استخدام جهاز الإستروبوسكوب في التشخيص المبكر لأمراض الحنجرة

يتمتع بمزايا مهمة لرصد ظهور الأورام فيها

TT

الحنجرة عضو اساسي في جهاز الكلام حيث يتم فيها انقباض الأحبال الصوتية مع مرور الهواء من الرئة اثناء عملية الزفير، وذلك بفضل الغضاريف التي تتكون منها الحنجرة وتتصل بعدة أربطة وعضلات، وهي تعمل على تقريب أو إبعاد الحبال الصوتية اثناء الشهيق أو الزفير، وكذلك اثناء البلع أو الكلام. بالاضافة إلى أن الحنجرة تعمل كصمام أمان لمنع تسرب الاكل أو الشرب اثناء البلع إلى القناة التنفسية وكذلك منع دخول أي اجسام غريبة، وذلك بفضل وجود غضروف مغطى بغشاء مخاطي عند مدخل الحنجرة يسمى لسان المزمار يتحرك ليقفل الحنجرة أثناء بلع الطعام. وبالنسبة للصوت فإنه يصدر من الحنجرة من خلال تحرك الأحبال الصوتية انقباضا وانبساطا بطريقة سلسلة، وبتغيير درجة انقباض الحبال الصوتية والتغيير المناسب في الطول والتوتر تحدث الاختلافات في نبرات الصوت.

* سلامة الصوت لسلامة الصوت ونقائه، يحتاج الأمر إلى تلامس ناعم ورقيق لِحَبْلَيْ الصوت مع سلامة الغشاء المخاطي لهما، بمعنى أن أي خلل في هذا يؤدي إلى تغيير في نبرة الصوت وظهور بحة الصوت. وفي بعض الأحيان تكون البحة مصاحبة لمرحلة من مراحل امراض الحنجرة خاصة إذا استمرت أكثر من أسبوعين فقد تدل على وجود أحد أمراض الحنجرة، ويأتي في مقدمتها وأهميتها الأورام الخبيثة (خاصة بعد منتصف العمر) ثم مرض السل، الزهرى، أو شلل الحبال الصوتية. وعندها يحتاج المريض الى مزيد من الفحوصات للوصول الى المسبب ووضع التشخيص الدقيق.

* تشخيص صوتي يقول الدكتور هيثم ممدوح محمد استشاري أمراض التخاطب بمستشفى الملك فهد بجدة إن توظيف جهاز قياس اهتزازات الثنايا الصوتية (الإستروبوسكوب) في العملية المسماة Stroboscopy، يعتبر من الوسائل الحديثة في التشخيص الدقيق والمبكر لكثير من أمراض الحنجرة، فعملية إخراج الصوت بواسطة الحنجرة تتم عن طريق اهتزازات للغشاء المخاطي المبطن للثنايا الصوتية يتراوح ترددها ما بين 125 ـ 200 هرتز (اهتزازة في الدقيقة) وهو من السرعة بحيث لا يمكن رؤيته بالعين باستخدام المنظار الحنجري التقليدي ذي الإضاءة الهالوجينية.

ولكن بتوصيل جهازالإستروبوسكوب إلى المنظار الحنجري أصبح بالإمكان رؤية تلك الإهتزازت حيث يقوم هذا الجهاز بإصدار إضاءة لها تردد مقارب لتردد صوت المريض المراد فحصه مما يجعل الثنايا الصوتية تُرى وكأنها تهتز بالحركة البطيئة مما يتيح للطبيب متابعتها بالعين وبالتالي تشخيص الكثير من أمراض الصوت والحنجرة التي يصعب تشخيصها باستخدام المنظار التقليدي مثل مشاكل الصوت الوظيفية والتي لا يكون فيها بالحنجرة أي تغير عضوي ولكن اضطراب وظيفي في اهتزازات الثنايا الصوتية، ومثل تشخيص بعض المشاكل العضوية الطفيفة في الحنجرة كإرتشاح الثنايا الصوتية وحبيبات الحنجرة الصغيرة وأكياس الثنايا الصوتية والتي ترى بوضوح باستخدام جهاز الإستروبوسكوب.

كما أصبح بالإمكان استخدام هذا الجهاز في تشخيص السبب المؤدي إلى توقف في حركة إحدى (أو كلتا) الثنايا الصوتية عن الحركة، ففى حالة حدوث هذا التوقف نتيجة لإصابة العصب المغذي للحنجرة يظهر هذا على هيئة انعدام لحدوث اهتزازات الثنايا الصوتية أو ضعف أو اضطراب في هذه الاهتزازات على عكس حدوث هذا التوقف في حركة الثنايا الصوتية نتيجة لإصابة أو تيبس في المفصل المحرك للثنايا الصوتية، ففي هذه الحالة تكون اهتزازات الثنايا الصوتية طبيعية.

* مزايا مهمة ومن المزايا المهمة في استخدام جهاز الإستروبوسكوب في الكشف الحنجري هو تشخيص سرطان الحنجرة في مراحله المبكرة والتي تكون فيها الخلايا السرطانية قد اخترقت الغشاء المخاطي المبطن للثنايا الصوتية وبالتالي منعته من الاهتزاز دون أن تخترق باقي طبقات الثنايا الصوتية، ففي هذه المرحلة المبكرة من سرطان الحنجرة لا يمكن رؤية الورم بالحنجرة ولكن يتم تشخيصه فقط عن طريق رؤية الجزء المصاب من الغشاء المخاطي المبطن للثنايا الصوتية غير قادر على الاهتزاز. وفي وحدة أمراض التخاطب بمركز المساعدية للأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك فهد بجدة تتوفر طريقة التشخيص بجهاز الإستروبوسكوب الرقمي Digitalized Stroboscopy وهو الجيل الجديد من هذا النوع من الأجهزة حيث يمكن تخزين الكشف الحنجري على المريض بالكومبيوتر وتحليل ترددات الثنايا الصوتية بمعادلات مختلفة وهو يعتبر وحدة تصوير حنجري متكاملة.