مؤشرات في صحة المرأة السعودية

انخفاض معدل وفيات النساء السعوديات في فترة المخاض بشكل كبير

TT

تُعرِّف منظمة الصحة العالمية الصحة على أنها سلامة الإنسان بدنياً وعقلياً واجتماعياً، أي أن الصحة لا تعني فقط غياب المرض (كما كانت تُعرّف قديما). وتُولي المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، اهتماما خاصاً لصحة المرأة، إذ أن للمرأة أدواراً هامة في المجتمع كما تعتمد عليها غالباً صحة الطفل.

وتعتبر نسبة وفيات الأمهات أحد المعايير التي تقاس بها صحة الدول، إلا أنه وبالرغم من ذلك فإن الوضع العام للمرأة في (كثير من الدول) لا يعطي المرأة حقوقها المشروعة. تقول الدكتورة نهى أحمد دشاش استشارية طب الأسرة، نائبة مساعدة مدير الشؤون الصحية للرعاية الصحية الأولية بمحافظة جدة، عضو اللجنة العلمية الوطنية للطب المبني على البراهين، ضمن الدراسة السعودية التي قدمتها في المؤتمر السنوي الخامس لصحة المرأة بجدة، إن تقارير الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تشير إلى أن المرأة غالباً ما تعيش بمستوى اقتصادي متدن مقارنة بالرجل، إضافة إلى ذلك فإن المرأة تمر خلال حياتها بتغيرات عديدة كالحمل والولادة وانقطاع الطمث، الأمر الذي يؤدي إلى تعرضها للعديد من المخاطر الصحية، فنسبة إصابة المرأة (عالمياُ) بمرض الإكتئاب أعلى كثيراً من الرجل كما أن نسبة الإصابة بالعمى لدى النساء تبلغ ضعفي الرجال.

* صحة المرأة وتضيف الدكتورة نهى دشاش، أنه لكي نقيم صحة المرأة في المملكة العربية السعودية بشكل خاص، لا بد لنا أولاً من التعرف على بعض المؤشرات الديموغرافية الخاصة بسكان المملكة وكذلك بعض مؤشرات المرض والوفيات فيها.

وحسب تقرير مصلحة الإحصاءات العامة بوزارة الاقتصاد والتخطيط للعام 24/25هـ ( 2004 ) يبلغ إجمالي عدد السكان بالمملكة 22,673,538 نسمة، ونسبة الاناث الى الذكور 0.81 (حيث أن عدد الذكور 12,557,260 وعدد الإناث 10,116,278 ). وعلى الرغم من أن اجمالي عدد الاناث أقل من الذكور، إلا أن العمر المتوقع بلوغه أعلى لدى النساء (74.4) سنة مقارنة بعمر الذكور (72.5) سنة.

وتقدم وزارة الصحة خدمة رعاية الحوامل بالمراكز الصحية المنتشرة في جميع الأحياء بالمدن والقرى بالمملكة. وقد أبدت المملكة العربية السعودية، متمثلة في وزارة الصحة اهتماماً خاصاً بصحة المرأة، وقامت بتطبيق برامج منظمة الصحة العالمية الخاصة برعاية الأمومة.

ويبلغ متوسط عدد الحوامل المسجلات شهرياً بعيادات الأمومة بالرعاية الأولية بالمملكة 109576سيدة حامل، والمتوسط الشهري للحوامل المعرضات للخطر 46797 سيدة.

وبلغ اجمالي الولادات الطبيعية بمستشفيات وزارة الصحة 247216، منها 194493 ولادة طبيعية.

وحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة فقد انخفض معدل وفيات النساء في فترة المخاض من 130 لكل 100000في عام 1990 إلى 23 لكل 100000في عام 2005.

* اهداف الألفية في سبتمبر 2000 وافقت المملكة، ضمن 189 دولة، على بذل الجهود لتحقيق أهداف الألفية التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة (Millennium Development Goals) وتنتهي بحلول عام 2015. ومن أهم تلك الأهداف:

القضاء على الجوع و الفقر المدقع.

أن يحصل جميع الأفراد في العالم (ذكوراً و إناثاً) على التعليم الابتدائي.

تحقيق المساواة بين الجنسين لا سيما في التعليم وفرص العمل.

تخفيض وفيات الأطفال.

تحسين صحة الأمهات وإنقاص نسبة الوفيات لديهن بمعدل الثلاثة أرباع.

محاربة مرض الأيدز والملاريا والأمراض الأخرى التي تفتك بالناس.

توفير بيئة جيدة وصحية للجميع.

التعاون العالمي بين جميع الدول للتنمية.

ويظهر جلياً أن ثلاثة أهداف منها تخص المرأة بصورة مباشرة. وتقدم المملكة كغيرها من الدول تقاريرها السنوية حول الأهداف التي أنجزتها، والتي يظهر فيها كما سبق أن ذكرنا، أن نسبة وفيات الأمهات انخفضت بشكل كبير. كما أن نسبة تعليم الإناث إلى الذكور ارتفعت كثيرا، ففي سنة 1990 كانت 0.86 مقارنة بسنة 2004 حيث ارتفعت إلى 0.96 .

وعلى الرغم من أن صحة المرأة في المملكة نالت اهتماماً كبيراً، إلاّ أنه لا تزال هناك حاجة إلى تقديم البرامج الوقائية للنساء والتي تهدف إلى ثلاثة أهداف رئيسية:

أولاً: منع حدوث الأمراض عن طريق التوعية وسن القوانين والنظم التي تحمي المرأة.

ثانياً: الاستكشاف المبكر للأمراض وتشمل الكشف المبكر عن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم والاكتئاب وغيرها من الأمراض.

ثالثاً: توفير برامج تأهيلية خاصة للوقاية من مضاعفات الأمراض.