بين الصواب والخطأ

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

* الأسنان.. الوظيفة والجمال > من الأخطاء الشائعة أن ترى الآن شخصا بأسنان بارزة أو متزاحمة، في الوقت الذي أصبح فيه طب الأسنان يضم بين أقسامه المتعددة قسما متخصصا في التجميل، هدفه الجمع بين جمال المظهر وتوفير احتياجات المريض الوظيفية اللازمة للأكل والكلام بطريقة جيدة تحفاظ على صحة الفم وسلامة النمو الجسمي والعقلي.

لقد اصبح الحصول على ابتسامة جميلة ممكنا وفي متناول اليد وبطرق مختلفة تلائم كل حالة على حده، فهناك تغيير الاسنان من حيث الشكل أو الموقع أو اللون، أو إجراء عمليات استعاضة لتلك الاسنان التي فقدت أو تحسين تلك الموجودة، إضافة الى تطور الجراحات اللثوية التجميلية لتحسين تناسق الوجه والاسنان. وقد تطور علم اللثة فلم يعد مقتصراً على علاج امراض اللثة فقط وانما ضم تجميل اللثة لتجميل الابتسامة وسلامة النطق. فقد أصبحت جراحة اللثة التجميلية تضم الجراحة من اجل اصلاح عدم تناظر اللثة أو قصر الاسنان (وذلك عندما تغطي اللثة الجزء الأكبر منها) أو طول الأسنان (عندما تنحسر عنها).

إن علاج اللثة وتجميلها يتم من خلال وضع خطة مناسبة ومثالية وخطة أخرى بديلة بالتفاهم ما بين الطبيب المعالج والمريض مع الاخذ في الاعتبار بالعوامل التي تؤثر على تحقيق الاختيارات.

إن من الصائب جداً في سلوكياتنا حالياً زيادة الطلب على الابتسامة الجميلة البراقة المشرقة والصحية، والتي كانت ولا تزال حلم كل انسان، وهذا يعود فضله الى زيادة وعي المجتمع والى دور وسائل الاعلام في التعريف المستمر بالمستجدات في عالم الصحة والجمال.

* البدانة وداء السكري > من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين عدم الاهتمام بمراقبة ما يطرأ على أجسامنا من زيادة في الوزن، وقد يغيب عن علم البعض أن المشكلة لا تقتصر على زيادة الوزن وإنما تمتد الى تبعات البدانة الصحية وخاصة الاصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول الذي يتسبب في الاصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والجلطة، كما وإن البدانة المفرطة تؤدي إلى العقم والفشل الكلوي وأمراض المرارة ومضاعفات عديدة للمواليد.

وحيث أن حوالي 80% من المصابين بداء السكري من النوع الثاني إما لديهم أوزان زائدة أو هم بدناء، فإن ظهور داء السكري مع حالات الوزن الزائد، يستوجب توفر عدد من العوامل، من أهمها: مقدار الوزن الزائد أو البدانة، مستوى الدهن في منطقة البطن، النزعة والميل الجيني الوراثي لظهور مقاومة الأنسولين، ـ قدرة إفراز الأنسولين داخل الجسم.

وللوقاية من الإصابة بالبدانة ومضاعفاتها يقدم مركز رعاية مرضى السكر وضغط الدم بجدة النصائح الآتية:

ـ أن تتناول الأم القدر الملائم من الغذاء أثناء الحمل.

ـ تعريف المولود على أطعمة وأذواق غذائية مختلفة بعد الرضاعة الطبيعية.

ـ الحث على إتباع الطرق الصحية في الحياة والمعيشة وذلك بالحث والتشجيع على الأنشطة البدنية المختلفة والمتنوعة أثناء مرحلة الطفولة المبكرة وفي بقية مراحل العمر.

ـ الحث على إتباع العادات الغذائية السليمة وذلك بتناول أفراد الأسرة غذاء قليل السعرات الحرارية والطاقة مثلا.

ـ وضع علامات إرشادية على الأطعمة وأن تكون أحجامها بنسب صغيرة.

ـ تعليم وتدريس العادات الغذائية الصحية وتوفير الأغذية والأطعمة الصحية بالمدارس.

وقد تبين من الدراسات العديدة أن تحسين نمط المعيشة والتدخل الايجابي في أسلوب الحياة ولو بأبسط الطرق يؤدي الى تقليل خطورة ظهور داء السكري من النوع الثاني بنسبة تصل الى 60% وهي تمثل: زيادة الأنشطة البدنية، الغذاء الصحي، وفقد الوزن.

* «طفل الربو» وممارسة الرياضة > من الأخطاء الشائعة عند كثير من الآباء والأمهات أن يمنعوا طفلهم المصاب بمرض الربو من اللعب مع أصدقائه وأقرانه في الحي الذي يسكنونه، كما يوجهونه لعدم ممارسة الألعاب الرياضية مع زملائه في المدرسة وذلك من باب الحرص والعناية بصحته وعدم تعرضه لنوبات الربو المزعجة، كما يقومون بالتنبيه على إدارة المدرسة بعدم مشاركته في الحصة المخصصة للتمارين البدنية.

إن الصواب في هذه الحالة هو تشجيع الطفل المصاب بمرض الربو على ممارسة الرياضة لا منعه من أدائها.

لقد أثبتت مجموعة من الدراسات في هذا الموضوع والتي رعتها مؤسسة نيموورس The Nemours Foundation (وهي مؤسسة غير ربحية انشئت منذ عام 1936، تدعم خدمات الرعاية الصحية للاطفال في ديلاوير وفلوريدا والولايات الأميركية المحيطة بهما)؛ أن الأطفال المصابين بالربو لا يحتاجون الى البقاء جالسين على المقاعد طوال الوقت، تحت رعاية طبية دائمة، منتظرين مواعيد تناول أدويتهم أو مترقبين حدوث نوبة ربو طارئة، بل تشير تلك الدراسات الى أنهم ما زالوا قادرين على ممارسة الرياضة واللعب طالما أن أزمات الربو تحت السيطرة. ولتجنب حدوث نوبة الربو وامكانية الانتقال الى غرفة الطوارئ بأحد المستشفيات، يجب ان يراعي والدي الطفل الربوي ملاحظة طفلهم ومتابعة تناوله جميع الادوية حسب الوقت والجرعة الموصوفة له من قبل الطبيب المعالج.

أما بالنسبة للطفل الذي لا يعاني من التعرض لنوبات الربو بشكل متكرر، فانه يكون قادرا على أداء اي نوع من الرياضة بدون تحفظات مثل ركوب الدراجات الهوائية، لعبة كرة السلة وكرة القدم..الخ كما يجب على الوالدين أن يحرصا دائما على اقتناء وحمل أدوية علاج الربو كحالة طارئة للطفل الذي يعاني من الربو. وبدلا من حرمان هذا الطفل من ممارسة التمارين مع زملائه، يجب اخبار مدرب التمارين الرياضية بحالة الطفل الصحية وأنه قد يتعرض في أي وقت لنوبة من نوبات الربو، حتى يكون محتاطا لعمل اللازم معه.