار بمراجعة الطبيب وإجراء ما يطلبه من فحوصات والحرص على تناوله للأدوية المُقررة. كما أنصح بالاهتمام بالتغذية الصحية واحتواء وجبات طعامه على ما يلزمه منها وفق توجيهات المتخصصين في التغذية. وكذلك الاهتمام اليومي بحركته البدنية ونشاطه الجسمي، كي تتحقق إعادة تأهيله على المشي وضبط توازن الجسم والمحافظة على الوزن. بالإضافة الى الاهتمام بأي اضطرابات أخرى في الجلد والتنفس والبلع والإخراج.

اضطرابات التخاطب أو اللغة تحصل لدى ما يُقارب 40% من حالات جلطة الدماغ أو السكتة الدماغية. والأصل هو التأكد أولاً من سلامة السمع كي لا تكون هي السبب بدلاً من الاعتقاد أن المشكلة في الدماغ ومناطق النطق فيه. حصول اضطرابات في الكلام لا يعني بالضرورة أن المريض لديه عجز عقلي فكري، بمعنى أنه لا يفهم الكلام أو لا يفهم ما يجري حوله. ولذا علينا إدراك مدى معاناة المريض الذي يفهم ما يجري ويعرف ما يُريد قوله لكنه لا يستطيع التعبير بكلمات مفهومة مسموعة عنه. وهنا يبدو أن ثمة دوراً مهماً للمتخصصين في علاج اضطرابات النطق في مساعدته. لكن قبل هذا من المهم أن يُجيب طبيبك عبر متابعته الحالة وقراءة نتائج فحوصاته عن مكمن الخلل في صعوبة الكلام لدى والدك. لأن الأمر قد يكون عجزا لغويا أو عجزا في النطق.

حالة العجز اللغوي تكون ثمة صعوبات في إصدار جملة الكلام لكن لا توجد صعوبات في فهم ما يُقال له. أو أن المريض يتكلم لكنه لا يفهم ما يقوله الآخرون. أما منْ لديهم صعوبات في النطق فإنهم ربما يفهمون الكلام ويعلمون ما يُريدون أن يقولوا ويستطيعوا تركيب جُمل لكنهم لا يستطيعون قولها. ومن أجل ذلك يجب فهم التشخيص السليم من الطبيب المُعالج.

* نقص الحديد > أعاني من إرهاق بشكل سريع، والطبيب يقول ان لدي نقصا في الحديد. أتعالج دون جدوى. بم تنصح؟

أمل. ع.ـ جدة ـ هذا ملخص سؤالك. ولقد اطلعت على التحاليل التي أرسلتها. ولا أعلم لماذا استمر هذا الأمر معك طوال السنتين الماضيتين دون الوصول الى علاج كامل. التحاليل لا تزال تشير الى استمرار نقص الحديد، وإن كانت النتائج قبل شهرين أفضل من السابق، لكنها لا تزال دون المستوى المطلوب. فهي لا تشير الى أسباب محددة غير نقص التغذية كما هو واضح من الفحوصات العديدة التي أجراها طبيبك وتقريره الطبي.

المرأة معرضة لأن يُصيبها نقص الحديد لأسباب تتعلق بالدورة الشهرية والحمل وتكراره مع عدم الاهتمام بإعادة تزويد الجسم بما نقص منه في فترات ذلك.

والوسيلة الأفضل هي المحافظة على تناول الأطعمة الغنية بالحديد والتي يستطيع الجسم امتصاص الحديد الموجود فيها، بالإضافة الى تهيئة الظروف لإتمام ذلك. وأفضل المصادر تلك هي اللحوم الحمراء والبيض. هذا مع الاهتمام بملاحظة أن ثمة عوامل قد تُقلل من امتصاص الحديد مثل شرب الشاي مع تناول الطعام أو خلال أقل من ساعة بعد الفراغ منه أو تناول أدوية معالجة حموضة المعدة، إما أقراص أو شراب مضاد حموضة المعدة أو الحبوب التي تعمل على خفض إفراز المعدة للأحماض.

ما أنصح به هو تناول حبوب الحديد التي ينصحك بها طبيبك بانتظام، مع الحرص على التغذية الجيدة وتناول ما يُسهل امتصاص الحديد كالليمون أو البرتقال أو التفاح.