بين الخطأ والصواب

TT

* الإسهال ولقاحاته المضادة > من الأخطاء الشائعة أن يظل أطفالنا يعانون من حالات الإسهال الحاد، المميت في بعض الأحيان، دون أن نقدم لهم الوسائل الحديثة التي يتبعها كثير من دول العالم المتقدمة في سبيل حماية الاجيال من مضاعفات هذا المرض. يعاني أربعة من كل خمسة أطفالِ، الاسهال في الولايات المتّحدةِ، وتستمر لديهم حالة الاسهال لمدّة أسبوع أَو أكثر، في أغلب الأحيان. ويتعرض الأطفال الذين يَفْقدونَ السوائلَ أكثرَ مِما يتناولون الى حالة الجفاف، وهي حالة خطيرة وقد تودي بحياة الطفل إذا لم يتم تعويضه بسوائل أخرى.

ويتم دخول واحد من كل سبعة أطفالِ مصابين بالاسهال إلى قسم الطوارئ، وحوالي واحد من كل سبعين طفل يتم تنويمه في المستشفى. وبالنسبة للوفيات بسبب الاسهال فتكاد تكون نادرة بين الأطفال الرُضَّع الأميركيين، بينما تبلغ الوفيات في الدول الناميةِ، ألوفاً.

والسؤال: متى يصبح الروتا مثل البوليو؟ وأخيرا تم اكتشاف لِقاح جديد ضدّ 98 % مِنْ مسببات المرضِ الحادِّ "روتا فيروس»، ويَحمي من الاصابة بالكثير مِنْ الحالات البسيطة منه، ويُعطَى عن طريق الفَمِّ وعلى ثلاث جُرَعات في الشهور 2، 4، و6 ، سويّةً مع التطعيمات الأخرى.

إنّ لِقاحَ روتا فيروس الجديد، الأحادي أو الخماسي، مختلفُ جداً في تركيبِه عن سابقه الذي أوقف استعماله لحدوث مضاعفات معينة لبعض الحالات. ولم تسجل أي آثار جانبية خطيرة بعد اعطاء اللقاح الجديد لأكثر مِنْ 70 ألف طفل.

وعندما يعمم اعطاء اللِقاح الجديد وينتشر استعماله عالمياً بحيث يغطي كافة دول العالم، سوف ينخفض عدد الاصابات بحالاتِ الاسهال الخطيرة إلى أن يتلاشى وسَيُصبحُ الروتا (الاسهال) مثل البوليو (شلل الأطفالِ)، مرضاً نَقْرأُ عنه ولا نراه إلا نادراً. وحتى نصل إلى تلك المرحلة، يَجِبُ أَنْ نعتمد على غسيل اليديِن جيدِاً، وأن نستشير الطبيب فوراً إذا ما أصيب أحد الأطفال بالإسهال أَو التقيؤ، وبدا ضعيفاً واهناً.

* طبيب الأسرة وصحة المسنين من الأخطاء الشائعة بين كبار السن من عامة الشعب أن يكون هناك إهمال واضح في مستوى عنايتهم واهتمامهم بأمور صحتهم مما ينعكس على زيادة نسبة اصابتهم بالأمراض الحادة والتعرض المبكر لمضاعفات الأمراض المزمنة، بينما المفروض والمتوقع منهم الالتزام بمتابعة ما يعانون من أمراض مع طبيب الأسرة المسؤول عن تنظيم أدويتهم ونوعية غذائهم بما يتناسب مع الأمراض التي يعانون منها والنشاط البدني الذي يقومون به خلال يومهم. جمعية طب الشيخوخة الأميركية تعرض مجموعة من النصائح لهذه الفئة من الناس شاملة ما يجب عمله وما يجب تجنبه مِنْ أمور مختلفة لها تأثير على صحتهم:

ـ يجب عليك التحدث بوضوح تام الى طبيب الأسرة عن كُلّ المشاكل الصحية التي مرت عليك في رحلة حياتك وذلك عند الزيارة الأولى له، وكذلك عن أيّ نوع من الحساسية تعاني منه أَو مشاكل واجهتك عند تناول أدوية معينة.

ـ إجلبْ الى طبيبك كافة الأدوية التي تعودت استعمالها من تلقاء نفسك أو بوصفة من طبيب آخر، فذلك يساعده في تقييم حالتك الصحية ومدى التوافق بين الأدوية التي سيصفها لك مع الأدويّة السابقة.

ـ إحصلْ على تقرير طبي مِنْ طبيبك المعالج بالتشخيصِ والأدوية والأوامرِ والتعليمات وطريقة المتابعة معه، فذلك يسهل عليك الأمر عند السفر المفاجئ ومراجعة طبيب آخر.

ـ لا تغير الطبيب بدون سبب وجيه، ولا تَذْهبْ إلى عيادة طبيةِ أخرى. وإذا تعرضت لأعراض مرضية جديدة رئيسية مثل ألمِ بالصدرِ، ضيق التنفّس، أَو ورم بالساقِ، فسيقوم طبيب الأسرة بدوره بإحالتك الى الطبيب المختص بتلك الأعراض الجديدة.

ـ قم بعمل الكشف الطبي الدوري الذي يقدمه لك طبيبك، واحرص على عمل الاختبارات المختبرية والشعاعية الأساسية، فهي ذات أهمية بالغة في الكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة.

* محاذير لتربية الحيوانات الأليفة > من الخطأ أن تتساهل الأسرة في تربية الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط داخل المنزل جنباً إلى جنب مع أطفالها، متجاهلة الأمراض التي يمكن أن تنتقل بهذه الوسيلة.

وطبقاً لمراكز مكافحة ومنع الأمراضِ الأميركيةِ CDC فإن الناس في الولايات المتّحدةِ يتعرضون لعْضّ الكلاب ما يقارب 800000 مرةَ في السَنَة، الأمر الذي يُؤدّي إلى أكثر مِنْ 380,000 زيارة لقسم الطوارئ، وأن الأطفال، خصوصاً، معرضون لخطرِ عضاتِ الكلابِ.

الدّكتورة مارينا مورغان، مستشار طبي وعالم أحياء دقيقة في مؤسسةِ ديفون وإكسيتر الملكية ومُؤلف رئيسي لكتاب "الدليل الجديد عن عضاتِ الكلبِ" والذي نُشرَ في المجلة الطبيّة البريطانيةِ 24 فبراير الماضي، تحذر من ترك الأطفال الصغار لوحدهم مع الكلابِ.

ويستهدف هذا الدليل الأطباءِ الذين يُعالِجُونَ العضاتَ، وأيضاً يَنْصحُ القرّاء العاميّين بشأن كَيفَ تُمْنعُ العضات وتُدار عند حدوثها.

ولتَخفيض خطرِ عضاتِ الكلبِ، يَجِبُ أَنْ يَتأكّد مالكو الكلابِ من حسن تربية الكلب والاهتمام والعناية به صحياً وأنه معادل أو مخصي، ووفقا لـ CDC فإنّ أكثر من 80 بالمائة مِنْ الكلابِ التي قامت بالعض هي كلاب كاملة الذكورة.

ويجب الحذر مِنْ الكلابِ المُقَيَّدة خارج أبواب العمارات والبيوت، فهم ثلاث مراتِ أكثر خطراً للعَضّ مِنْ الكلابِ الأخرى، وذلك بسبب شعورهم بالعزلة.

وفي حال وجود كلب بالمنزل فببساطة لا يُحبذ تَركُ الأطفال لوحدهم معه فالهجماتَ الأكثر جديّة وخطراً تحدث في هذه الظروف، كما يجب أَنْ يُشرف الآباء على التفاعلِ بين الطفل والكلب عند المداعبة واللعب.

وإذا حصل أن عضَّ الكلبُ شخصاً ما فيَجِبُ أَنْ يَستشيرَ مالكه خبيرَاً حيوانيِاً لتَقييم سلوك الكلبِ. أما الشخص المَعْضُوض، فيحتاجُ إلى مساعدةً طبيةً، وزيارة قسم الطوارئ، خصوصاً إذا كان كلباً تَائهاً أَو مالكه غير معروف.

وتنصح د. مورغان الأطباءِ الذين يُعالجونَ عضاتَ الكلبِ الخطيرة أن يختاروا المضاد الحيوي بحذرٍ، فالملاحظ أن العديد مِنْ البكتيريا أَصْبَحتْ مقاومةَ للمضادات الحيوية مثل البنسلينِ أو الإريثرومايسين erythromycin. وتوصي باستعمال مركب يجمع الأموكيسيلين ومضاد آخر مثل حمض الكلافيولين (Augmentin).

إن ما قيل عن الكلاب ، ينطبق تماماً على القطط، أيضاً، فهي يُمْكِنُ أَنْ تُشكّلَ أخطارَاً حقيقيةَ على الأطفال. القطّة تَعْضُّ، ولكن بمعدل أقل مِنْ الكلابِ، وأحياناً يُمكنُ أَنْ تكُونَ أكثرَ خطورةً. فحوالي 60 بالمائة مِنْ عضاتِ القطط معدية.