تعتبر وظيفة الثدي عند الرجال ثانوية، حيث وبعكس النساء، لا يفرز الثدي لدى الرجال الحليب ولا يفرز أي مواد أو هرمونات، ولا يعتبر عضوا فعالا في جسم الرجل.
لكن الثدي يتعرض، كما هو الحال مع النساء، إلى التضخم مسبباً إحراجاً كبيرا للرجل ينعكس على حالته النفسية فيمتنع عن السباحة أو ارتداء القميص الضيق. ويمكن أن يمتنع الرجل عن الزواج لشدة الحرج مما يؤدي إلي حالات من الانعزال والاكتئاب واضطرابات في الشخصية وعادة ما تزول هذه الأعراض النفسية فور زوال التضخم، وهو ما دفع العديد منهم للجوء إلي عيادات التجميل للتخلص من هذه المشكلة كليا.
يقول الدكتور ممدوح عبد العزيز عشي استشاري جراحة التجميل والحروق والحاصل على الدكتوراه من جامعة توبنجن بألمانيا أن 40-60% من الرجال يعانون من زيادة في حجم الثدي لعدة أسباب، وأن نسبة 10% منهم يصابون بتضخم في غدة الثدي. ويعتبر تضخم الثدي هذا أمراً طبيعياً أثناء البلوغ، لكن استمراره بعد سن الثمانية عشر أمر غير طبيعي ويجب إجراء فحوصات عدة لمعرفة أسبابه وعلاجه.
ويضيف د. العشي أن هذه الحالة تصيب عادة الثديين معا ومن الممكن أن تصيب ثديا واحدا فقط، لكن الأمر الأخير يستوجب اجراء فحوصات عاجلة للتأكد من عدم وجود ورم سرطاني.
* أسباب تضخم الثدي ـ تعتبر البدانة الزائدة السبب الرئيسي لزيادة حجم الثدي، حيث يؤدي تجمع الشحوم في منطقة الصدر إلى زيادة في حجم الثدي وعادة يزول التضخم بعد إنقاص الوزن، ويمكن أن يحدث ترهل في الجلد بعد ذلك كما تؤدي زيادة الوزن الي زيادة نسبة الاستروجين في الدم.
ـ زيادة اكل لحم الدجاج المعدل حيث تزيد فيه نسبة الهرمونات الأنثوية نتيجة لتغذية المنتجين للحيوانات بتلك الهرمونات، حيث تنتقل للرجل بعد الأكل مما يسبب زيادة في غدة الثدي لدى الرجال ويعتبر هذا من أهم أسباب انتشار تضخم الثدي لدى الرجال السعوديين خاصة حيث يعتبر أكل لحم الدجاج شائعا. ـ استعمال المخدرات (الحشيشة).
ـ فرط تعاطي الكحول، يمكن ان يؤدي الي اختلال بالتوازن بين هرموني التستوستيرون والأستروجين.
ـ استخدام الكورتيزون لأجل تضخيم العضلات لدى بعض رياضيي كمال الأجسام.
ـ اختلال في هرمونات الذكورة نتيجة أمراض في الغدد أو ضعف في الخصية.
ـ استخدام بعض الأدوية التي يمكن أن تسبب تضخم الثدي عند الرجل، كأدوية ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، ادوية الطب النفسي، عقاقير الإدمان، المضادات الحيوية، عقاقير علاج قرحة الاثنى عشر، وبعض العقاقير المضادة للسرطان.
ـ خلل في وظائف الكبد.
ـ تقدم السن، فمع التقدم تنخفض نسبة هرموني التستوستيرون في الدم مما يؤدي إلي تضخم الثدي.
* طرق العلاج يجب علي الشخص المصاب بتضخم الثدي مراجعة استشاري جراحة التجميل الذي سيقوم بعمل الفحص الطبي المطلوب ومحاولة معرفة سبب تضخم الثدي، ومن ثم اجراء بعض الفحوصات المخبرية والشعاعية للتأكد من سبب التضخم وتحديد نوع العلاج المناسب، ما إذا كان طبيا أو جراحيا. وقبل اللجوء الي الجراحة ينصح د. العشي هؤلاء المرضى بإنقاص الوزن، في حال وجود زيادة في الوزن، والتقليل من أكل الدجاج المعدل والمحتوي على هرمونات الاستروجين الانثوية.
وتشمل أنواع العلاج الجراحي:
أولا: شفط الشحوم: إذا كانت الدهون هي سبب التضخم، ويتم ذلك عن طريق فتحة واحدة صغيرة في كل ثدي، يتم من خلالها شفط الشحوم الزائدة.
وتتطلب العملية تقنية خاصة لحقن كمية كافية من السوائل في المنطقة قبل الشفط لمنع الكدمات والنزف والألم بعد العملية. ويقوم الجراح باستعمال أنبوب معدني رفيع، يتم ادخاله من خلال الثقب تحت الإبط، ويجري الشفط من خلاله. وامكن حديثا استخدام جهاز ليزر خاص، يتم إدخال أنبوب الليزر عن طريق فتحة صغيرة في الثدي، ويقوم الليزر بتكسير الخلايا الدهنية، ومن ثم يقوم الجسم خلال 6 أسابيع بالتخلص منها دون الحاجة لشفطها مما يساعد على تقلص الجلد وانكماشه تدريجيا مما يمنع ترهل الجلد.
ثانيا: استئصال الغدة: وتتم العملية عن طريق جرح صغير أعلى أو أسفل الحلمة، ويتم استئصال الغدد وإخراجها من الجسم عن طريق تلك الفتحة الصغيرة، ويتم إجراء الشفط مع استئصال الغدة في نفس العملية.
ثالثاً: شد الجلد: فى حالة ترهلات الثدي الكبيرة، وتتم العملية عن طريق استئصال أنسجة الثدي وكذلك الجلد الزائد ثم شد الجلد وخياطته. ويمكن إجراء الشد مع الشفط أو مع استئصال الغدة.
ويضيف د. العشي أن العملية تستغرق بين ساعة وساعتين حسب حجم الثدي.
* النقاهة والمضاعفات مرحلة ما بعد الجراحة:
* يجب على المريض ارتداء مشد طبي لمدة ثلاثة أسابيع لكي يساعد على تقلص الجلد وعودته إلى الوضع الطبيعي. وبإمكان المريض إزالة المشد الطبي قبل الاستحمام اليومي ثم يعود لارتدائه.
* تبقى هناك وذمة أو انتفاخ خفيف مكان الشفط لفترة شهر. خلال هذه الفترة بإمكان المريض مزاولة عمله العادي والمشي ولكن عليه تجنب حمل الأشياء الثقيلة والرياضة العنيفة والسباحة والجماع لمدة ثلاثة أسابيع.
* الألم بعد العملية يكون بسيطاً في الأيام الأولى ثم يقل بعد ذلك، ولا يحتاج المريض إلى مسكنات إلا لفترة قصيرة بعد العملية.
* يخرج المريض عادة من المستشفى فى نفس يوم العملية.
اما المضاعفات المحتمل حدوثها فتشمل:
ـ تجمعات دموية بالثدي، لذلك يوضع الرباط الضاغط لعدة أسابيع.
ـ كما يمكن أن يحدث التهاب في حالات نادرة جدا.
ـ ترهل الجلد، يمكن ان يحدث في حالات نادرة خاصة اذا لم يتم استخدام المشد لفترة كافية.