متابعة العصر والأحداث سر النجاح في الاستمتاع بالتقدم في العمر

المعمرون على اتصال وثيق بالتكنولوجيا

TT

نصائح مجموعة من المعمرين حول كيفية الاستمتاع بالتقدم في العمر وبلوغ المائة عام، شددت على جدوى متابعة حياة العصر والإطلاع على منتجاته والاتصال بمجريات أحداثه. ووردت النصائح تلك ضمن أسئلة تم توجيهها إلي مجموعة منهم حول سر بقائهم واستمتاعهم بالعمر. ومن ضمن أعلى قائمة محتويات تلك الأسرار في البقاء التي أجمع الكثير منهم عليها، كان ارتفاع الروح المعنوية للنفس وتناول الوجبات الصحية والامتناع عن التدخين والبحث عن أسباب السعادة. وأجرى الباحثون دراستهم على مائة شخص ممن تجاوزوا عمر 99 سنة. وقال الدكتور جون ماش،الباحث الرئيس في الدراسة الحديثة، كان هؤلاء المعمرون أكثر بذلاً للانتباه إلى كل من التقدم التكنولوجي وإلى مجريات الأحداث اليومية في العالم.

وأضاف إن الأمر كله متعلق بكيفية نجاحهم في بلوغ التقدم في العمر، ومحاولة فهم ما هو السر والمحرك الدافع لوصولهم إلي ذلك. ولاحظ الدكتور ماش إنه بالرغم من توقعه عدم اطلاع أو استخدام هؤلاء المعمرين للتكنولوجيا الحديثة مقارنة بمتوسطي العمر من الشباب، إلا أن ما أثار استغرابه هو حقيقة اطلاعهم على الجديد فيها واستخدامهم إياها بصفة تفوق ما توقعه منهم.

التمتع بالحياة وعلى سبيل المثال، فإنه لاحظ أن أكثر من 30% من هؤلاء المعمرين الذين بلغوا سن مائة سنة، يُتابعون برامج الواقع الحقيقي التلفزيونية. ويهتمون بالتوقعات لاتجاهات مجريات أحداثها المحتملة. كما لاحظ أن 24% منهم لا زالوا يتابعون شراء الجديد من أقراص الليزر المدمجة للأفلام وللأغاني الحديثة. وأن 15% منهم يُمارسون ألعاب الفيديو بكل إقبال. وأن 6 % منهم من متابعي تصفح شبكات الإنترنت، و4% منهم يستمعون إلي الموسيقي من خلال جهاو «آي بود» شخصي لهم! ما عقب به الدكتور ماش على هذه الأنشطة التي يُمارسها أعضاء نادي المعمرين هو قوله إننا نعلم حقيقة أن التفاعل الاجتماعي يُحدث فرقاً بالغاً في حياة الإنسان على مر أوقات العمر، ولذا فإن الإبقاء على التواصل الاجتماعي، والتفاعل من خلاله، مثل الإيميل، وتغطية أحداث العالم من خلال الإنترنت، وشاشات التلفزيون، كلها تُسهم في نشوء وتكوين محصلة من العيش الاجتماعي والتفاعل مع أحداثه. وهو ما نعلم أيضاً أنه سبب في نجاح بلوغ مراحل العمر المتقدمة والاستمتاع بذلك. كما وجد الباحثون أن نيل خدمات رعاية طبية جيدة، وأخذ لقاحات الأمراض، وشرب الماء النقي، كلها عوامل ترفع من احتمالات بلوغ عمر مائة عام.

والواقع أن الالتفات إلى جوانب شتى في حياة المعمرين أخذ في الزيادة داخل الوسط الطبي. لأنها إحدى الشرائح الاجتماعية الأخذة في التكاثر في المجتمعات الغربية، والشرقية المتقدمة. ووفق إحصائيات الهيئات الطبية في الولايات المتحدة وحدها فإن أكثر من 80 ألف شخص بلغوا عمر مائة عام أو أكثر، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 580 ألفا بحلول عام 2040.

الإيمان العقائدي كان أمراً أخر لاحظه الباحثون من نتائج دراستهم. وحينما سُئل هؤلاء المعمرون عن أكثر الشخصيات التي هم معجبون بها أو يُقدرونها، فإن 34% منهم قالوا بأنه القسيس أو الحاخام أو المبشر الديني.

ومعظمهم ذكر بأنه إما يعيش وحيداً أو مع شريك حياته. والطريف هو قول 34% منهم إنه يُفضل لو أن لديه ذاكرة قوية، ومستعد للتضحية بتقبل تحمل آلام في المفاصل أو غيرها في سبيل الحصول على قدرات ذاكرة أفضل. والمهم أن غالبيتهم لم يُدخنوا قط في حياتهم، وممن سبق وأن دخن منهم، نجح 21% في الإقلاع عن هذه العادة. واللطيف هو قول 40% أنهم يأكلون اليوم أطعمة أفضل من تلك التي كانوا يتناولونها في السابق، أي قبل خمسين سنة. وضمن أفضل الإنجازات الصحية الطبية التي استفادوا منها، كانت عمليات القلب لمعالجة أمراض الشرايين وأجهزة تنظيم ضربات القلب ونجاح معالجة السرطان على رأس القائمة.