تحذيرات طبية من انفلات ممارسات المراهقين والمراهقات الجنسية

تبعاتها السلبية تستدعي اهتماما من الوالدين

TT

حذر أطباء من الولايات المتحدة في دراسة صدرت ضمن عدد فبراير الحالي لمجلة طب الأطفال الأميركية من أن إقدام المراهقات والمراهقين على ممارسة صور شتى من الانفلات في الممارسات الجنسية، له تبعات عاطفية سلبية قد توازي في الأهمية تلك التبعات السلبية المعروفة على صحة الجسد. وقال الباحثون إن من المهم أن يعمل الوالدان على إفهام المراهقات والمراهقين أن حتى الممارسة غير الكاملة لها عواقب صحية سلبية من الناحية الاجتماعية والعاطفية والجسدية، لا تختلف عن النوع الذي تخلفه الممارسة الجنسية المعتادة.

إلى هذا تبنت دراسة للباحثين من كاليفورنيا ضرورة تحذير المراهقين والمراهقات من مغبة محادثاتهم مع الغرباء عن الجوانب الجنسية عبر مواقع شبكة الإنترنت، وتم نشر الدراسة ضمن عدد فبراير من مجلة أرشيفات طب الأطفال والمراهقين.

وقالت الدكتورة ميشيل يباري، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن الرسالة الصريحة للوالدين هي أنه كما يجب عليهم معرفة مع منْ يتحدث أطفالهم في الحياة العادية، فإن عليهم معرفة مع منْ يفعلون ذلك على شبكة الإنترنت.

وبالرغم من الفوارق بين المجتمعات المتحررة والمحافظة، إلا أن الاهتمام بالتثقيف الصحي الجنسي للمراهقين والمراهقات وذويهم يظل على درجة عالية من الأهمية في المحافظة على الصحة الجسمية والنفسية. والدراسات الطبية في مجتمعات شتى من العالم لا تزال تتحدث عن أن مخاطر سوء التصرف والطيش تتعدى ما كان يُخشى منه فقط في السابق، لتصل الى أمراض تهدد سلامة الإنسان وحياته في أي مجتمع كان.

* ممارسات ومشاعر وكان الباحثون من جامعة كاليفورنيا قد وجدوا أن أكثر من نصف المراهقات اللواتي يُمارسن الجنس، بالصورة المعتادة، قالوا بأنهن كن يشعرن دوماً بالتعرض للاستغلال وسوء التعامل من قبل منْ مارسن معهم ذلك، كما أن الشعور بارتكاب الخطيئة أو الندم، غالباً ما كان يُسيطر عليهن بعد ذلك. ولاحظ الباحثون أن هذه المشاعر العاطفية السلبية كانت أقل عند القيام ببعض الممارسة الجنسية الأخف، إلا أن ثلثهن آنذاك اعترفن بمعاناتهن من الشعور بنفس تلك المشاعر السلبية التي ذُكرت عند ممارسة العملية الجنسية بالصورة الكاملة المعتادة. وأن شعور المراهقات بالخزي من أنفسهن، على حد قول الباحثين، بعد الفراغ من الممارسة الجنسية بلغ مقدار الضعف مقارنة بشعور المراهقين بذلك. وكذلك شعور المراهقات بأنهن تعرضن للاستغلال من قبل الغير جراء ممارسة الجنس بلغ ثلاثة أضعاف ما ذكره المراهقون.

وبالرغم من عدم قدرة الباحثين على تحديد أسباب هذا الاختلاف في المشاعر عقب الممارسة الجنسية، إلا أن دراسات أخرى كانت قد أشارت الى أن الأمر مرده في بعض الجوانب الى أن ثمة ضغوطات تتعرض الفتاة لها منذ بدء ظهور علامات الأنوثة والجاذبية الجنسية لديها لإضعاف تماسك مقاومتها ورفضها الانخراط في تلك الممارسات، هذا بخلاف نشاط المراهقين الجنسي، الذي يلقى ترحيباً وقبولاً. وهو ما عقب الباحثون عليه بالقول إن على الوالدين أن يلعبوا دوراً مهماً في تخفيف ازدواجية المعايير عبر حث المراهقين على احترام النساء ومنعهم من استخدام العبارات الجنسية الرخيصة، على حد قولهم.

وقام بالدراسة كل من الدكتورة سونيا برادي، طبيبة النفسية، والدكتورة بوني هالبرين ـ فليشر، طبيبة الأطفال، بجامعة كاليفورنيا. وشملت الدراسة حوالي 620 طالباً وطالبة ممن أعمارهم 14 سنة، واستمرت لمدة عامين.

* الوالدان والمراهقون وفي مرحلة المراهقة وبداية الشباب يطغى الموضوع الجنسي على الذكور والإناث، وتسترعي انتباههم مؤشرات وعناوين شتى له فيما حولهم من جوانب الحياة وأنشطتها. ويقول الباحثون من مايو كلينك إن الوالدين لو انتظروا كي تحين اللحظة المناسبة للحديث مع أبنائهم وبناتهم، فإنهم قد يفقدون تلك الفرص العديدة التي قد تسنح للبدء في المحادثة المباشرة. ولذا فإن الأفضل بالمقابل، النظر الى تثقيف الأبناء والبنات حول الجوانب التي تهمهم في الأمور الجنسية على أنها محادثات متواصلة يُمكن إجراؤها في أوقات عدة. وعرضوا بعضاً من الأفكار التي قد تسهل البدء في المحادثة وإبقاء الصلة في المناقشة مرات أخرى تالية. ومنها:

ـ مبادرة الإمساك باللحظة المناسبة متى ما سنحت. وذلك مثل إثارة متابعة برنامج تلفزيوني أو مقطع فيديو لأحد مواضيع التصرفات الجنسية، فإنه يُمكن استخدام هذا الأمر كنقطة انطلاق للبدء في الحديث والمناقشة ـ الحفاظ على مستوى منخفض للبدء في فتح الحديث. بمعنى أن من الواجب عدم الضغط على الولد أو البنت للحديث عن الجنس، بل جعل إمكانية الحديث تحصل في أي مكان وأي وقت حينما يكون الوالدان أو أحدهما منفردين معه، مثل أثناء الركوب في السيارة أو نقل حاجيات تم شراؤها أو تناول احدى الوجبات الخفيفة بعد الظهر أو في الليل. ـ الحديث بأمانة وصدق، إذْ لو كان أحد الوالدين غير مرتاح للحديث فليكن صريحاً مع ابنه أو بنته، أو كان لا يعلم الإجابة الصحيحة فليقل لا أعلم ويُحاول أن يجد الإجابة الصحيحة ويُقدمها.

ـ الحديث بشكل مباشر من قبل الوالدين أو أحدهما، وذكر حقيقة ما يراه بطريقة موضوعية حول الآثار العاطفية المؤلمة أو احتمالات الإصابة بالأمراض الجنسية المعدية .

ـ الإنصات وأخذ ما يقوله المراهق أو المراهقة بعين الاعتبار، بعيداً عن ممارسة دور المحاضر في التلقين أو ممارسة تكتيكات التخويف دون أية مبررات.

ـ الوصول بالابن أو الابنة الى ما خلف الحقائق المجردة، إذْ كما يجب إعطاء المراهقين والمراهقات إجابات دقيقة حول ما يسألون عنه، فإن من المهم أيضاً إفهامهم أهمية مراعاة مشاعر الآباء والأمهات، وأن تكون سلوكيات أبنائهم وبناتهم مطابقة للمحافظة على القيم والمبادئ النابعة من المعتقدات الدينية والشخصية.

ـ إبقاء إمكانية فتح باب الحديث متى ما أراد الابن أو الابنة. ولعل من أفضل العبارات عند إعادة طرح الأسئلة أو بدء الحديث مع أحد الوالدين هو القول له: إنني سعيد لأنك رجعت لي في معرفة المعلومة. وعقب الباحثون من مايو كلينك على كل هذا بالقول انه بدعم الآباء والأمهات يُمكن للأطفال أن يبلغوا مرحلة تحمل مسئولية التصرفات الجنسية كراشدين وبالغين. لكن المهم هو أن يكون الأب والأم في غاية الأمانة أثناء الحديث، وأن يكون ذلك نابعاً من القلب بكل صدق. وحتى لو ظل الطفل أو الطفلة صامتين، فإنهم يستمعون وينصتون ويفهمون ما يُقال لهم.