بين الصواب والخطأ

TT

* علاج الناسور باستئصاله جراحيا > من الأخطاء الشائعة أن يظل المصاب بخراج، شخصه الطبيب على أنه ناسور، ممتنعاً عن إجراء العملية الجراحية لاستئصال هذا الناسور ويتحمل مقابل ذلك الألم والافرازات المزعجة لشهور أو سنين إلى أن يضطر في لحظة من مراحل المرض الشديدة للقبول بإجراء العملية.

إن الناسور قناة غير طبيعية ذات فتحتين، تطل الداخلية منهما على تجويف داخلي كالمستقيم وتطل الخارجية منهما على تجويف آخر كناسور المستقيم والمهبل أو على سطح الجلد كالناسور الشرجي، وهو أكثرها شيوعاً وإزعاجاً. قد يكون الناسور الشرجي بسيطا أو مركباً، وقد يكون سطحيا تحت الجلد أو عميقا بين العضلات، قد تكون له فتحة واحدة أو عدة فتحات، وقد يكون حاداً وقد يكون مزمناً. وفي الحقيقة، يعتبر الناسور الشرجي المرحلة المزمنة للخراج الشرجي واحد مضاعفاته، حيث يبدأ بالتهاب بسيط ثم يتقيح ويصبح مصدراً للألم الشديد وارتفاع درجة الحرارة، وتورم المنطقة المحيطة بالشرج، ويمكن جسه بالإصبع من خلال الشرج. ويجب شقه جراحيا سريعاً، وإلاّ تسرب ودفع طريقه إلى داخل الشرج، أو إلى الجلد المحيط به، وتحول إلى ناسور لا يمكن علاجه دوائيا، بل يتطلب تدخلاً جراحياً. يتم التأكد من التشخيص بعمل الفحص الإكلينيكي (السريري)، ثم الفحص الخارجي للشرج وما حوله، لمعرفة موضع الفتحات الخارجية وعددها، بالفحص الداخلي، باستخدام المنظار الشرجي. ويبدأ علاج الناسور الشرجي بالعلاج الدوائي وهو عبارة عن مراهم موضعية من المضادات الحيوية، للقضاء على التهاب الناسور. أما إذا تحول التهاب الناسور إلى خراج شرجي، فيجب فتحه جراحياً. وبصفة عامة فإن كل مريض عنده ناسور شرجي يحتاج لعملية جراحية لاستئصاله، متضمناً استئصال الفتحة الخارجية والداخلية له مع كامل المجرى الناسوري. وعليه فلا داعي للمماطلة في البدء بالعلاج المثالي لهذه الحالة المرضية الجراحية، التي تنتهي بسبب الإهمال وتأخير العلاج بناسور مزعج جداً ومؤلم ألماً لا ينتهي إلا بالحل الجراحي مهما طال الزمن.

* لون الشعر يعتمد على نشاط خلايا الميلانوسايت > من الأخطاء الشائعة والسائدة عند الكثيرين أن نزع الشعرة البيضاء من أي جزء من الجسم سوف يؤدي لأن تنبت مكانها العشرات بل المئات من الشعر الأبيض، وأن ذلك يساعد على تساقط وفقدان الشعر. إنه خطأ سائد وليس له أي أساس من الصحة. ولكل شعرة مجموعة خاصة بها من خلايا الألوان التي تسمى «ميلانوسايت» وهي التي تعطى للشعر والجلد اللون المميز لهما. وإذا توقف نشاط هذه الخلايا عن العمل توقف انتاج لون الشعر سواء كان أسوداً أو غير ذلك وأصبح لونه أبيضاً. والشعرة البيضاء لا تعدي جاراتها، والتي تنزع تنبت مكانها أخرى من نفس اللون.

أما عن تساقط الشعر وفقدانه، فجميعنا يفقد من الشعر ما معدله 100 شعرة فى اليوم، وقد يحدث زيادة في هذا العدد المتساقط نتيجة ضعف فى إفرازات هرمونات الغدة الدرقية أو بسبب سوء التغذية ونقص بعض الفيتامينات والمعادن كالسلنيوم أو لوجود حالة فقر دم شديد وتكون واضحة من تحاليل صورة الدم. وقد يحدث عند السيدات فقدان مؤقت لشعر الرأس بسبب الحمل أو التعرض لأمراض شديدة مجهدة. إن الغذاء الجيد يؤدي إلى شعر جيد، والغذاء المتكامل في عناصره يفيد الشعر كثيراً، وعناصره المغذية ومحتواه من الفيتامينات الضرورية تصل عبر الدورة الدموية إلى فروة الرأس لتغذي بصيلات الشعر وتنشط خلايا التلوين الميلانوسايت.