الجلطات الدماغية أكثر الأسباب شيوعا للعجز الجسدي

جلطات القلب الحادة المسبب الأول لوفاة النساء في العالم

TT

ارتفع متوسط عمر الإنسان ليصل في كثير من الدول إلى 76 عاما تقريبا، ويتوقع له أن يصل إلى 83عاما بحلول عام 2050، وتشير الدراسات إلى أن متوسط عمر المراة أكبر من متوسط عمر الرجل بسنوات تتراوح ما بين 5 ـ 10 أعوام، وذلك بسبب تمتع المرأة بهرمون يسمى الاستروجين estrogen يوفر لها الحماية ضد بعض الأمراض، من أهمها أمراض الأوعية التاجية للقلب.

دراسات وأبحاث عديدة تدور حول هذا الموضوع في «المؤتمر الدولي الخامس حول آخر المستجدات في صحة المراَة» والذي تنطلق فعالياته يوم الثلاثاء المقبل بداية شهر ربيع الأول الموافق 20 مارس (أذار) الحالي 2007 في مدينة جدة وينظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة برعاية شركة «روش» الدوائية.

في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أكدت الدكتورة لينا بيسار رئيسة المؤتمر واستشارية الأمراض الباطنية أن هذا المؤتمر يهدف بشكل عام إلى مناقشة المستجدات فيما يتعلق بصحة المرأة وتقديم بيانات إكلينيكية حديثة حول المشاكل الصحية التي تتعرض لها في مختلف مراحل حياتها، وتأتي في مقدمتها «أمراض سرطان الثدي والمستجدات في العلاج» للبروفيسور عز الدين إبراهيم استشاري ورئيس قسم الأورام والمدير التنفيذي لمركز الأبحاث بالمستشفى، و«تجميل الصدر بعد العمليات الجراحية» للدكتور هيثم جمجوم استشاري جراحة التجميل، و«السكري والضغط والسمنة كأحد اضطرابات الغدد الصماء، وهشاشة العظام والحمل والإجهاض المتكرر، وآلام أسفل الظهر» للدكتور عمر فتح الدين استاذ الأمراض الباطنية والروماتيزم بجامعة الملك عبد العزيز، و«أمراض القلب والوقاية منها» للدكتورة لينا بيسار، وسوف يخص المؤتمر صحة المرأة في المملكة العربية السعودية ببحث للدكتورة نهى دشاش استشارية طب الأسرة ونائبة مدير الرعاية الصحية بجدة.

* المراَة وأمراض القلب عندما نناقش الأمراض التي تصيب المراَة فإن أول ما يخطر ببالنا أمراض الأوعية الدموية والقلب، فجلطات القلب الحادة هي السبب الأول المؤدي الى الوفاة عند النساء في العالم، والجلطات الدماغية هي أكثر الأسباب شيوعا للعجز الجسدي عند النساء.

وهناك عوامل كثيرة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، منها التقدم في السن ووجود إصابة عائلية على سبيل المثال.

الدكتورة لينا بيسار رئيسة المؤتمر الدولي الخامس لصحة المرأة 2007 تحمل إلى نساء العالم أخباراً سعيدة في هذا المؤتمر، فتقول إن كثيراً من الاصابات القلبية يمكن علاجها أو منع حدوثها، ولكن كيف ذلك؟ هذه بعض الحلول التي تقدمها في ورقة العمل الخاصة بها في المؤتمر:

ـ ارتفاع كولسترول الدم: الحمية طريقة جيدة لبداية صحية، ومتابعة الفحص الطبي والعلاج ضروري لذلك.

ـ ارتفاع ضغط الدم: فهو يعتبر من العوامل الرئيسة لجلطات الدم الحادة، وما يزيد من خطره وجود ـ السمنة أو وجود تاريخ عائلي. فيجب العلاج فورا وخاصة في حالات الحمل.

ـ السكري: المراَة المصابة بمرض السكري معرضة للإصابة القلبية أكثر من غيرها، وغالبا ما يتصاحب مرض السكري مع ارتفاع في كولسترول الدم وارتفاع في ضعط الدم.

ـ زيادة الوزن: تؤدي إلى كل ما سبق من زيادة في ضغط الدم وارتفاع السكر والكولسترول، وجميعها تزيد من خطر الإصابة بجلطات القلب الحادة.

ـ التوقف عن التدخين بالنسبة للمدخنات. فالتدخين بحد ذاته من العوامل المؤدية الى الوفاة. والنيكوتين يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم عن طريق زيادة الإدرينالين وزيادة ضربات القلب.

ـ ممارسة الرياضة والفحص الدوري باستشارة الطبيب.

ـ تجنب القلق والتوتر، والالتزام بالقناعة والهدوء.

* الحمية أصل كل دواء لقد ثبت من الإحصاءات في العالم أن 240 الف وفاة تحدث سنويا بين النساء بسبب جلطات القلب الحادة، وأن 65% من نساء المملكة العربية السعودية يعانين من السمنة بسبب زيادة تناول السعرات الحرارية، كما أن 70% من مرضى القلب هم من المدخنين.

فالحمية ومراقبة الوزن وممارسة التمارين الرياضية والمتابعة المستمرة مع الطبيب المختص والفحص الدوري المستمر.. كل ذلك يهيئ لكل امرأة حياة صحية سليمة. ولا ننسى بأن الوقاية خير من العلاج.

* المرأة ما بعد الأربعين يبلغ متوسط عمر المراه الآن حوالي 75 عاما، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية. ومعنى وصول المرأة لسن الأربعين أن أمامها ما يقارب 40 عاما لتستمتع فيها بالحياة. وربما أمامك الأن محطة مناسبة لإعادة تنظيم حياتك بصورة أكثر توازنا. فمرحلة «ما بعد الأربعين» تشكل منعطفاً مهماً في حياة المراة، وكانت هذه المرحلة تعرف سابقا بسن اليأس. لكن العلماء الآن يرفضون تلك التسمية جملة وتفصيلا، ويرون أنها مرحلة من التغيير تحتاج إلى إدراك ووعي وتفهم وقد تحتاج لبعض الهرمونات البديلة التي يمكن للأطباء وصفها وتقييم الحاجة إلى استخدامها.

تقول الدكتورة ناهد جانودي استشارية باطنية مساعد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة إن إفراز المبيضين لهرمون الاستروجين يبدأ في التناقص تدريجياً، بعد الأربعين، وتدخل المراة في مرحلة ما قبل سن التغيير PRE ـ MENOPAUSE وهي مرحلة قد تمتد بين 6 ـ 8 سنوات، تعاني فيها من عدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة ضربات القلب، والقلق، والعصبية، والاكتئاب، وتغير المزاج، والصداع، وزيادة الوزن واضطراب في النوم. وهي أعراض لا تستدعي عادة تدخلا طبيا.

أما النقص في إفراز الاستروجين فيحدث في عمر 45 ـ 60 عاما وهو سن MENOPAUSE فتعاني المراَة بالفعل من أعراض كثيرة، أهمها الشعور بالسخونة وزيادة التعرق واحمرار الوجه ويمكن للمراَه عند شعورها بهذه الأعراض إجراء تحليل مستوى الهرمون بالدم ثالث يوم للدورة واستشارة الطبيب المختص لأن نقص معدل الاستروجين يعرض المراَة إلى أخطار عديدة منها زيادة احتمال الإصابة بتصلب الشرايين، أمراض القلب، ووهن العظام.

وتضيف د. جانودي أن المرأة تتعرض أيضاً، بعد سن الأربعين، إلى الاصابة بأورام الثديين بنسبة 80%. وهناك عوامل عديدة تلعب دوراً في ذلك، منها عوامل وارثية، وتناول الدهون بكثرة، والتدخين، وقلة التعرض للشمس. وعلى المرأة اتباع الآتي:

1 ـ ابتداء من سن الثلاثين، يجب إجراء فحص طبي عادي كل ثلاث سنوات. 2 ـ ابتداء من سن الأربعين، يجب إجراء فحص طبي سنويا مع إجراء فحص شعاعي (ماموجرام). فالاكتشاف المبكر لأورام الثدي ضروري حيث تكون الحالة قابلة للعلاج.

وتذكر د. جانودي أن السمنة أصبحت من سمات المرأة، ولها عدة عوامل، أهمها الإفراط في تناول الطعام، والكسل والخمول إضافة إلى الوراثة.

ويجب التفريق بين السمنة الوراثية والإفراط في تغذية الطفل في عامه الأول والذي يؤدي إلى مضاعفة خلايا جسمه الدهنية بحدود ثلاثة أضعاف، كما أن أمراض الغدد الصماء قد تكون سببا للسمنة وهي لا تمثل أكثر من 5% من الاحتمالات.

* المرأة وبقع العمر بمرور السنوات تحدث تغيرات كثيرة بالجلد فتقل السماكة وتكثر التجاعيد ويقل إفراز المواد الدهنية المرطبة للجلد وتظهر بقع تسمى ببقع العمر.

الأسواق تمتلئ بالمستحضرات التي توهم المرأة بعد الأربعين ببشرة العشرينات وهناك من يروج لعمليات جراحية مثل شد الجلد أو حقن مواد تحت البشرة. وتنصح د. جانودي كل امرأة بضرورة استشارة طبيب مختص قبل استخدام أي من تلك المستحضرات، فالوعي والإدراك طريق المرأة نحو الصحة.