استشارات طبية

TT

* الكحل.. والعين > هل استخدام الكحل ضار بصحة العين أو الجسم كما يُقال؟

مروه علي ـ الدمام ـ الكحل من الكلمات المُبهمة غير المعروفة ما هو المقصود بها اليوم. بمعنى ما هو المقصود بالكحل عند السؤال عنه من الناحية الصحية؟ وما هو المقصود منه حينما يُقال إنه ضار بالصحة؟ السبب هو أن الأسواق فيها أنواع مختلفة مما يُطلق الناس والباعة عليه «كحل»، وشعوب شتى من العالم تستخدم أنواعا مختلفة من المواد في تكوين مادة سوداء أو غامقة اللون كي تُوضع على حافة الجفن لإعطاء العين رونقاً وجمالاً.

الكحل موجود منذ عدة عصور، لكن الإشكالية هي في تعدد وتنوع العناصر المعدنية الطبيعية أو غير الطبيعية المستخدمة في إعداده. وطريقة أهل كل منطقة في القارة الآسيوية مثلاً تختلف بين بعضها البعض في إنتاجه. إذْ تُضاف له في مناطق عناصر أو منتجات نباتية أو حيوانية أو طبيعية تختلف عن تلك المُستخدمة في إعداده بمناطق أخرى. لذا فإن من غير التوخي للدقة العلمية ولا من الصواب أن يُقال الكحل عموماً ضار بالعين، أو أن بعض البحوث تقول إن الكحل ضار. الضار قد يكون المنتج أو المنتجات التي تحتوي على مواد ضارة كالرصاص مثلاً. والضار هو ما لا يخضع في إنتاجه وتعبئته وبيعه للضوابط الصحية في انتقاء مكوناته وطريقة حفظه والسلامة من تلوثه، وهي أمور من الضروري الاهتمام بها، لأن الكحل سيُلامس منطقة تعتبر جزءاً أشبه ما تكون داخلية في العين، وتُؤثر على صحتها وربما صحة الجسم كله إذا ما احتوت مواد ملوثة أو ضارة. وإن كان المقصود بالسؤال كحل حجر الإثمد الطبيعي النقي الرمادي اللون، الذي يحتوي على عنصر أنتيموني antimony، أو المركبات الكيميائية المشتقة منه ومختلفة الألوان، فليست ثمة دراسات جازمة تقول إن الكمية المستخدمة في تكحيل العين تتسبب بالضرر. بل على العكس، هناك مصادر طبية تتحدث عن قدرات لها في مقاومة الميكروبات.

أما الكحل المُنتج من بقايا هباب لهب حرق أشياء مختلفة كالزيوت أو البقول أو البذور، أو من الرصاص أو بودرة التلك أو الزنك أو غيرها، فإن المشكلة هي أنه غالبا ما يتوفر في أسواق بعض المناطق مما يُقال له «كحل». وما صدر عن إدارة الغذاء والدواء الأميركية من تحذيرات حول استخدام الكحل إنما كان نتيجة لتوفر نوعيات مختلفة من الكحل الهندي وغيره من الانواع التي لا تخضع لضوابط طبية محددة، ما يجعل هذه الأنواع من الكحل غير آمنة صحياً على عين الإنسان وسلامة جسمه.

لذا أعود وأقول إن الكحل لا يُقال عموماً انه ضار بالصحة، وكذلك لا يُقال ان ما هو موجود في الأسواق منه صحي للعين. بل العبرة في مكوناته وكيفية إنتاجه وتوفيره للإنسان. وإن كان الأمر مُلتبساً كما هو الواقع، فعلى الإنسان أن لا يستخدمه ما دام غير متأكد من نقاء وسلامته. أما إن توفر الجيد والصحي منه فللمرأة أن تستخدمه لو شاءت.

* متابعة ارتفاع ضغط الدم > عمري 43 سنة، لدي ارتفاع في ضغط الدم وأتناول علاجات له. ولذا ما دام معدله لدي طبيعيا فإني لا أذهب للطبيب. ماذا تنصح؟

هيام سالم ـ جدة ـ قرأت رسالتك، وهذا ملخصها. الأمر لا يحتاج إلى كل المخاوف التي ذُكرت في الرسالة ولا أيضاً إلى اكتفائك بقياس ابنتك له وطمأنتها إياك بأن القراءات ليست مرتفعة. الارتفاع في ضغط الدم حالة مرضية شائعة، وكل ما هو مطلوب من الإنسان أن يهتم بالمتابعة لدى الطبيب وبتحقيق ضبط معدل ضغط الدم ضمن ما هو مطلوب علاجياً. هذا هو الأصل.

ما يجدر بك ملاحظته والتأمل فيه حقيقة، هو أن ارتفاع ضغط الدم حالة مزمنة. والحاجة إلى زيارة الطبيب بشكل دوري، ووفق ما ينصح به، لها غايات أخرى ضرورية لا تقتصر على مجرد معرفة أرقام قراءات القياس للضغط. لأن الأمر هذا بحد ذاته هو جزء من المتابعة. وثمة عناصر يهتم بها الطبيب عند متابعته لمن لديه ارتفاع ضغط الدم، أهمها خفض مقدار ضغط الدم ضمن ما دون 120/80. ولذا فإن قراءات أعلى، وإن كانت لا تصل إلى حد 140/90 هي لا تزال مرتفعة بالنسبة لمن يتناولون علاجات ارتفاع الضغط. هذا أمر، الأمر الآخر هو متابعة أي آثار جانبية للأدوية. وهذه الآثار ليست بالضرورة من النوع الذي يظهر على جسم متناولها كاحمرار جلدي مثلاً، بل ربما اضطرابات كيميائية في أملاح الدم وغيرها. وهي ما تحتاج إلى الطبيب ومساعدته. ثم هناك التأكد من قبل الطبيب أن المريض يتبع الإرشادات الخاصة بالوسائل العلاجية المساندة للأدوية في ضبط مقدار ضغط الدم، مثل الرياضة البدنية والاهتمام بالوزن ومكونات الوجبات الغذائية. بعد هذا كله هناك أمران من الحكمة إدراك أهمية تولي الطبيب متابعتهما. الأمر الأول متابعة تأثير وجود حالة ارتفاع في ضغط الدم، حتى مع انضباط مقداره، على الأعضاء المُستهدفة بالضرر في هذه الحالة. وتحديداً الحديث هو عن القلب وشرايينه، وعن الكلى ووظائفها، والدماغ ووظائفه، والعينين. والأمر الثاني متابعة أي أمراض أخرى، وخاصة المزمنة منها. مثل السكري أو اضطرابات وظائف الكلى أو الرئة أو غيرها من الامراض المُصاحبة لوجود حالة مرض ارتفاع ضغط الدم.

ودون أي شعور منك بالخوف أو الهلع الذي لا يُجديك، أقول إن من المفيد لك إدراك أن حالة ارتفاع ضغط الدم المرضية هي أشبه بجبل الثلج السابح في البحر، لا نرى منه سوى جزء من قمته، أي قراءة الارتفاع في أرقام قياس ضغط الدم. أما البقية فهي قد تتغلغل في الجسم وتُؤذيه ما لم تستعيني بالطبيب لمساعدتك.

* ألم الدورة الشهرية > عمري 23 سنة وغير متزوجة. أعاني من الآم مبرحة عند حلول الدورة الشهرية. جربت أدوية عدة بلا جدوى، فما العمل؟ يسرى ص. عمان > غالبية النساء يشكين من آلام في أسفل البطن والحوض مع حلول الدورة الشهرية، خاصة الشابات منهن. وغالباً ما يبدأ الألم قبل ظهور علامة قدوم الدورة أو مع بدايتها، ولمدة ثلاثة أيام في الغالب أيضاً. وقد يكون من الشدة لدرجة قد تُعيق عن القيام بالأنشطة أو الأعمال اليومية المعتادة.

الألم بحد ذاته لا يعني بالضرورة أن ثمة مرضا ما، وإن كانت ثمة حالات تتسبب في الألم هذا مثل وجود نمو لأنسجة بطانة الرحم في خارجه أو تكيسات أو حتى التهابات.

الوسائل المنزلية لتخفيف الألم تشمل الراحة والبعد عن الإجهاد النفسي أو البدني، ووضع كمادات ساخنة على منطقة أسفل البطن إضافة إلى الاهتمام بالتغذية الجيدة. مسكنات الألم متنوعة التأثير. والطبيب المتابع لك هو من يستطيع ضبط الكمية التي يُمكنك أن تتناوليها منها. وهناك من يُؤكد أن أنواعاً من حبوب منع الحمل أفضل من غيرها في التحكم بالألم. لكن لا تتوقعي أن المعالجات التي تُوصف من مسكنات الألم مقصود بها إزالة تكرار الشعور بالألم في الدورات التالية.

إن استمر حال عدم قدرتك على تحمل الآلام، مع كل هذه المحاولات، فإن مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات للتأكد من سلامة الأعضاء الداخلية، ربما شيء ضروري.

ومما على النساء عموماً التنبه إليه، هو أن ثمة أمورا متعلقة بالآلام المصاحبة للدورة الشهرية تفرض مراجعة الطبيب بدون إهمال أو تأخير، أهمها أن تبدأ آلام الدورة الشهرية عند المرأة بعد سن الثلاثين دون أن تكون تُصيبها من قبل. أو أن الألم يأتي بعد بضعة أيام من بدء الدورة الشهرية نفسها، أي ليس قبلها أو مع بداياتها. أو أن ثمة إفرازات مهبلية مُصاحبة للألم. أو أن أدوية تسكين الألم لا تُخفف من الألم.