ارتفاع كبير في الإصابات بالنوع الثاني من السكري بين الأطفال

أمراض البالغين تظهر على الأطفال بسبب السمنة

TT

خلافاً لما هو معهود حتى فترات قريبة، انتشرت حالات الإصابة بالنوع الثاني من السكري بين الأطفال في الولايات المتحدة، وزادت حالات دخولهم إلي المستشفيات لتلقي المعالجة بنسبة 200%. ويعزو الأطباء انتشار هذا النوع، الذي عادة ما يُصيب البالغين، بين الأطفال إلي انتشار السِّمنة بينهم بصفة وبائية وارتفاعها بمعدلات عالية، وهو ما يُضاف إلى علامات التحذير المتنامية من مخاطر انتشار السمنة وزيادة الوزن بين الأطفال.

والنوع الثاني من السكري، يُسمى عادة نوع «سكري البالغين» لأن من النادر إصابة الأطفال به. وغالباً ما يتم تشخيص الإصابة به بين ذوي الوزن الزائد أو البدينين من البالغين. ولو تُرك دونما معالجة له ولمُضاعفاته المُحتملة، لأدى إلى إصابات بأمراض شرايين القلب والدماغ، والعمى نتيجة تلف شبكية العينين، والفشل الكلوي، وتلف الأعصاب.

* إصابات متزايدة ما لاحظه الباحثون من كلية الطب بجامعة نيويورك أن ثمة ارتفاعاً في نسبة الإصابات به بين الأطفال فيما بين عامي 1997 و2003، على مستوى كافة أرجاء الولايات المتحدة.

والمهم في الموضوع، وإن كانت الدراسة تمت في الولايات المتحدة التي يرى البعض أن نتائج الدراسات فيها لا تعكس ما يجري في مناطق أخرى من العالم، هو أن من الباحثين من علق على هذه النتائج بأنها ليست دليلاً فقط على مجرد إحصاء ارتفاع انتشار هذا النوع من السكري بين الأطفال، بل هي مؤشر على أن الأطباء أيضاً بدأوا يُدركون أن ثمة احتمالات لأن يكون هذا المرض منتشراً بين الأطفال، مما دعاهم إلى توقع احتمال أن يكون الأطفال مُصابين به. ومن ثم زاد إقدام الأطباء على طلب الفحوص التي قد تُفيد في تشخيص إصاباتهم به.

بمعنى آخر، أن العادة جرت على الظن بأن النوع الثاني للسكري من غير الممكن أن يُصاب الأطفال به، ما أدى إلي إهمال بحث الأطباء عن الإصابات به بين الأطفال، لكن مع زيادة تنبههم إلي إمكانية حصوله بين الأطفال، تبين ذلك الارتفاع الصاروخي في انتشار الإصابات به بين الأطفال.

* تحديد مفهوم السكري أهمية هذه النقطة هو أن على الأطباء في المجتمعات الأخرى عدم الوقوع في نفس الخطأ بافتراض عدم احتمال إصابة الأطفال بالنوع الثاني من السكري، بل افتراض إمكانية ذلك، وإجراء الفحوص للأطفال عند الشك باحتمال إصابتهم به.

وقال الدكتور ديفيد كاتز، مدير مركز أبحاث الطب الوقائي في جامعة يل المشارك في الدراسة، ان الارتفاع السريع في سمنة الأطفال شيء معلوم، لكن الارتفاع في إصابات الأطفال بالنوع الثاني من السكري هو شيء غير معهود في الجيل السابق، بل حتى وقت قريب كان يُطلق على النوع الثاني من السكري بسكري البالغين. وقال إن الانتشار الوبائي لسِمنة الأطفال أدى إلى انتشار أحد أمراض البالغين المزمنة بين فئات الأطفال.

لاحظ الباحثون في دراستهم التي تم تقديمها حديثا ضمن فعاليات اللقاء السنوي لمجاميع أكاديميات طب الأطفال الذي عُقد آنذاك في تورونتو بكندا، أن نسبة الزيادة في عدد حالات دخول المستشفيات بين الأطفال المُصابين بالنوع الأول من السكري فيما بين عامي 1997 و2003 كان 15%، بينما دخول المستشفيات، في نفس المدة الزمنية، بسبب مرض السكري من النوع الثاني بين الأطفال، بلغت نسبة الزيادة فيه 200%، بل حتى بقاؤهم في المستشفيات كان لمدد زمنية أطول. وأن الأولاد كانوا أكثر إصابة بزيادة 3.1 ضعف مقارنة بالبنات، وأن الأطفال ما بين سن 9 إلى 12 سنة، كانوا الأعلى في الإصابات.

والأمر الحساس في الموضوع برمته، هو أن الإرشادات الطبية، وخاصة تلك الصادرة عن البرنامج القومي الأميركي للتثقيف بالكولسترول، تعتبر أن الإصابة بمرض السكري عامل خطورة مهم للإصابة بأمراض الشرايين القلبية.

وقال الدكتور كاتز كلاماً دقيقاً حينما اشار الى أنه ليس هناك سبب للاعتقاد بأن الأمر مختلف لدى الأطفال، لأنه إن كان من الممكن أن يُصاب الطفل الذي عمره ما بين 7 إلى 8 سنوات بنوع السكري للبالغين، فمن المتوقع أن يبدأ من هم مُصابون به في تلك الأعمار الصغيرة أن يُعانوا من أمراض الشرايين القلبية عند بلوغهم سن ما بين 17 و 18 سنة. وهناك العديد من الحالات التي اُجريت فيها جراحات التخطي لترقيع ثلاثة شرايين تاجية لمراهقين.