أستشارات طبية

TT

* أنفلونزا الطيور ولحم الدجاج > هل تناول الحمام، أو تناول الدجاج الذي تم تلقيحه ضد إنفلونزا الطيور أو بيضه، يتسبب بالإصابة بهذا المرض؟

المهندس ع. بشاره_ القاهرة.

ـ هذا ملخص سؤالك. وواضح أن الحديث سيكون عن غير طيور الصيد المهاجرة وسيكون وفق ما تقوله منظمة الصحة العالمية. أولاً وقبل كل شيء، الطيور التي تم تلقيحها يُمكنها أن تحمل الفيروس في أجزاء جسمها، وكذلك يُمكنها التسبب بانتقاله إلى الآخرين، هذا بالرغم من فائدة اللقاح المنحصرة في احتمال وقاية الطائر من ظهور الأعراض المرضية عليه. وهذا أمر يجب التنبه له.

بالنسبة للحمام، ما كان يُعتقد في السابق من أن الحمام غير عرضة لحمل أو الإصابة بأنفلونزا الطيور غير صحيح. وهذا ما جعل الناس يعتقدون ذلك هو أن تحاليل عام 2001 في هونغ كونغ ودراسات 2002 التي قالت إن ثمة قدرة للحمام علي مقاومة الفيروس. لكن نتائج تحاليل عام 2003، وخاصة نتائج عام 2006 أثبتت إصابات الحمام بأنفلونزا الطيور، بنسبة قليلة مقارنة مع أنواع الطيور الأخرى، في كل من رومانيا وتركيا وأوكرانيا. والمحصلة وفق ما تقوله المنظمة هي أن علي عموم الناس محاولة تجنب الاتصال القريب والمباشر بالحمام، خاصة في المناطق التي يكثر فيها وجوده، ما يعني التعامل معها مثل غيرها بالرغم من أنها ليست سبباً شائعاً في انتشار المرض.

الأصل العلمي هو أن الفيروس يُمكن أن يُوجد في أي أجزاء جسم الطائر، مثل الدم واللحم والعظم. وهذا يشمل الطائر الحي أو المذبوح الطازج أو المُجمد. والأخير هو المهم، لأن درجة الحرارة كلما انخفضت كلما زادت فرص بقاء الفيروس الذي لا يموت بالصقيع. ويستطيع الفيروس البقاء في براز الطائر لمدة قد تصل إلي 35 يوما عند درجة حرارة 4 مئوية ولمدة ستة أيام عند درجة حرارة 37 مئوية. وكذلك يُمكن للفيروس البقاء حياً لعدة أسابيع على الأسطح في البيوت أو أماكن عيش الدجاج أو ذبحه. أي على حسب توفر الظروف المناخية المناسبة. ان تناول اللحوم أو البيض الذي تم طبخه بشكل جيد وكاف هو أمر آمن، ولا احتمال فيه لانتقال المرض. لأن الفيروس يموت عند درجة حرارة 70 مئوية أو أكثر، وهو ما يجب أن يتم الطبخ به ونفاذ الحرارة العالية تلك لأجزاء العظم الداخلية. ولا تُوجد أي إصابات بأنفلونزا الطيور نتيجة أكل لحوم الدواجن المطبوخة بهذه الصفة التامة. الإشكالية ليست في الأكل، بل في إعداد أطباق الدواجن بدءا من الذبح، نتيجة لملامسة أجزاء لحمها أو عظمها أو دمها سواء الطازج منها أو المُجمد. وهذا ما يجب التنبه إليه بدقة. لذا يجب غسل اليدين بالماء والصابون جديداً بعد الفراغ من ملامسة أجزاء الدواجن عموماً.

البيض يُمكن أن يحمل الفيروس في كل أجزائه، أي في كل من القشرة الخارجة الصلبة أو الأجزاء السائلة الداخلية فيه. ولذا يجب طهي البيض جيداً، أي تعريض كل أجزائه السائلة لحرارة 70 مئوية علي أقل تقدير.

* صكك الركبة والطفل > ابنتي عمرها ثلاث سنوات. لديها تباعد بين القدمين عند الوقوف. الطبيب لا يرى ضرورة القلق من هذا. ما تنصح به وهل تحتاج إلي عملية؟

نعيمة عزيز ـ مراكش.

ـ ما قاله طبيبك ربما هو الصواب. الزيادة في المسافة بين القدمين عند وقوف الطفل بشكل تلتصق فيه الركبتان بعضهما ببعض يُعرف بحال صكك الركبة. والصكك درجات متفاوتة، لكن الإحصائيات تشير إلي أن حوالي 75% من الأطفال في سن ما بين الثانية والثالثة من العمر لديهم درجة من هذا الصكك. واثر هذا الأمر في البداية ربما صعوبة في المشي، أو المشي بطريقة غير معتادة، وقد يستمر الأمر حتى سن السادسة. وعادة ما يقوم الجسم ذاته بتعديل الوضع دون الحاجة إلي أي تدخل طبي، اللهم إلا المتابعة من آن لآخر. القلق من الأمر لا داعي له طالما لم يجد الطبيب سبباً مرضياً لظهور الحالة. والسبب المرضي تحديداً هو وجود نقص في فيتامين دي أو الكالسيوم اللازمين لنمو العظم بشكل سليم.

لم يتضح لي من سؤالك درجة صكك الركبة لدى طفلتك. لكن بشكل عام فإن التدخل الطبي، والجراحي تحديداً، لا يُنصح به إلا في حالات معينة ووفق تقويم الطب المشرف علي المعالجة. وذلك مثل أن تكون المسافة بعيدة جداً بين كاحلي القدم بمقدار يفوق 10 سم، أو أن مشي الطفل غير معتدل البتة ويُسبب ألماً له، أو أن ركبة غير معتدلة والأخرى سليمة، أو أن الأمر يستمر لدى الطفل إلي مرحلة المراهقة.

* البكتيريا الصديقة في الألبان >أعاني من القولون العصبي، وعمري 38 سنة، هل تناول اللبن المعزز بالبكتيريا يُخفف من معاناتي. علماً بأن وزني طبيعي؟

أماني وحيد ـ جدة.

ـ معظم المنتجات الغذائية، وخاصة مشتقات الألبان، المحتوية علي البكتيريا الصديقة تحمل فيها سلالات معينة من البكتيريا الشبيهة بتلك الموجودة في لبن الزبادي العادي. وأجسامنا الطبيعية تحتوي عدداً هائلاً من البكتيريا الصديقة المختلفة الأنواع. وهي التي تعمل على مساعدة الجسم في جوانب صحية شتى، مثل إنتاج بعض الفيتامينات ومحاربة تكاثر أنواع البكتيريا أو الفطريات الضارة أو مساعدة أجزاء الجسم على سهولة أداء وظائفها أو التخفيف من حدة تفاعل جهاز المناعة والتسبب بحالات الحساسية وغيرها من الفوائد. وهذا هو سبب اعتقاد كثير من الأطباء اليوم بأن من المفيد تناول مشتقات الألبان أو غيرها المحتوية علي تلك الأنواع من البكتيريا. ولذا فإن الإخلال بنظامها، خاصة عند الإكثار بلا داع من تناول المضادات الحيوية أو عند عدم تناول الألياف النباتية التي تقتات تلك البكتيريا الصديقة عليها، قد يحرم الجسم من نعمة وجودها وفوائدها. والدراسات التي نظرت في شأن القولون على وجه الخصوص وجدت أن تناول البكتيريا البسيطة المتوفرة في لبن الزبادي العادي، يُساعد علي حفظ توازن تواجد البكتيريا الصديقة والطبيعية في القولون، ويُخفف من حالات الحساسية للحليب، وتسهيل الهضم والإخراج، وتقليل تكوين الغازات وغير ذلك من الفوائد. لكن الفوائد تلك كلها تظل مُحتملة، لأن التعامل الطبي المعتمد حتى اليوم، وفق نتائج الدراسات الطبية في هذا الأمر، مع القولون العصبي ليس بالدرجة الأولى عبر تناول المنتجات المحتوية علي البكتيريا. لكن المهم حتى اليوم هو أن الحديث العلمي عن مضارها غير قوي، ولا يُذكر. لذا فإن للإنسان أن يُحاول الاستفادة منها في حالات القولون العصبي، لكن عليه أن لا يُعول عليها كثيراً ولا يُسرف في ذلك، خاصة من قبل منْ يُعانون بالأصل من حساسية للحليب أو عدم تقبل الأمعاء للإكثار من تناول الحليب أو مشتقات الألبان.