السيليوليت المائي.. الهاجس الأكبر في قوام المرأة

يحدث بسبب التهاب في الأنسجة الخلوية في منطقة الفخذين والوركين والمؤخرة

TT

الهاجس الأكبر لكل امرأة هو قوامها وكيفية العناية والحفاظ على تناسقه، ومن الأسباب التى تشوه قوام المرأة وتناسق الجسم والمظهر الخارجى ظهور السيليوليت المائي، وهو عبارة عن التهاب في الأنسجة الخلوية في الجسم ويطلق عليه المائي، لما فيه من تجمع الكميات الزائدة من السوائل(الماء) في أجزاء معينة من الجسم، كمنطقة الفخذين والوركين والمؤخرة وأسفل البطن والمنطقة الخلفية العليا من الرقبة، مما يؤدي الى ظهور البدانة لما يسببه من انتفاخ في هذه المناطق التي بالتالى تؤدي الى عدم تناسق الجسم. ويصيب هذا النوع من السمنة النساء، ونادر جدا ما يصيب الرجال.

بعد أن تتركز الكميات الزائدة من السوائل تحت الجلد تظهر على صورة تكتلات، تتفتح مسامات الجلد بصورة واضحة ويصبح كقشرة البرتقال. وعند الحركة كالسير أو الهرولة تشعر المرأة باهتزازات تحت الجلد، وكأن هناك شيئا ما منفصلا عن الجسم، كالهلام أو الجيلي، مكدسا تحت الجلد يهتز لوحده، وما هذا إلا كميات الماء المتراكمة تحت الجلد.

وهنالك فرق كبير بين السيليوليت والسمنة أو البدانة الناتجة عن تكدس الدهون والشحوم في جميع أجزاء الجسم، الناتجة عن الشراهة للطعام وعدم ممارسة أي من النشاطات البدنية.

ويظهر السيليوليت لدى المرأة دون الرجل، لأسباب عديدة أهمها التكوين الفسيولوجى الطبيعي للمرأة المختلف عن تكوين الرجل، من حيث الهرمونات الأنثوية، كالأستروجين والبروجستيرون، التى لا يفرزهما جسم الرجل، والتي تؤثر على خلايا جسم المرأة الى حد بعيد، من عضلات وأنسجة خلوية وتوزيع الدهون في الجسم، وهذا لا يحدث لجسم الرجل، كما أن حركة الدورة الدموية والليمفاوية لدى المرأة تختلف عنها لدى الرجل، وهذا يفسر أيضا سبب إصابة المرأة بدوالي الساقين والرجلين وظهور مرض البواسير بصورة أكبر من الرجل، ولا ننسى التغيرات الهرمونية والنفسية والفسيولوجية الشهرية وخلال شهور الحمل وفترات الولادة، ومما لا شك فيه أيضا أن حركة المرأة وجهدها أقل بكثير من الرجل، وهي أكثر شراهة لتناول الطعام منه، وكلها مسببات يمكن التعامل معها للوقاية من ظهور السيليوليت.

* معالجة الاحتقان لقد ظهرت في الآونة الأخيرة طرق كثيرة لمعالجة هذا الاحتقان المائي، وتهافتت المجلات والمحلات على عرض آخر صيحات الكريمات والأدوية لمعالجة ظاهرة السيليوليت وتفننت مصحات العناية بالجمال بعرض طرقها للتخلص من هذه المشكلة. ولكن يبقى السؤال هل كل ما يعلن عنه جدير بالثقة؟

* التغذية: إن الغذاء الصحي من شأنه المحافظة على الجسم ووقايته من السمنة، وفي إتباع حمية غذائية قليلة الدهون (low fat diet) المحافظة على الوزن وشكل الجسم وتناسقه.

* حمامات الساونا: إن الاعتقاد السائد بأن الدخول الى حمامات الساونا ذات الحرارة الشديدة والجلوس فيها لفترات زمنية محددة، من شأنه إذابة الشحوم وإنقاص الوزن بصورة سريعة، ما هو إلا ضرب من الخيال، فالساونا تساعد الجسم على إفراز العرق من الجسم بصورة كبيرة فيتخلص الجسم من بعض السموم مع إفراز العرق، الذي تستعيض عنه المرأة بتناول كميات من الماء والسوائل موازية لما خسره الجسم.

*التدليك: يجب أن يتم تحت إشراف طبي، ويعمل التدليك على تسريع الدورة الدموية وتنشيطها، خاصة إذا ما كان عنيفا وقويا، مما يساعد على التخلص من التجمع المائي تحت الجلد.

* الرياضة: أفضل علاج للسمنة بكل أنواعها هو ممارسة الرياضة المتزنة كرياضة الإيروبيك، التي تحرك كل عضلة من عضلات الجسم، والسباحة لما فيها من حركة شاملة لكل الجسم، التي من شأنها تنشيط الدورة الليمفاوية والدموية وحرق السعرات الحرارية وتزيل الشحوم الزائدة، كما تقوي عضلات البطن والردفين والظهر، ومن المهم للمرأة اعتماد الحركة الدائمة خلال اليوم، التي من شأنها تنشيط الدورة الليمفاوية وحرق السعرات الحرارية، مما يساعد على التخلص من السمنة والمحافظة على الرشاقة.

* الحقن: إن حقن الأنسجة الخلوية ببعض المواد الطبية لتجفيف الاحتقان المائي وإزالته لم تعط النتائج المرجوة، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة حقن الميزوثيربي (وهي عبارة عن خليط من الفيتامينات مع بعض المواد الأخرى)، التي تحقن تحت الجلد لنفس الغرض، ولكنها لم تعط النتائج المرجوة، فقد تشعر السيدة أن تلك التكدسات المائية قد أزيلت بفعل المادة المحقونة، لكنها لا تلبث أن تعود وتتراكم بعد زوال تأثير تلك الفيتامينات، خلال فترة أقصاها أسبوعان.

* شفط الدهون: إن عملية شفط الدهون من تحت الجلد لم تثبت فعاليتها في إزالة السيليوليت بل العكس صحيح، إذ قد تزيد مثل هذه العمليات من ظهور التعرجات على سطح الجلد فيعود كقشر البرتقال بصورة أوضح.

* الأدوية والمكملات الغذائية: كثرت في الآونة الاخيرة الدعايات والإعلانات عن الأدوية والمكملات الغذائية، التي تسرع من عملية الأيض، وتحرق الدهون، وتذيب السيليوليت، أي ثلاثية المفعول، إن مثل هذه الأدوية لم تطرح في الأسواق كأدوية طبية، بل كمكملات غذائية ولم تخضع للبحث الطبي لمعرفة مدى فعاليتها عن طريق إدارة الغذاء والدواء الأميركية،ولم يأت ذكر أي من هذه المواد بأن لها فائدة تذكر في جميع الأبحاث التي نشرت عن علاج السيليوليت.