سلامة الأطفال في السيارة

احموا حياتهم واتبعوا إرشادات الجلوس في المقاعد بطريقة صحيحة

TT

قارنت دراسة أطباء الأطفال من ولاية بنسلفانيا الأميركية بين تطبيق إرشادات سلامة جلوس الأطفال في مقاعد السيارات بشكل إلزامي وبين ترك ذلك للرغبة والاختيار. وتوصل الباحثون في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا ومستشفى الأطفال في فيلادلفيا إلى أن التشدد في تطبيق قوانين كيفية جلوس الأطفال في السيارات، هو في واقع الأمر أحد أهم وسائل الحفاظ على الأرواح عند التعرض للحوادث المميتة.

ووفق ما تم نشره لهم في عدد مارس (آذار) من مجلة أرشيفات طب الأطفال والمراهقين، فإن الحفاظ على أرواح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة والسابعة من العمر عند تعرضهم لحوادث السير، هو أعلى في الولايات التي تُشدد في تطبيق قوانين جلوس الأطفال في تلك المركبات.

وشملت دراسة الباحثين تحليل المعلومات المتعلقة بأكثر من 6100 طفل كانوا يستقلون حوالي 5200 سيارة، وتعرضوا خلال ذلك لحوادث سير في الفترة ما بين ديسمبر (كانون الاول) من عام 1998 ولغاية ديسمبر من عام 2004. و تم تجميع المعلومات حول كل هؤلاء الأطفال من 16 ولاية أميركية موزعة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب الأميركي. سبع ولايات لديها تطبق قوانين خاصة بكيفية جلوس الأطفال في السيارات، وتسع ولايات أخرى لا تطبق هذا القانون. ولاحظ الباحثون أنه يوجد تنامي في وعي الناس حول ضرورة اتباع إرشادات سلامة الأطفال وجلوسهم في السيارات. حيث ارتفعت نسبة تطبيقها على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، من 21 في المائة إلى 75 في المائة، فيما بين الأشهر الستة الأولى من بدء الدراسة والأشهر الستة الأخيرة قبل نهايتها. وكذلك الحال لدى الأطفال بين 6 و7 سنوات، إذ ارتفعت نسبة تطبيق القوانين تلك من 3 في المائة إلى 23 في المائة.

وتبين للباحثين كنتيجة عملية لهذا السلوك الوقائي في حماية أرواح الأطفال أثناء الجلوس في السيارات، أن ثبات جلوس الطفل عند التعرض للحوادث كان أفضل بنسبة 39 في المائة في الولايات التي تُلزم بتطبيق القوانين تلك مقارنة بالتي تترك الأمر اختيارياً.

وأشار الباحثون إلى أن الإحصائيات تُؤكد أن في عام 2004 وحده لقي 350 طفلا، ممن أعمارهم تتراوح بين الرابعة والسابعة من العمر، حتفهم أثناء الجلوس داخل السيارة نتيجة لحوادث السير في الولايات المتحدة. وعليه فإن اتباع قوانين ضبط جلوس الأطفال هي وسيلة سهلة الاستخدام وممكنة وغير مُكلفة ومتوفرة لحماية أرواحهم. ونتائج الدراسة ليست مقتصرة على منطقة من العالم دون أخرى. إذ أن الأطفال والسيارات والحوادث هي ثلاثة عناصر موجودة في كل مكان، وسلامة الأرواح هي الغاية المنشودة لدى كل الناس. وعرضها في ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط»، أسوة بكثير من الدراسات ونتائجها التي تُجرى في الدول الغربية أو غيرها، تنطبق في مفهوم نتائجها مع بقية مناطق العالم. وما يُميز مثل هذه الدراسات هو الكيفية العلمية التي تُجرى بها والطريقة الدقيقة في تحليل نتائجها، مما يُمكن من الاعتماد على الخُلاصة التي تصل إليها في توجيهها الناس حول كيفية المحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض والإصابات.

والأمر لا يختص بالأطفال وحدهم، ولا يختص بما اقتصرت الدراسة عليه حول من أعمارهم بين الرابعة والسابعة من العمر، بل تشمل بقية الأطفال في كافة الأعمار. ومفهومها هو أن ثمة وسائل سهلة ومتوفرة يُمكن استخدامها لوقاية أرواح الناس من الهلاك في حوادث السير.