أستشارات طبية

TT

* الحمام الساخن.. والرجل > هل صحيح أن الاستحمام بالماء الحار أو الجلوس في الجاكوزي والسونا يُؤثران سلبياً على خصوبة الرجل وقدرات الإنجاب لديه؟

هادي سالم ـ دبي ـ الجواب غالباً نعم.. بمعنى أن ثمة أدلة علمية، آخرها دراسة صدرت قبل بضعة أيام لمجموعة من أطباء المسالك البولية في ولاية كاليفورنيا الأميركية، تقول إن تعرض جسم الرجل، وليس فقط أعضائه للمياه الساخنة ولمدة طويلة وبشكل متكرر، أياً كان مصدر التعرض ذلك، هو سبب في الإصابة بتدني قدرات الإخصاب لديه. وقولي لك في الإجابة المختصرة «غالباً نعم»، لأن الأمر لا يُقال عنه إصابة دائمة، بل مؤقتة وفق ما تشير المصادر الطبية إليه، وأيضاً ثمة ضوابط للمدة والتكرار في التعرض.

وكذلك الحال عند تعرض الأعضاء التناسلية لدى الرجل للحرارة العالية الجافة، أي غير الماء الحار وفوق ما هو في حرارة الجو المعتادة بالمناطق الحارة، فإنها تُؤثر بشكل مباشر على قدرات الرجل في إنتاج الحيوانات المنوية وعلى قدرات الحركة في تلك الحيوانات المنوية التي يتم إنتاجها. ومعلوم أن قدرة الإخصاب لدى الرجل تعتمد في جوانب أساسية منها على توفر توصيل عدد كاف ذي قدرات نشطة في الحركة إلى بويضة المرأة وتلقيحها بشكل فاعل يُؤدي إلى إخصابها وبزوغ نمو الجنين منها. كما أن من المعروف أن حوالي 7% من الأزواج لا يستطيعون الإنجاب برغم المحاولة لمدة عام. والمصادر الطبية تُؤكد أن 30% منها بسبب الرجل وحده، و 30% منها بسبب المرأة وحدها، والبقية إما بسبب أمور مشتركة بينهما أو لأمور غير معروفة السبب. وحول الرجل نفسه كسبب، فإن المصادر المعتمدة مثل المجمع الأميركي لطب التناسل تُؤكد أن حوالي 90% من الأسباب المرتبطة بالرجل يُمكن التعامل معها ومعالجتها إما بالوسائل الدوائية أو الجراحية.

لكن ما يدور الحديث الطبي حوله في الدراسات التي تمت هو التعرض لحرارة ماء أعلى من حرارة الجسم لمدة نصف ساعة متواصلة أو أكثر، عدة أيام في الأسبوع، ولفترة عدة أشهر. ولذا فإن الاستحمام اليومي لبضع دقائق بالماء الحار أو الاسترخاء في الجاكوزي أو السونا لفترات قصيرة وأيضاً ليس بشكل يومي، ليس المعنى أو المشمول بالحديث أو التحذير الطبي. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الدراسات التي أكدت مثل هذه النتائج لا تزال قليلة في عددها وعدد منْ شملتهم بالمتابعة من الرجال. وأيضاً ثمة فوارق بين التعرض الجاف للحرارة وبين التعرض المباشر للماء الساخن. ولذا لا أدلة علمية على أن حرارة الجو المرتفعة بحد ذاتها سبب في تدني قدرات الإخصاب لدى الرجال.

* الألياف والأدوية > عمري حوالي 45 سنة. لدى مرض في شرايين القلب وارتفاع في الكولسترول والسكري. الطبيب ينصحني بتناول الألياف. هل هي ضارة بي، وكيف أحصل عليها؟

سناء صبحي ـ القاهرة.

ـ طبيبك قال الصواب وما فيه خير لك. لأن الألياف الغذائية النباتية الذائبة تُساهم في خفض امتصاص الأمعاء للكولسترول والدهون، وكذلك في تنظيم امتصاص السكريات، وتُقلل من احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين. هذا بالإضافة إلى دور الألياف الذائبة والألياف غير الذائبة في الوقاية من السرطان وتخفيف حدة الإمساك والوقاية أو معالجة حالات البواسير و حالات القولون العصبي. هذه الفوائد الصحية ثابتة بشكل مبني على دراسات علمية.

ومعلوم أن الألياف موجودة في النباتات والمنتجات المستخلصة منها كالفواكه والخضار والحبوب والبقول وغيرها. ومكونة بالأساس من أنواع من السكريات، بخلاف ما يُطلق عليه ألياف حيوانية المبنية بالأساس من بروتينات. والألياف على نوعين، النوع الذائب في الماء، والنوع غير الذائب. ولذا فإن النوع الذائب يتحول مع الماء إلى ما يُشبه الهُلام أو الجل، بينما النوع غير الذائب يبقى على حاله حتى خروجه مع الفضلات.

ما يُنصح به طبياً هو أن تحتوي وجبات الطعام في اليوم الكامل على حوالي 30 غراما من الألياف الذائبة. وهناك ثلاثة ضوابط لهذا الأمر من بدء التناول، تستوجب أن يُشرف الطبيب على الأمر:

ـ أن يبدأ المرء في إضافتها بالتدرج عبر بضعة أسابيع. لأنها قد تكون سبباً في ظهور غازات وانتفاخ في البطن.

ـ أن يتناول المرء معها كميات كافية من الماء كي تُؤتي فائدتها. وهذا ما يحتاج أن يُشرف الطبيب عليه، أي على الكمية المسموح تناولها من الماء، بناء على قوة عضلة القلب ودرجة أداء الكلى لوظائفها.

ـ ثمة أدوية قد يتأثر امتصاص الجسم لها بحسب كمية ما يتناوله المرء من ألياف عموماً. وأهمها عقار ديجوكسن لمعالجة هبوط قوة عضلة القلب أو أنواع من اضطرابات النبض، والأسبرين المعوف، والوارفرين لمنع تخثر الدم وبعض من أدوية معالجة الصرع وبعض من المضادات الحيوية الخاصة بمعالجة التهابات المسالك البولية. وكذلك الحال لدى من ضبط الطبيب له كمية الأنسولين لمعالجة السكري وهو لا يتناول كميات منصوحا بها من الألياف. لأن تناوله الألياف سيُقلل من امتصاص الأمعاء للسكريات ما يستدعي ضبط جُرعة الأنسولين آنذاك.

* مدة مرور الطعام هل لي أن أعرف كم يستغرق الطعام من الوقت في الأمعاء من حين بلعه إلى وقت خروجه، وكيف لي أن أعرف مقدار ذلك؟

لولو أ. ـ الرياض ـ هذا مختصر السؤال. ولم أستطع من قراءة رسالتك لمعرفة ما هي الحاجة الصحية لك للسؤال عن الأمر. بمعنى هل لديك شكوى من الإمساك أو غيره من اضطرابات الهضم، أم الأمر متعلق بسوء في التغذية أو بنقص قدرات الأمعاء لديك على امتصاص مكونات الطعام، أم هو مجرد المعرفة. وأياً كان الأمر فإن نوعية مكونات الوجبة الغذائية هي أهم عنصر في التأثير على الوقت الذي يُمضيه الطعام من حين ابتلاعه إلى إخراجه داخل الجهاز الهضمي، وتحديداً الألياف الموجودة في الطعام. والأمر الآخر هو الحركة الانسيابية المتتابعة للأمعاء وفق ضبط الجهاز العصبي لإيقاع حركة الأمعاء بالدرجة الأولى. وهناك عوامل أخرى تتعلق بكمية شرب الماء، ومحتوى الدهون فيه وكيفية تناول الطعام، وعادات الإخراج التي تختلف من شخص لآخر ضمن النطاق الطبيعي، أي غير حالات الإمساك أو صعوبة الإخراج أو الخوف منه بسبب ألم الشرج أو غيره.

وهناك اختبار بسيط، لا خطورة منه، يُمكن بواسطته معرفة المدة التي يقضيها الطعام في داخل الجهاز الهضمي حتى خروجه. وفائدة إجرائه هو في حالات محددة من ضعف أعصاب الجهاز الهضمي لدى مرضى السكري الذين تتأثر لديهم الأعصاب نتيجة لعدم انضباط نسبة سكر الدم، أو في حالات أخرى متوقع فيها بطء مرور الطعام بالأمعاء.

وما يُستخدم في هذا الاختبار هو أمر بسيط، ولا يحتاج إجراؤه إلى أي تحضيرات مسبقة. بل كل ما على المرء هو تناول كبسولتين «جيلاتينين» من مادة حمراء قرمزية ملونة، أو البدء لمرة واحدة، بعد انقطاع، في تناول وجبة واحدة من أطعمة تحتوي أوراقاً خضراء كالملوخية أو غيرها. ويرصد المرء بدء ظهور تغير لون البراز، وانتهاء ظهور اللون المُضاف منه. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن المدة الزمنية ليست شيئاً ثابتاً حتى لدى الإنسان نفسه. بمعنى أن المدة الزمنية قد تطول أو تقصر من آن لآخر لدى الإنسان الطبيعي.

وغالباً ما تبدأ المادة في الظهور مع البراز خلال ما بين 12 إلى 14 ساعة من بعد تناولها. وقد تستمر في صبغ لون البراز ما بين 36 إلى 48 ساعة. والأمر غير الطبيعي هو حينما يستغرق الأمر أكثر من 72 ساعة.

ولعل هذا يُجيب على ما أردت السؤال عنه.