أستشارات طبية

TT

* مريض فشل القلب > زوجي أصيب بنوبة قلبية أدت إلى ضعف شديد في عضلة القلب. ماذا يُمكنني فعله لمساعدته؟

ريم .ع ـ الرياض - هذا ملخص رسالتك. ومن المفهوم بكل واقعية تلك الأحوال الصعبة التي تواجهينها في العناية به ومساعدته والتي ذكرت جانباً منها في رسالتك. والتقارير التي أرفقتها برسالتك تدل على أن القليل بوسع الأطباء فعله بالجراحة أو القسطرة في إصلاح التلف الذي طال قوة القلب لدى زوجك. لكن لا يزال بالإمكان فعل الكثير للتخفيف من معاناته وللحيلولة دون انتكاس حالته، وأيضاً لإعطاء فرصة زمنية للأدوية التي يتناولها في تحسين قوة القلب بالتدرج.

ما يطلبه الأطباء من مرضى هبوط قوة القلب، أو ضعفه عن معدلات قدراته الطبيعية، هو إجراء تغيرات شتى في سلوكيات نمط الحياة التي تعود عليها الإنسان، والتي هي مسؤولة عن جانب كبير من الضرر الذي حصل للقلب. ولذا يطلبون منه الأكل بطريقة مختلفة عن المعتاد وأقرب إلى النمط الصحي فيه. كما يطلبون منه تناول أدوية معينة في أوقات محددة، ويطلبون كذلك تقليل التعرض لأي مسببات للتوتر النفسي أو للاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية المُؤثرة بشكل سلبي على صحة القلب والتي أيضاً ثمة كثير من الدواعي للتعرض لها، وخاصة عند العلم بأن أهم ما في جسم الإنسان، وما تتوقف سلامة حياته عليه، هو القلب. كما يطلبون مداومة مراجعة الأطباء للتأكد من جوانب شتى في حالة القلب الصحية وطرق معالجته المطلوب من المريض اتباعها.

هذه الأمور الأساسية، وغير القابلة للتهاون في اتباعها، لا يُمكن للمريض بذاته وبلا معونة ممن يعيشون معه، أن ينجح في القيام بها. ولذا فإن دورك في مساعدة زوجك على التعامل السليم مع ما هو فيه ويمر به، وفي بلوغ الأطباء مرحلة النجاح في معالجته، هو أساسي ولا غنى عنه.

التغيير نحو السلوكيات السليمة يستغرق وقتاً وجهداً، لأنه يتطلب التخلي عن كثير مما تعود الإنسان عليه ويتطلب إتباع الكثير مما لا يرغب المرء فيه، خاصة عند البدء بذلك في سن متقدم. وهنا عليك أن تكوني متفهمة أولاً وصبورة ثانياً وقادرة علي مساعدته بكل دأب ثالثاً. المهم ألا تتهاوني أنت أو تضعفي. ومهما بدا عليه من عدم القدرة على العناية بكل من جوانب شتى فعليك تفهم أسباب ذلك، وعدم محاسبته، بل دعمه وتقبل كل ما هو عليه من أمور لا ذنب له فيها. لأن المهم هنا تجاوز الأزمة التي يمر بها. ومما عليك مساعدة زوجك فيه هو إنصاته إلي حديث أطبائه إليه، وتفاعله الإيجابي معهم وتفهمه لما يُريدون الوصول إليه ولكيفية معالجتهم إياه ووسائل ذلك، سواء عبر سلوكيات نمط الحياة في التغذية والجهد البدني، أو في الأدوية أو المتابعة أو الفحوصات أو حتى الإجراءات الجراحية العلاجية أو غيرها، بمعنى أن يكون دورك الأساس هو العمل مع الطاقم الطبي في مساعدته على حسن التواصل والفهم والتعاون والمتابعة للمعالجة ووسائلها. وهذا كله سواء كان في المستشفى أو المنزل.

والواقع أن قليلين منا يُدركون مدى حاجة المرضى إلي منْ يُساعدهم ويشد من أزرهم في التواصل مع الأطباء وتقبل الأخبار السارة أو المزعجة منهم، وتفهم دواعي وسائل المعالجة وكيفية النجاح فيه.

لكن، هناك أمران عليك إدراكهما، الأول أن تُشركي غيرك من أفراد الأسرة في تحمل مسؤولية مريضك، والثاني أن لا تكوني سبباً في اعتماده الكلي عليك في انجاز كل شيء دون مشاركة فاعلة منه.

* إفرازات الحلمة > عمري في الأربعينات، ولدي إفرازات ذات لون أصفر إلى أخضر من حلمة الثدي. أخشى أن تكون علامة على السرطان. هل هذا صحيح؟

نجوى سامح ـ مصر - الثدي بالأصل غدة، قد تخرج الإفرازات منها عبر الحلمة. وكل حلمة تحتوي حوالي عشرة فتحات دقيقة لخروج الحليب الذي قد يتكون في الثدي، أو أي إفرازات أخرى. وقد تخرج الإفرازات من حلمة الثدي بشكل تلقائي أو نتيجة لعصر الحلمة نفسها أو الثدي نفسه. وقد يتراوح لونها بين لون الحليب أو الأصفر أو الأخضر أو حتى البني أو الممزوج بشيء من الدم. وهيئة الإفرازات قد تكون سائلة رقيقة كالماء أو لزجة ثخينة، وهو ما تتزايد احتمالات حصوله بالتقدم في العمر أو بتكرار الحمل. لكن الأصل أن حصول ذلك ليس بالضرورة ذلك علامة علي وجود أورام سرطانية فيه، بل ربما لأسباب أخرى قد تحتاج معالجة أو لا تحتاج أي شيء.

ولذا فإن ما يسأل الطبيب عنه عند الشكوى من إفرازات الحلمة هو محاولة معرفة لون الإفرازات وكميتها وهل حصلت من كلا الثديين، وهل خرجت من فتحة واحدة في الحلمة أو من عدة أماكن فيها، وما الذي تسبب في ظهورها، وهل ثمة أعراض مصاحبة لذلك مثل ارتفاع الحرارة أو احمرار في الثدي أو الحلمة أو أي اضطرابات أخرى في الجسم، وهل المرأة تتناول أية أدوية أو تعرضت لأي إصابات في الصدر، وغير ذلك.

وعليه، فالإفرازات من الحلمة قد تكون حالة طبيعية عابرة تزول بذاتها نتيجة لتغيرات طبيعية في الثدي. وكل ما هو مطلوب هو عدم القلق وعدم إثارة الحلمة بتكرار التأكد من وجود الإفرازات فيها. كما أن حالات إفراز الحليب أو السوائل من الثدي نتيجة اضطرابات هرمونية أو إصابات أو التهابات ميكروبية تتطلب معالجتها بشكل مخصوص ولا علاقة لها بشكل مباشر باحتمالات الأورام. وعند النساء ما بين سن الأربعين والخمسين، قد تكون اضطرابات في قنوات الحليب داخل الثدي هي السبب. ما قد تُؤدي إلي التهابات بإفرازات متفاوتة اللون والهيئة. وتختلف معالجتها وفق ما يراه الطبيب ما بين الوسائل البسيطة وتناول الأدوية وبين الإصلاح الجراحي البسيط. مع التأكد من خلو الثدي من أي أمراض أبعد من ذلك.

لكن المهم هو إدراك أمرين. الأول، أن إفرازات الحلمة ليست علامة أساسية علي وجود الأورام في الثدي، إذْ قد تكون مصاحبة لذلك أو لا تكون. والثاني، أن مراجعة الطبيب والاهتمام بذلك هي الأساس في متابعة حالات إفرازات الثدي.