أطعمة تصد النفس عن الاستمرار  في الأكل

تحدث شعورا بالشبع والتخمة أكثر مما تُحدثه عناصر الوجبات الغذائية الطبيعية

TT

مع تأكيدهم أن مجرد نقص وزن الجسم كمية ثلاثة كيلوغرامات فقط، كفيل بتحقيق فوائد صحية جمة أهمها خفض نسبة الوفيات بين السمينين بنسبة 25%، تحدث العلماء من المؤسسة العليا للأطعمة والتغذية بهولندا عن جهودهم المتواصلة في محاولة بلوغ إنتاج مواد كيميائية تعمل على صد النفس أثناء تناول الإنسان وجبات غذائية محتوية على أطعمة معززة بتلك المواد.

وتعتبر محاولات الباحثين الهولنديين في إنتاجهم النوعيات الجديدة من الأطعمة تلك، إحدى الوسائل المطروحة على بساط البحث العلمي من أجل الوقاية من السمنة أو معالجتها. وهو ما يتحقق على حد قولهم من خلال قدرتها على وقف نشاط الرغبة العارمة في تناول المزيد من الطعام أثناء الوجبات الغذائية، الأمر الذي يُواجه الكثيرون فيه صعوبات لا سيطرة لهم عليها في بعض الأحيان للحد من الرغبة تلك. وكان الباحثون الهولنديون قد قالوا في الأسبوع الماضي، بأن الدراسات العلمية لمحاولاتهم إنتاج أطعمة تصد النفس قد قطعت أشواطاً مهمة. وأضافوا بأن جهودهم تأتي بدعم من الحكومة الهولندية ومن بعض مجموعات شركات إنتاج الأطعمة لإنتاج هذه الأطعمة ولإنتاج أطعمة أخرى يُمكن من خلال تناولها تقليل مخاطر نشوء مرض السكري لدى المعانين من السمنة.

* الشعور بالشبع وقال البروفسور روبرت ـ جان بريمير، مدير البرنامج في المؤسسة العليا للأطعمة والتغذية بهولندا، إننا نعمل على أنواع معينة من المواد الغذائية، والتي ستعمل على إحداث شعور بالشبع التام والتخمة بشكل أكبر مما تُحدثه عناصر الوجبات الغذائية، الطبيعية، الأخرى. الأمر الذي يُمكن لشركائنا في شركات إنتاج الأطعمة، على حد قوله، الاستفادة منه في مجال عملهم لإنتاج الأطعمة.

وأضاف إن ما ستقوم به الأطعمة هذه هو تحفيز الشعور بالشبع ووقفنا عن الاستمرار في عملية الأكل. لكنها يجب أن تكون ملائمة لتأمين وجبات الطعام، المحتوية عليها، احتياجات الإنسان من العناصر الغذائية الضرورية، وأن تكون ذات مذاق جيد ومقبول في الطعم، ويُمكن أيضاً من خلال تناولها الاستمتاع في عملية الأكل، على حد وصفه.

وبالرغم من حرص البروفسور بريمر على عدم الإفصاح عن أي معلومات أو تفاصيل تتعلق بنوعيتها أو هيئتها أو الأطعمة التي ستُضاف إليها، باعتبارها أحد الأسرار التجارية الإنتاجية، إلا أنه صرح بأنها مواد غذائية يُمكن استخدامها مع طيف واسع من المنتجات الغذائية، والتي تتراوح ما بين الإضافات الغذائية التي تُفرش داخل السندوتشات، إلي تلك التي يُمكن إضافتها إلي الخبز. والواقع أن ثمة جهودا علمية تجري مراحل أبحاثها في عدد من المراكز العلمية لمناطق شتى من العالم لتطوير إنتاج أغذية تعمل بالمحصلة على منع نشوء السمنة لدى الإنسان أو تعمل على التخفيف من حدتها. إلا أن، كما يقول البروفسور بريمر، أياً منها، حتى التي يُجري هو أبحاثه عليها، لم تصل بعد إلى مرحلة حاسمة في نجاح إنتاجها. لكنه استدرك بالقول إن ما يشعر به، بناءً علي معطيات نتائج ما يجري في أرضية البحث العلمي، هو أنها ستكون متوفرة خلال الأعوام الخمسة القادمة.

والمعلوم أن السمنة وزيادة الوزن كمشكلتين عالميتين، هما في واقع الحال في تزايد مستمر، حيث تشير إحصائيات الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من دول أوروبا، الى أن حوالي 60% من الناس يُعانون منهما. وكانت وكالة الصحة العامة الهولندية قد صرحت بأن نتائج الدراسات والبحوث العلمية تدل على أن دور التغذية السيئة غير المتوافقة مع الإرشادات الصحية هو شبيه في أثره الضار على الصحة بتأثير التدخين. وأضافت بأن أكثر من 25% من الوفيات الناجمة عن السمنة وزيادة الوزن يُمكن منعها إذا ما فقد المرء فقط ثلاثة كيلوغرامات.

* غذاء لا مثيل له وعقب البروفسور بريمر على هذه المعلومات  بأنه في نفس الوقت الذي تسعى مؤسسته لإنتاج مادة غذائية لا مثيل لها، ولم يسبق من قبل إنتاجها، يُمكنها خفض مقدار ضغط الدم في شرايين الجسم، فإنها تسعى أيضاً إلى تطوير إنتاج مواد غذائية تعمل على رفع مستوى حساسية خلايا الجسم لوجود هرمون الأنسولين، ما يُمكنه أن يكون وسيلة للحد من ظهور مشكلة الإصابة بمرض السكري لدى السمينين. والمعروف أن أحد أكبر التداعيات الصحية لمشكلة السمنة وزيادة الوزن هو نشوء حالة غريبة في تفاعل الجسم مع ما هو متوفر من كمية الأنسولين التي يُفرزها البنكرياس لتلبية حاجات الجسم منها في العمليات الحيوية فيه. والحالة هذه هي عبارة عن تدني في مستوى التفاعل. أي بعبارة أخرى نقص في مدى حساسية والتأثر لوجود كمية معينة طبيعية من الأنسولين في الجسم، الأمر الذي يُجبر البنكرياس على العمل بطاقة أعلى بغية إنتاج المزيد من الأنسولين لتلبية احتياج تفعيل عمل الأنسولين على الخلايا المتبلدة الإحساس نحوه. وهو ما يُؤدي مع مرور الوقت إلي إجهاد البنكرياس وصولاً إلي حد فشله عن إنتاج ما يكفي الجسم منه. و بالتالي ظهور الإصابة بحالة مرض السكري. وتتلخص اليوم المعالجة غير الدوائية مع الحالة هذه في إتباع وسيلة الوقاية، أي خفض وزن الجسم وتقليل فرص نشوء حالة تبلد الإحساس لوجود الأنسولين حماية للبنكرياس من الإجهاد و العمل فوق طاقته.

وكان قد سبق للمؤسسة العليا للأطعمة والتغذية بهولندا أن طورت مواد غذائية يُمكن إضافتها إلي الخبز للمحافظة علي قوام وهيئة هشة وطرية تدوم لمدة أطول في قطع الخبز، إضافة إلى تقنيات تُخفض من كمية الدهون في الأطعمة دونما تقليل من الطعم الشهي للأطعمة، والمعتمد بدرجة كبيرة على مدى توفر الدهون فيها بالذات.

كما أن من المعروف علمياً أن المؤسسة هذه هي من بين أوائل المراكز العلمية التي تحدثت عن دور فيتامين الفوليت في تحسين صحة الدماغ، وقدرات السمع لدى كبار السن. وهو ما سبق طرح الدراسة الخاصة به والصادرة عن هذه المؤسسة، في ملحق الصحة بالشرق الأوسط قبل بضعة أسابيع.