الأمراض الروماتيزمية.. وأخطارها

من أكثرها شيوعا الروماتويد وخشونة المفاصل

TT

إن من أكثر الأمراض شيوعا في العالم الأمراض الروماتيزمية، ومن أكثرها تداولاً على ألسنة العامة من الناس كلمة «روماتيزم» دلالة على التهاب المفاصل. ويؤيد ذلك، المعنى العلمي لهذه الكلمة وهو آلام المفصل أو الأنسجة المحيطة بالمفصل، ومن ضمنها العضلات والأوتار والأربطة. تقول الدكتورة نوال حسين بسيوني استشارية طب الباطنة وأمراض الروماتيزم بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة أن أمراض الروماتيزم كثيرة ويتم التعرف عليها من قِبل الطبيب المختص. ومن أكثرها شيوعا مرض الروماتويد Rheumatoid Arthritis، وهو التهاب مفصلي يكون على صور متعددة، منها ما يصيب مفاصل اليدين والمعصم أو القدمين أو مفاصل أخرى مثل مفاصل الركبتين ومفاصل منطقة الرقبة. وتضيف أن هذا المرض قد يصيب أيضاً الرئتين عند بعض المرضى. ويصاحب المرض ارتفاع بدرجة الحرارة ونقص الوزن مع تيبّس (تصلب) المفاصل في فترة الصباح، وتورم في المفصل، ويقل الألم مع الحركة ومع تقدم ساعات النهار.

* تشخيص التهاب المفاصل

* توضح الدكتورة نوال بسيوني أن تشخيص مرض الروماتويد يتم على ضوء الأعراض التي يشكو منها المريض، ثم يتم عمل فحص للدم للبحث عن الأجسام المضادة التي تسمى عامل الروماتويدRheumatoid Factor والذي يكون إيجابيا عند 75 في المائة من الحالات، وغياب هذا العامل لا ينفي وجود المرض. ويظهر التصوير بالأشعة السينية (اشعة اكس) تغيرات معينة تختص بهذا المرض دون غيره من أمراض المفاصل، لكن هذه التغيرات تظهر بعد مرور فترة من الزمن وفي مرحلة متقدمة من الالتهاب المفصلي. لكن مع ازدياد استخدام أشعة الرنين المغناطيسي MRI، أصبح بالامكان تشخيص المرض في مراحله المبكرة وبالاستعانة بالأعراض الدالة عليه، لأن التغيرات بالمفصل المصاب تظهر قبل ظهورها بالأشعة السينية، وهذا يساعد على تشخيص المرض في كثير من الحالات التي يكون فيها المرض مشتبها فيه في البداية، ويتم العلاج مبكرا حتى لا يتطور المرض.

أما بالنسبة لعلاج الروماتويد، فقد تم اكتشاف عقاقير حديثة أثبتت فعاليتها بعد دراسات مكثفة عليها، وأثبتت أنها تمنع تنخر العظام Bone Erosions، الناتج عن الالتهاب المزمن للمفصل.

* خشونة المفاصل

* ومن الأمراض الروماتيزمية الشائعة أيضاً، مرض خشونة المفاصل osteoarthritis، وهو عبارة عن اضطراب في الغضروف ويحدث عادة مع تقدم السن، خاصة عند البدينين من المرضى، ويحدث هذا المرض عندما تتغير الخواص الطبيعية الحيوية للغضروف.

وخشونة الغضروف إما أن يكون مرضا وراثيا، فيصاب به الإنسان في سن مبكرة، ويكون عادة بمفاصل اليدين، وأما أن يكون مرضا ثانويا، ويكون ناتجا عن التهاب مفصلي مزمن جرثومي أو لا جرثومي، ما بعد الحوادث والكسور، او لإصابات متكررة للمفصل، أو كأحد امراض الميتابوليزم (التمثيل الغذائي) مثل ترسب بعض الاملاح بالمفاصل، أو كأحد امراض الدم والاوعية الدموية ومثاله مفصل الورك والكاحل أو نتيجة زيادة هرمون النمو، أو بسبب البدانة. ويبدأ علاج خشونة المفاصل بالعقاقير المسكنة للآلام والمضادة لالتهابات المفاصل والهدف من العلاج هو التخلص من الوجع بالادوية وتقوية العضلات، وينصح المريض بممارسة الرياضة ومعالجة البدانة. وقد يتم التدخل جراحيا في بعض الحالات المتقدمة من المرض.