التهاب الفقرات الروماتيزمي أكثر حدة لدى الرجال

رغم تساوي نسبة الإصابة به بين الجنسين

TT

يتعرض الإنسان بشكل خاص لآلام الظهر وتحديدا لألم أسفل الظهر لأنه الجزء من العمود الفقري الذي يحمل معظم وزن الجسم، ويمكن تفسير ذلك بحقيقة أن الإنسان يسير منتصبا فى حين أن عموده الفقري مصمم كي يتحرك فى الاتجاهات الأربعة.

هنالك أسباب كثيرة لألم الظهر المزمن غير زيادة الوزن وطريقة سير الإنسان، من أهمها التهاب الفقرات الرماتيزمي (ankylosing spondylitis)، والذي يصيب الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة عشرة والثالثة والخمسين عاما.

* التهاب الفقرات يصيب هذا الالتهاب أساسا الحوض وأسفل العمود الفقري، ويتسبب بالتهاب متفاقم مزمن للمفاصل والأربطة التي تسمح للعمود الفقري بالتحرك في الحالة الطبيعية. وقد تندمج بعض الفقرات مع بعضها البعض وتلتصق سوية مما يفقد العمود الفقري مرونته ويصبح متصلبا. كما قد يمتد هذا المرض ليشمل بعض المفاصل الأخرى كالركبتين والكاحلين أو الكتفين. وتتساوى نسبة الإصابة بهذا المرض بين الرجال والسيدات واليافعين منهم بشكل رئيسي، لكنه يتسم بالحدة لدى الرجال أكثر من النساء، واللائي يصبن عادة بأعراض خفيفة، الأمر الذي يزيد من صعوبة التشخيص لديهن. وتظهر بوادر أعراض المرض كألم فى منطقة الحوض والركبتين والعقبين وإصبعي القدمين الكبرى (ابهامي القدمين)، ثم يتبعه ألم وتيبس في الظهر. كما أن التعب والشعور بالحمى الخفيفة وفقدان الوزن من الأعراض المصاحبة لهذا النوع من الالتهاب.

يمكن أن يظهر التهاب الفقرات الروماتيزمي كألم متقطع يأتي على فترات مدى الحياة، أو قد يأخذ شكلا مزمنا حادا يهاجم العمود الفقري والمفاصل المحيطة به، ويتسبب في النهاية بتيبس حاد للمفصل والظهر وتشوه العمود الفقري وصعوبة شديدة في الحركة.

* اسباب وأعراض لا تزال أسباب هذا الالتهاب مجهولة حتى الآن، ولكن 90% من المصابين به يتقاسمون بصمة جينية معروفة (HLA-B27). وتظهر أعراض المرض في البداية في أواخر مرحلة المراهقة ثم تتطور بالتدريج على مدى أشهر وسنوات. وفي الحالات الحادة يبدأ العظم بالنمو بين عظام العمود الفقري الأمر الذي يؤدي الى التحام الفقرات مع بعضها البعض، مما يؤدي على المدى البعيد الى انعدام الحركة وتحدب الظهر.

غالبا ما يتأخر تشخيص المرض لأن أعراضه قد تعزى الى مشكلات أخرى أكثر انتشارا تصيب الظهر، ويعتبر فقدان المرونة المفاجئ والحاد في المنطقة القطنية من العمود الفقري علامة مبكرة على التهاب الفقرات الروماتيزمي.

من الأعراض المصاحبة للمرض، التهاب الأمعاء والحمى الخفيفة والشعور بالإرهاق والتعب المستمر مع فقدان الوزن، وفقر الدم والتهابات العين، وفي بعض الحالات الشديدة يصاب الصمام الأورطي بالتضيق.

من الممكن تأكيد التشخيص عن طريق عمل أشعة سينية لتصوير الحوض والعمود الفقري (الذي قد يظهر بالتحام فقراته كشكل عود من خشب البامبو)، كما تساعد بعض فحوصات الدم (esr,crp) التي عادة ما تكون مرتفعة، لمعرفة شدة الالتهاب، وفحص الدم للجين الآنف ذكره.

تتفاوت حدة المرض بشكل كبير من شخص الى آخر، لكن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يوفرا على المريض سنوات من المعاناة والإعاقة لدى الجميع.

ويتألف العلاج عادة من عقاقير لا ستيرودية مضادة للالتهاب والتي تساعد كثيرا في السيطرة والتخفيف من حدة الأعراض، وجلسات العلاج الطبيعي التي تساعد علي تقوية عضلات الظهر وتساعد في عدم تيبس العمود الفقري وتشوهه.

وقد يحتاج بعض المرضى الى تناول ابر الكورتيزون أو بعض العقاقير المضادة والمغيرة للمناعة كالميثوتريكسات، أو حتى الجراحة لاستبدال المفاصل التالفة. كما أن هناك وسائل تأهيلية تشمل طريقة النوم والنوم بشكل كاف، واتخاذ أوضاع مشي صحيحة، وتمرينات المد والإطالة اليومية عقب الحمام الساخن للمحافظة على مرونة العمود الفقري وتقوية عضلات الظهر، وممارسة تمارين الإيروبيك، والتنفس العميق مهمة للمساعدة على التمدد الطبيعي للصدر والحيلولة دون حدوث عدوى تنفسية خطيرة.

ومع توفر أفضل أنواع الرعاية والعلاج قد يعاني بعض المرضى من تيبس دائم في العمود الفقري، ومع ذلك قد يظل قابلا للحركة إذا أبقى التحام العمود الفقري منتصبا. ويعتبر التهاب الفقرات الروماتيزمي من الأمراض التي تلازم صاحبها مدى الحياة، والرعاية المستمرة هي أمر ضروري لتجنب الاصابة بعاهة دائمة وانعدام الحركة.