بين الصواب والخطأ

TT

* تحليل البول.. ينقذ من الفشل الكلوي > من الأخطاء الشائعة عدم اهتمام الكثيرين بتحليل البول، ولا نعني رفض إجراء التحليل فقط بل تجميعه بطريقة صحيحة ونقله الى مختبر التحاليل بسرعة قبل أن تحدث فيه تفاعلات قد تغير من نتيجة التحليل.

إن البول يحتوي على مكونات مختلفة ولكل منها أهميته ومدلولاته عند اجراء الاختبار.

ووفقاً لعدد مارس (آذار) من مجلة العناية بمرض السكري 2007، يقول د. رافي ثادهاني، من مستشفى ماساشوستس العام وكلية هارفارد الطبية في بوسطن، إنه يمكن بفضل تحليل مجموعة من بروتين البولِ الكشف المبكر عن احتمال الاصابة بمضاعفات سكرية في الكلى عند مرضى السكري من النوع الثاني قَبْل أَن يتطور المرض وتظهر أعراضه بوضوح بعشر سنوات تقريباً، حيث ينتهي الأمر بالفشلِ الكلويِ وهو الأكثر شيوعاً في الولايات المتّحدة والعالم. ومن المعروف أن هذا المرض يعتبر من أخطر مضاعفات مرض السكري على أجهزة الجسم الحيوية والتي تنتهي في كثير من الدول الفقيرة بوفاة المريض.

وقد أجرى د. ثادهاني مع زملائه دراسة قارنوا فيها نمط بروتين البول عند 62 هنديا مصابين بالنوع الثاني من مرض السكري مع الوظائف الطبيعية للكلى على مدى 10 سنوات لتطوير مرض الكلية السكري.

واستطاع تحديد نوع من البروتين الذي أثبت كفاءة عالية في التنبؤ باحتمال الاصابة بالمرض مبكراً وقبل ظهور الأعراض الخاصة بهذا المرض.

هذه النتائج المذهلة، وإن كانت في أول الطريق من الأبحاث والدراسات، تعطي إثباتات على أهمية عمل تحليل البول وخاصة عند مرضى السكري من النوع الثاني، كما تمنح الأمل لهؤلاء المرضى وللأطباء السريريين، باقتراب اليوم الذي يمكنهم فيه الجزم بإمكانية واحتمال إصابة مريض السكري بمرض الكلى السكري أم لا! وبالتالي يمكن التدخلِ المبكر لمنع المرض من بدايته.

* ساعد على تخفيض تلوث بيئتك > من الخطأ الشائع عند الكثيرين وخاصة في البلدان النامية عدم الاهتمام بمصادر التلوث في البيئة التي يعيشون فيها. ومن أمثلة ذلك انتشار دخان العادم الذي يسبب تلوث الهواء الذي نستنشقه ليل نهار.

إن دخان العادم الصادر من المركبات وبعض الأجهزة يمكن أن يسبب إثارة وتهيجا لبعض الأمراض الصدرية ويؤدي إلى حالات من الحساسية الخطيرة للغاية والى مضاعفات مرضية في الرئتين تبدأ بحكة، وافراز دموع من العينين، وسيلان مائي من الأنف، وإحساس بالحرقة في العيون والحنجرة.

لقد ثبت في العديد من الدراسات أن دخان العادم يمكن أَن يسبب حدوث نوبات الربو أيضا خاصة عند مرضى الحساسية الصدرية والذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض الربو.

وكالة الهواء النظيف الأميركية توصي هؤلاء المرضى المعرضين لمثل هذه المضاعفات في الرئتين بالآتي:

إعمل ما عليك لتخفيض استنشاق الدخان المضبّب بأَن تستقل للوصول إلى عملك والعودة إلى المنزل الحافلة العامة أَو أن تركب الدراجة الهوائية أو أن تمشي في الهواء الطلق بعيداً عن تلوث الهواء بالعادم.

حاول عدم استعمالِ الأجهزة التي تعمل بالغاز واستعمل بدلاً منها أجهزة كهربائية أَو يدوية حفاظاً على سلامة ونقاء الهواء.

عند الضرورة لاستعمال أجهزة تعمل بالغاز، حاول أن تملأها بالغاز في فترة المساء، حيث تكون باردة وكذلك يكون الهواء باردا، وأن يتم ذلك خارج المنزل في الهواء الطلق وذلك لمنع التلوث بدخان العادم الذي ينبعث من الغازولين.

* حذار من «الأنوريكسيا» > من الخطأ أن يطلق الواحد منا لنفسه العنان للاستمتاع بشهوة الأكل، لا يأكل قدر ما يحتاج، بل أكثر مما يستطيع استيعابه. وبعد ذلك يعض أنامل الندم عندما يزداد وزنه وتصعب عليه استعادة قوامه السابق.

ومن الخطأ أيضاً أن يلجأ البعض وخاصة النساء الى أسلوب فقدان الشهية العصبي Anorexia. وقد أصبحنا نشاهد هذه الحالات عند مريضات في منتصف العمر بعد أن كانت الأنوريكسيا تختص بالفتيات اليافعات.

إن فقدان الشهية لم يعد يعتبر مشكلة نفسية حميدة تعالج بسهولة وبدون تأثيرات طبيعية دائمة، إنه أخطر من ذلك ويحمل معدل وفيات ما بين 10 ـ 15 بالمائة، أعلى من أي تشخيص نفسي آخر، ففقدان الشهية يؤدي الى تخفيف الوزن بشدة.

وطبقا للمعهد الوطني للصحة العقلية، تعاني حوالي 0.5 إلى 3.7 بالمائة من نساء العالم من فقدان الشهية العصبي في وقت ما من حياتهن.

يرى هذا النوع من المرضى أنفسهم أنهم من زائدي الوزن وإن كانوا في الواقع هم من فاقديه بشكل خطير، ويستمرون في تطبيق الحمية الغذائية الشديدة.

فاقدو الشهية يميلون إلى أن يكونوا منشغلين دائماً بشكل أو وزن أجسامهم، ويعانون في أغلب الأحيان من القلق والفوضى والاستحواذية الإلزامية.

لقد تطورت معالجة اضطرابات التغذية كثيرا في الآونة الأخيرة، ولم يعد ينظر إليها كأي مشكلة نفسية، بل يجب الاستعانة بتخصصات أخرى للعمل معا في تنفيذ خطة علاج مشتركة. ويفضل أن يشارك في فريق العلاج طبيب نفساني، وأخصائي تغذية، وطبيب باطني.

إن الناس المحيطين بمريض الاضطراب الغذائي هم على درجة من الأهمية وبحاجة لفهم حقيقة سلوك هذا المريض وأن مساعدتهم له ذات أثر إيجابي كبير في إنجاح خطة العلاج.