أستشارات طبية

TT

* حصاة المرارة والوزن    > كيف تكون الوقاية من نشوء حصاة المرارة عند محاولة إنقاص الوزن؟

حسنيه فؤاد ـ القاهرة    ـ هذا ملخص سؤالك الذي ورد في معرض التعليق على مقال سابق لي حول دور تقلبات الزيادة والنقص لوزن الجسم في خطورة نشوء حصاة المرارة لدى النساء والرجال. وأود توضيح أن المقصود كان من ذلك العرض هو أن النقص السريع أو الارتفاع السريع يتسبب باضطرابات في المرارة من جوانب عدة تُؤدي بالمحصلة إلى ارتفاع احتمالات نشوء الحصاة فيها. بخلاف ما لو أن الأمر حصل ببطء، وذلك بغض النظر هل تسبب نشوء الحصاة في ظهور أعراض يشكو المُصاب منها أم لا. ويُعتقد أن السبب يكمن في أن تلك الحميات القاسية غير الطبيعية تعمل على إحداث خلل في تراكيب سائل المرارة في جانبي زيادة إفراز الكولسترول وتقليل إفراز الأملاح المرارية في سائل المرارة. ومعلوم أنهما عاملان أساس في تكوين حصاة المرارة. إضافة إلى عامل عدم انقباض المرارة وإخراجها للسائل منها، وهو ما يحصل بشكل طبيعي عند تناول الوجبات المحتوية على الدهون.    ويُمكن تفادي هذا الأمر وتقليل احتمالات نشوء حصاة المرارة بالعمل على إنقاص الوزن بشكل تدريجي، أي حوالي ربع كيلوغرام في الأسبوع. أي التخلص فقط من 10% من وزن الجسم خلال فترة ستة أشهر على أقل تقدير. كما يُمكن تفادي ذلك بالعمل على عدم تكرار عمليات خفض وزيادة الوزن بشكل متتابع، أي الالتزام بالمحافظة على الوزن عند انخفاضه دون إتاحة فرصة لزيادته ومن ثم الاضطرار إلى خفضه. وغير صحيح أو سليم اعتقاد البعض أن بإمكانهم، دونما أي مخاطر صحية، تكرار التساهل في الأكل فترة ثم التخلص بعد ذلك من الوزن الزائد. وترى كثير من الهيئات الصحية أن إضافة شيء من الدهون إلى وجبات الطعام، حتى عند اتباع حمية خفض الوزن، هي أمر ضروري، لأنه يُحفز انقباض المرارة وتفريغ محتوياتها بشكل متكرر، ما يمنع احتمالات ترسب الكولسترول والأملاح المرارة ونشوء حصاة المرارة بالتالي. كما أن الحرص على تناول كميات كافية من الألياف ومن الكالسيوم يُسهم في تخفيف الأمر، مع ممارسة الرياضية البدنية.   

* عملية زراعة الكلى    > عمري 35 سنة، ولدي فشل كلوي نتيجة التهاب أصابني قبل أكثر من عشر سنوات. هل أُقدم على عملية الزراعة أم أستمر في الغسيل؟    ن. حافظ ـ الرياض    ـ هذا ملخص سؤالك. وبغض النظر عن توفر المتبرع الحي أو زراعة كلى من شخص مُتوفى، فإن المهم ان المكان الذي ستجري العملية فيه جيد ومناسب، لأن الخبرة والكفاءات الطبية متوفرة فيه، وسجلهم في إجراء هذه العمليات جيد. وواضح من تقرير طبيبك رأيه في أن حالتك الصحية مناسبة لإجراء عملية زراعة الكلى.

   العملية تتم تحت التخدير الكلي، وتستغرق بالعادة حوالي أربع ساعات، والجراح يزرع الكلى الجديدة في أسفل البطن. المهم إدراكك أنها عملية تُصنف بأنها كبيرة من ناحية الوصف الطبي، وتحتاج إلى البقاء حوالي أسبوع في المستشفى بعد العملية.    وبعد نجاح أمر الزراعة الجراحية والإفاقة من التخدير والسلامة من حصول الرفض السريع والمباشر من قبل الجسم للكلية المزروعة وبدئها في العمل، وانتهاء فترة النقاهة والخروج إلى المنزل، فإن الأولوية هي في ما يُسمى بالرعاية ما بعد الزراعة. والمقصود هو كيفية العمل على إبقاء الكلية المزروعة في صحة جيدة والمحافظة على عملها بكفاءة لسد حاجة الجسم إليها في تنقية الدم.    الكلية المزروعة هي جسم غريب في وجهة نظر جهاز مناعة الجسم. ومن المتوقع أن يُحاول جهاز مناعة الجسم مهاجمتها، أسوة بأي جسم غريب من ميكروبات أو غيرها. وهو ما سيُؤدي إلى تلفها وفشلها عن أداء عملها الذي من أجله تمت زراعتها بالأصل. ولذا فإن الأولوية هي لوقف جهاز المناعة من مهاجمتها عبر إعطاء أدوية تُخفض من تفاعل جهاز المناعة مع الأجسام الغريبة بشكل عام. ويتولى الأطباء العناية بهذه الأمور، وما هو مطلوب منك أولاً وقبل كل شيء هو المتابعة معهم في المراجعات الطبية والحرص على تناول الأدوية وفق توجيهاتهم بلا أدنى تهاون، وأكرر بلا أدنى تهاون. وبهذا يتم الجزء الأهم والأكبر في منع رفض الجسم للكلية المزروعة.    الأمر الآخر المهم هو ملاحظة ظهور أي علامات لرفض الجسم للكلية المزروعة بالرغم من تناول الأدوية اللازمة. مثل ارتفاع الحرارة والألم في منطقة زراعة الكلية الجديدة أو تغير كمية البول أو لونه. ولو تمت ملاحظة أي شيء من هذا فإن الواجب مراجعة الطبيب حتى في قسم الإسعاف لاستدعاء الطبيب المختص بالكلى وتقويمه وضعها.   وهناك آثار جانبية لأدوية خفض المناعة يُخبرك الطبيب عنها، كما يُخبرك عما هو مقبول ومتوقع منها وما هو غير ذلك.   زراعة الكلى في جوانب كثيرة منها راحة للإنسان من عناء جلسات غسيل الكلى المتكررة أسبوعياً ولعدة ساعات. كما أنها تُعطي فسحة في كمية الماء الذي يستطيع المريض شربه وكذلك نوعية الطعام وغيرها من الجوانب المُريحة في الحضر وفي السفر. لكن من المهم إدراك أن الزراعة ليست شفاء من المشكلة، بل هي إحدى وسائل الحل العلاجي التي تتطلب متابعة دقيقة لجني فوائدها الكثيرة.   

* الأفوكادو والكولسترول    > ما هي فوائد الأفوكادو لمرضى القلب؟ وهل من أغذية ثبت أنها تخفض الكولسترول؟.    ناتالي أشقر ـ بيروت    ـ هذا ملخص رسالتك التي طرقت فيها موضوع الأغذية وفوائدها الطبية. وعلى حسب إطلاعي لا تُوجد دراسات خاصة بالأفوكادو ومرضى القلب تحديداً. لكن المعلوم من الدراسات العديدة حول دراسات تناول هذه الثمار الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة هو أنها غذاء صحي جداً لمرضى القلب وللوقاية من بعض أنواع السرطان.    والنظر الطبي إلى المنتجات الغذائية المتنوعة لا يجب أن ينحصر في ما إذا ارتبط تناولها بفائدة علاجية معينة أم لا، بل في كيفية الاستفادة منها للصحة البدنية والعقلية بشكل عام. وهذا يتحقق بأمرين، الأول معرفة تركيب محتوياتها من السكريات والبروتينات والدهون والمعادن والفيتامينات والمواد الكيميائية الأخرى. والثاني كيفية تناولها لتحقيق تغذية للجسم بتناولها من دون حصول ضرر من الإفراط في تناولها، أي بدون الإكثار من السكريات أو البروتينات أو الدهون التي فيها. بمعنى أن ثمة منتجات غذائية كثيرة، سواء ذات مصادر حيوانية أو مصادر نباتية، قد تكون مفيدة أو ضرورية للجسم، لكن الإفراط فيها ضار. وهنا يأتي دور فهم مكوناتها وتحديد مدى حاجة الجسم منها.    أما الاستخدام العلاجي فهناك ضوابط طبية له وللنصح فيه يجب أن تنطبق على المنتجات الغذائية والأعشاب كما هو الحال في ضوابط الدواء العلاجي. وما يُحاول الباحثون إجراء الدراسات الطبية عليه، وما نحاول في ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط» عرضه لجهودهم، هو معرفة الحالات التي تفيد فيها تلك المنتجات يقيناً والحالات التي يدور البحث في الأوساط العلمية عليها وكذلك الحالات التي ثبت عدم جدواه فيها. مثلاً سبق الحديث عن فائدة تناول حبوب الشوفان أو بذور الكتان في خفض الكولسترول، وعدم ثبوت أي فائدة لتناول الثوم في ذلك. والأفوكادو من الثمار المحتوية على دهون أحادية غير مشبعة، أي مثل التي في زيت الزيتون. وثمة من درس تأثير تناول الأفوكادو على نسبة الكولسترول ووجد أنه يُخفض منه. وبالرغم من أن الدراسة ليست قوية من المنظور العلمي، ولا يستطيع الطبيب اعتمادها في النصح بتناول الثمار هذه للغاية تلك، إلا أن النظر إلى الأفوكادو من زوايا عدة يُشير إلى أنه غذاء صحي ومفيد، ومن الحكمة إضافته إلى الوجبات الغذائية سواء السلطات أو العصير أو غير ذلك. لأن كوباً واحداً منه يُمد الجسم بحاجته اليومية من فيتامين كي بنسبة 37%، وفيتامين بي ـ 6 بنسبة 20%، وفيتامين فليت بنسبة 24، ومن الألياف بنسبة 30%، ومن البوتاسيم بنسبة 25%. وطاقة السعرات الحرارية (كالورى) في ذلك الكوب من الأفوكادو عالية نتيجة غناه بالدهون، لتصل إلى 235 كالوري، أي بما يُوازي ما في حوالي ثلاث تفاحات. لكن اجتماع البوتاسيوم والفوليت الطبيعي مع الدهون الأحادية غير المشبعة والألياف والمواد المضادة للأكسدة غيرها من العناصر، يجعله غذاءً من المناسب لمرضى القلب تناوله. كما أن إضافته إلى السلطات يُسهل على الأمعاء امتصاص ما في الخضار من مواد مفيدة، خاصة المواد المضادة للأكسدة. وهو في هذا شبيه في فائدة إضافة زيت الزيتون إلى أطباق السلطات، أو مثل إضافة الليمون إلى أطباق السمك لتسهيل امتصاص الأمعاء لزيت السمك فيها.   وسبق لي الحديث عن الأفوكادو في عدد 17 نوفمبر 2005 من ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط».