معالجة تسوس الأسنان من دون الإحساس بالألم

بخاخات بدلا من إبر التخدير ومضخات الأوزون للقضاء على البكتيريا

TT

ثمة من يتحدث اليوم عن محاولات علمية جادة لمعالجة الأسنان من التسوس دون الحاجة الى التخدير بالإبرة كما هو متبع أو النخر بالمثقاب الطبي، بل حتى دون الشعور بالألم أصلاً. والأمر ليس ضرباً من الخيال، فلقد تحدثت الأخبار الطبية عن دراستين تُجريان في جامعة بافلو بالولايات المتحدة لإحداث نقلة نوعية في معالجة أطباء الأسنان لمرضاهم. والنتائج حتى اليوم إيجابية بصفة مشجعة.

* بخاخات تخدير وتتمثل الدراسة الأولى في محاولة استخدام أحد أنواع بخاخات الأنف التي تُؤدي الى تخدير أسنان الفك العلوي بشكل تام، ما يُسهل إجراء المعالجة الروتينية الممارسة اليوم في حالات تسوس الأسنان. وقال الدكتور سيبيستيان سيانكو، الباحث الرئيس في الدراسة، إنه فيما لو كُتب النجاح للتجارب، فإن ذلك يعني نهاية حقبة استخدام الإبر في حقن مواد التخدير قبل إجراء معالجة تسوس أسنان الفك العلوي.

وتختبر دراسة بخاخ تخدير الفك العلوي فاعلية هذا النوع المُستخدم عادة من قبل أطباء الأنف والأذن والحنجرة حين إجرائهم عمليات في الأنف. وكان الكثير من المرضى الذين تم تخديرهم بهذه الطريقة في عمليات الأنف قد ذكروا أن إحساسهم بالفك العلوي تلاشى، ما أثار رغبة الباحثين في التأكد من إمكانية استخدامه في تخدير أسنان ذلك الفك أثناء معالجتها.

وشملت الدراسة الحالية أكثر من 85 شخصا، وكان من المفترض ان تنتهي نهاية شهر يناير الماضي، وقال الدكتور سيانكو إن من المتوقع توسيع نطاق الدراسة لتشمل أعداداً اكبر من المرضى بعد تحليل نتائج الدراسة المبدئية، وعلى أغلب الظن فإنها ستبدأ في مارس القادم.

* الأوزون لقتل البكتيريا والدراسة الثانية لغاز الأوزون سيتم البدء بها في غضون الأشهر القليلة القادمة. وهي مبنية على استخدام تقنيات ضخ غاز الأوزون لقتل البكتيريا المتسببة في نخر تسوس الأسنان. وهذا يعني أن الأنواع السطحية والمتوسطة من تسوس الأسنان قد لا تستدعي معالجتها استخدام المثقاب الطبي الدقيق في إزالة التراكمات السوسية داخل الأسنان. وستشمل الدراسة بالإضافة الى كلية طب الأسنان بجامعة بافلو كليتين لطب الأسنان في جامعتين أخريين بالولايات المتحدة. وتم رصد مبالغ تتجاوز 1،6 مليون دولار للدراستين مجتمعتين.

وقال الدكتور سيانكو إن استخدام الأوزون يُجرى في بعض المناطق الأوروبية للقضاء على بكتيريا تسوس الأسنان، ولو أثبتت الدراسة في الولايات المتحدة جدوى هذا الأمر، فمن المتوقع أن تتوفر المعالجة به للمرضى خلال السنتين القادمتين.

وسيتم تقويم مدى فائدة وضع جهاز لضخ الأوزون فوق السن بشكل مُحكم في الإغلاق، في محاولة للقضاء على تسوس السن. وستشمل الدراسة حوالي 125 شخصا، وتستمر لمدة سنة ونصف السنة.

وقال الباحثون إن على المرضى بعيد تعريض السن للأوزون، استخدام محلول لإعادة بناء مكونات السن من المعادن والأملاح. ومن المأمول أن يُسهم في إعادة بناء وتقوية الأجزاء الضعيفة في بنية السن. ما سيحد بشكل ملحوظ من الحاجة الى معالجة تسوس السن بطريقة النخر وإزالة الأجزاء التالفة.

* علاج الاسنان ويتم عادة إجراء عملية تخدير موضعي لمنطقة السن المراد معالجته. وفي الخطوة الأولى يُوضع تخدير موضعي، بواسطة قطعة من مسحة طبية تحتوي مادة للتخدير الموضعي، على أنسجة الفم التي سيُحقن بالإبرة من خلالها مادة التخدير الموضعي للسن نفسه.

ثم يتم حقن مادة التخدير، عادة ليدوكين، بالإبرة، والتي ستعمل على وقف إحساس الأعصاب ونقلها للشعور بالألم الى الدماغ. ويتسبب هذا عادة بفقد الإحساس في أجزاء من الخد أو الشفتين أو اللسان، ما يتطلب الحذر من التسبب في إحداث جروح فيهم من خلال العض على أي منهم عن طريق الخطأ.

وثمة حالات قد تتطلب مقداراً أكبر من التخدير، مثل حالات الأطفال أو من لديهم تخلف عقلي أو من لديهم خوف شديد من تلك العمليات أو أن العملية تتطلب مقداراً أكبر من التخدير لدواع طبية بحتة. وهنا يُمكن لطبيب الأسنان استخدام إما نوع من التخدير المُحافظ على الوعي بدرجة مقبولة كي يُسهم في ارتخاء أعصاب المريض، مثل اوكسيد النتروز أو غيره، بالإضافة الى التخدير الموضعي. وأثناء ذلك يكون المريض واعياً ومستجيباً. ويتم إعطاء المواد المسكنة للألم إما عبر الوريد أو بالاستنشاق أو عبر الفم.

لكن هناك حالات قد تتطلب المزيد من التخدير، إما لصعوبة التحكم في حركات المريض، خاصة الأطفال، أو لأن الحالة لا يكفي في معالجتها استخدام التخدير الموضعي. وهنا قد يلجأ طبيب الأسنان الى التخدير العام والكلي، الذي يفقد المريض فيه الوعي تماماً، وإجراء العملية في أحد غرف العمليات بالمستشفى.

ومن الضروري إخبار طبيب الأسنان عن أية مشاكل صحية قد يُعاني المريض منها وإن كان ثمة أي نوع من أنواع الحساسية أو أية مشاكل أو مضاعفات من عمليات تخدير موضعي أو كلي سابقة، وكذلك أية أدوية يتناولها المريض عادة ومدى تأثيرها على سيولة الدم كالأسبرين مثلاً، أو مواد غذائية يتناولها المرء وتتسبب في زيادة سيولة الدم كالثوم مثلاً. هذا بالإضافة الى أية نصائح من أطباء القلب بأخذ مضادات حيوية قبل عمليات الأسنان.