أستشارات طبية

TT

* الزبيب وأسنان الأطفال > لا أعلم هل اسمح للأطفال بتناول الزبيب، أم أن ذلك دون فائدة ويتسبب بتسويس الأسنان لأنه يعلق بها؟ وهل من فائدة لزيت بذور العنب؟

ماجدة إبراهيم ـ جدة ـ نعم للأطفال تناول الزبيب، وهو لا يتسبب بتسويس الأسنان حتى لو علق بينها. مع ضرورة الاهتمام أصلا بتفريش الأطفال لأسنانهم لإزالة ما يعلق فيها من بقايا المأكولات. وبالرغم من أن الزبيب يلتصق بالأسنان ويحتوي على سكريات بنسب عالية، إلا أن تناوله ليس فقط لا يتسبب بتسويس الأسنان، بل هو أيضاً يحميها من ذلك التسويس! وهو ما تُؤكده الدراسات الطبية الحديثة، والتي صدر آخرها في عام 2005. وهناك تعليلان لذلك، الأول أن السكريات فيها أكثر من نوع فركتوز وغلوكوز، وهما أقل ضرراً بالأصل في التسبب بتسويس الأسنان مقارنة بسكر سكروز، الموجود في السكر المُستخدم في صنع الحلويات وتحلية القهوة أو الشاي. والتعليل الثاني هو وجود مواد كيميائية من نوع فايتو، تعمل على القضاء على بكتيريا تسويس الأسنان وبكتيريا التهابات اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان. والزبيب من المنتجات النباتية المفيدة جداً للأطفال وللكبار، بغض النظر عن كونه يحتوي على بذور العنب أم لا، أو عن الطريقة التي تم إنتاجه بها، أي بالتجفيف المباشر تحت أشعة الشمس أو بطرق أخرى، أو كون السكريات فيه متجانسة الليونة أو تحولت إلى بلورات نتيجة الخزن الطويل والجفاف. ذلك لأن القيمة الغذائية له عالية، حيث يحتوي كل 100 غرام منه، وفق ما تشير إليه نشرات وزارة الزراعة الأميركية، على حوالي 300 من السعرات الحرارية. وحوالي 80 غراما من السكريات، 30 غراما منها سكر الفواكه، سكر فراكتوز، و30 غراما أخرى سكر غلوكوز. ويحتوي أيضاً على 4 غرامات ألياف، و3 غرامات بروتينات، و5 غرامات من الدهون، و50 مليغراما من الكالسيوم، و1.9 مللي غرام من الحديد، و750 مليغراما من البوتاسيوم، و11 مليغراما من الصوديوم، وعلى مواد مضادة للأكسدة بنسب عالية. وهناك من يستخدم زيت بذور العنب لأغراض القلي أو الطبخ أو الخبز للحلويات أو لمرق السلطات، أو كإضافات لمستحضرات التجميل للبشرة أو الشعر. وكمية الزيت في تلك البذور بالأصل قليلة، لكنها تكتسب بعض الشعبية اليوم. نقطة احتراق الزيت هذا عالية، ولذا هو مناسب للقلي أو الطبخ لمن أراد ذلك وأحب نكهته القريبة من نكهة المكسرات المحمصة. ويحتوي الزيت هذا على مواد مضادة للأكسدة وفيتامين إي و سي و إيه. وغالب دهونه هي من نوع الدهون العديدة غير المشبعة، كزيت الذرة أو السمسم. وهناك من يقول بأن تناول حوالي 40 غراما منه يومياً لمدة ثلاثة أسابيع يُخفض نسبة الكولسترول الخفيف الضار بمقدار 7%، ويُخفض نسبة الكولسترول الكلي بمقدار 16%، ويرفع نسبة الكولسترول الثقيل الحميد بمقدار 13%. لكن هذه دراسة قديمة نُشرت عام 1993 في مجلة الكلية الأميركية للقلب. ولا أعلم أي دراسات أخرى، برغم بحثي، تحدثت عن نفس النتائج.

* خفض الكولسترول > لدي ارتفاع في الكولسترول، لكني لا أشكو من أي شيء. هل علي تناول العلاج أم الحمية تكفي؟ وهل علي تناول الثوم؟

الدكتور أحمد لطفي ـ القاهرة ـ هذا ملخص رسالتك التي تساءلت فيها عن ضرورة تناول الأدوية لخفض الكولسترول حال عدم الشكوى منه. الأصل المنطقي والواقعي من الشواهد الطبية أن ارتفاع الكولسترول يجب العمل على خفضه لإبقائه ضمن المعدلات الطبيعية بأي وسيلة. وأن أفضل الوسائل حتى اليوم هو تناول أحد أنواع حبوب خفض الكولسترول من نوع ستاتين، والتي وصف طبيبك لك منها دواء ليبتور. وأنه لا توجد غالباً أي أعراض لارتفاع الكولسترول تجعل من السهل اكتشاف وجود ذلك، سوى في أحيان نادرة قد تظهر كتل صفراء صغيرة على الجلد.

ارتفاع الكولسترول يعني أن ثمة وجود لكميات من الكولسترول التي لا يحتاجها الجسم والتي ما لم يتم التخلص منها فإنها ستذهب لتترسب داخل الشرايين، ما قد ينجم عنه ضيقها أو سددها. والعمل السليم هو خفض ذلك الارتفاع. ما يقوم الطبيب به هو إعطاء فرصة لمدة زمنية محدودة، لا تتجاوز ستة أسابيع في الغالب، لمعرفة تأثير التزام المرء بالحمية الغذائية وبممارسة الرياضة البدنية كوسيلتين من تعديلات سلوكيات نمط الحياة نحو الاتجاه الصحيح في خفض نسبة الكولسترول. أي العمل بهذا الترتيب من حيث الأهمية: أولا: تقليل تناول الدهون الحيوانية المشبعة في اللحوم أو مشتقات الألبان. ثانياً: قطع تناول الدهون المتحولة في الأطعمة السريعة، وبشكل تام لا تهاون فيه. ثالثاً: إحلال الدهون النباتية غير المشبعة كمصدر للدهون في الوجبات الغذائية. رابعاً: خفض كمية الكولسترول في الأطعمة إلي حد لا يتجاوز 300 مليغرام يومياً، خاصة الكولسترول في المنتجات الغذائية المحتوية علي الدهون المشبعة بصحبة الكولسترول مثل اللحوم ومشتقات الألبان، لأنها ترفع من امتصاص كولسترول الغذاء في الأمعاء. هذا بخلاف البيض والأسماك وغيرها من المأكولات البحرية المحتوية علي الكولسترول لكن بصحبة دهون غير مشبعة، وهو ما لا يرفع من امتصاص الأمعاء للكولسترول.

إن لم يُجد هذا كله في ضبط نسبة الكولسترول ضمن المعدلات الطبيعية، وليس مجرد الخفض، فإن تناول أحد أنواع أدوية ستاتين ضروري. أما الثوم، وباختصار شديد لأنني تحدثت عنه أكثر من مرة في ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط»، فلم يثبت حتى اليوم أي فائدة له في استمرارية خفض الكولسترول بطريقة تحمي الإنسان من الإصابة بأمراض الشرايين القلبية أو الدماغية البالغة الضرر. والتشديد الطبي اليوم، وفق ما تقوله الهيئات الطبية العالمية المعنية بصحة القلب وبشأن معالجة ارتفاع الكولسترول وبصراحة دون مجاملة هو عدم جدوى الثوم. وسبب التشديد في ذكر المعلومة هذه أن تداعيات ارتفاع الكولسترول، إذا ما لم يتم النجاح في خفض نسبته، لا مجال للهزل فيها. بل تطول سلامة حياة الإنسان. ولذا فإن المرء لا يلجأ في معالجته إلا بوسائل ثبت فائدتها، بخلاف ما لو كان الحديث عن وسائل معالجة غازات البطن أو نمو شعر الرأس أو جمال الأظافر، فهذه يُمكن للإنسان أن يُجرب ما شاء، مما لا ضرر مباشر منه، حتى لو قيل له تناول زعانف سمك القرش.

* «بيضة» على رأس الطفل > هل علي أن أقلق كأم حينما يظهر انتفاخ على رأس الطفل محل إصابة بضربة، وما علي فعله؟

أم أنس ـ تبوك ـ أفترض أن سؤالك لا علاقة له بإصابة حالية أو حصلت مع أحد الأطفال في الرأس نتج عنها ذلك التورم، لأن الأمر آنذاك يحتاج إلى سؤال طبيب يفحص الطفل بشكل مباشر، لو كان ثمة شك في تداعيات أو آثار الأمر. لكن بشكل عام، وكما تعلمين، فإن الأطفال عُرضة للإصابات في الرأس أثناء اللعب أو اللهو مع الأطفال الآخرين أو عن طريق الخطأ بالاصطدام بالأبواب أو الجدران أو الوقوع أو غير ذلك. جلدة الرأس تمر من خلالها أوعية دموية محملة بكميات غزيرة من الدم. وهي سهلة التهتك عند إصابات الحوادث المباشرة عليها. وهذا ما ينتج عنه خروج الدم منها إلي الأنسجة المحيطة في الجلد. وهو ما يبدو على هيئة انتفاخ، يُشبه البيضة أو الكرة الصغيرة، مكون من تجمع دموي. وما على الأم فعله حين بدء ظهور ذلك هو وضع الثلج، كي يُقلل من فرص خروج المزيد من الدم عبر الأوعية الدموية الصغيرة المتهتكة، ولكي أيضاً يُخفف من عملية الالتهاب الداخلي معها آنذاك. وهناك منْ يرى أن ضغطاً خفيفاً قد يُخفف من حجم الانتفاخ، دون الحاجة إلى الضغط الشديد جداً. ما عليك ملاحظته أن حجم الانتفاخ، أو ما يُسميه البعض بيضة، لا علاقة له بشكل مباشر بقوة الضربة التي وقعت علي الرأس وتسببت بالمشكلة، بمعنى أن الضربة قد تكون شديدة جداً دون ترك أثر بارز، وربما تكون الضربة أقل قوة بكثير لكنها تتسبب بحجم منظور وبارز من الانتفاخ.

ما على المرء أن يخشى منه هو أن تكون الضربة تلك قد أثرت على الأنسجة داخل الجمجمة كالدماغ أو العينين أو الأذن، أي بعبارة أخرى أن يحصل تهتك في أنسجة أي منها وأن يحصل نزيف داخلي. لو حصل الأمر وخشيت الأم أن ثمة قد يكون هناك شيء من ذلك، فعليها مراجعة الطبيب بشكل مستعجل دون تأخير. كما أن عليها فعل نفس الشيء لو شكا الطفل من صداع أو دوخة أو لُوحظ عليه عدم توازن في المشي، أو بدأ في القيء، أو علامات بدء فقدان الوعي أو فقده بالكلية. ومن المهم تنبه الأمهات إلي إتباع الأطفال وسائل السلامة أثناء اللعب وغيرها من وسائل الوقاية من إصابات الرأس عموماً سواء في المنزل أو خارجه.