طرق صحية بسيطة لتخفيف نوبات الحساسية

وسائل يسيرة لغسيل أغطية الأسرة وكنس الغرف للتخلص من العثة المنزلية

TT

كان الباحثون من كوريا الجنوبية غاية في البساطة حينما حاولوا أن يُساعدوا ربات البيوت على تقليل إصابات أفراد أُسرهم بحالات الحساسية. واتجهوا نحو النصح باتباع طرق طبيعية وسهلة لا تعقيد فيها، للتخلص من العثة المنزلية المتسببة بغالب حالات الحساسية لدى الكثيرين. وعرضوا ما يرون انه الحل ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للمجمع الأميركي لأمراض الصدر، الذي عقد أواخر شهر مايو (ايار) الماضي في سان فرانسيسكو. وقال الباحثون الكوريون الجنوبيون إن مجرد قيام ربة المنزل بغسيل الملابس والشراشف وأغطية الوسائد والمناشف وغيرها، باستخدام ماء حار، تتجاوز درجة حرارته 60 درجة مئوية، كفيل بالقضاء بنسبة 100% على العثة المنزلية المتسببة بغالب حالات الحساسية، في حين أن استخدام ماء دافئ لا تتجاوز حرارته 40 درجة مئوية، لغسيل تلك الأشياء، لا يقضي إلا على 6% منها.

كما أنهم أضافوا بأن استخدام الماء الحار في الغسيل يضمن التخلص من عناصر أخرى قد تتسبب في حالات الحساسية، كمخلفات القطط أو الكلاب وحبوب لقاح الزهور والغبرة التي على الحشرات وغيرها من المسببات للحساسية المنزلية. وأضاف الباحث جنغ ـ وان بارك من جامعة يوانسي في سيول أن ثمة بديلا فاعلا للمياه الحارة في غسيل الملابس وغيرها، وهو استخدام ماء عادي لا تتجاوز حرارته 30 درجة مئوية في الغسيل، ثم شطف تلك الأشياء المغسولة بماء بارد، ولمرتين، كل مرة لمدة ثلاث دقائق.

وقام الباحثون في دراستهم بمقارنة مستوى وجود العثة وغيرها من مسببات الحساسية في الشراشف القطنية حينما تم غسلها بماء مختلف في درجة الحرارة. ولأنهم وجدوا أن استخدام ماء عادي لا تتجاوز حرارته 40 درجة مئوية لا يقضي بشكل كاف على تلك العناصر المسببة للحساسية، أضافوا الشطف بالماء البارد ولمدة كافية لتحقيق إزالة العوالق من قطع القماش. وكان عنوان الدراسة «الظروف المثالية لغسيل الملابس الآلي في تحقيق إزالة غبار العثة المنزلية».

* تفاعل الحساسية والحساسية هي تفاعل مزعج، وربما خطير على سلامة الحياة، يُصيب البعض من الناس حينما يحصل ذلك التفاعل غير الطبيعي بين جهاز مناعة الجسم وبين أشياء في المحيط الذي نعيش فيه، لا تزعج بالعادة غالبية الناس. وغالباً ما تكون لدى الإنسان، المُصاب بالحساسية، حساسية من عدة مواد أو عناصر في نفس الوقت. لكن أهم تلك العناصر المتسببة بالحساسية للناس هي غبار حبوب لقاح النباتات، وغبار العثة المنزلية، وعفن بذور الفطريات، وعوالق شعر الحيوانات المنزلية، وأنواع من الأطعمة وقرصات الحشرات، وبعض من أصناف الأدوية والعقاقير.

ووفق ما تقوله المؤسسة القومية الأميركية للحساسية والأمراض المعدية فإن العلماء يعتقدون أن ثمة استعدادا جينيا وراثيا لدى البعض للمعاناة من حالات الحساسية، إضافة إلى دور العوامل البيئية التي يتعرض المرء لها في ظروف أو أوقات مختلفة من حياته. والأصل أن وظيفة جهاز مناعة الجسم، كجهاز معني بمهمة الدفاع عنه، هي محاربة الميكروبات بأنواعها. لكن في غالبية حالات الحساسية يحصل نوع من التفاعل غير المبرر من قبل جهاز مناعة الجسم عند التعرض لعناصر بيئية متنوعة نتيجة لما يُمكن أن يُطلق عليه إنذار كاذب باحتمال تسبب هذه العناصر أذى للجسم.

وتتبدى تفاعلات جهاز مناعة الجسم عند ظهور نوبات الحساسية من خلال جملة من الأعراض التي تشمل سيلان الأنف، والعطس، والحكة الجلدية، وظهور الطفح والاحمرار الجلدي، وانتفاخ مناطق من الجلد أو الأنف أو الحلق أو أجزاء من أغشية الجهاز التنفسي. كما تطال تلك المظاهر أجزاء الجهاز الهضمي أو المفاصل أو حتى الكلى.

وغالباً لا يتجاوز تأثير تلك التفاعلات من الحساسية الشعور بالإزعاج والاضطراب، ولا تُؤدي إلا في النادر إلى ظهور حالات قد تهدد سلامة حياة الإنسان.

* العثة المنزلية ومما قد يجهله البعض أن إيواءهم إلى فراش النوم قد يُشاركهم فيه عدد، ربما يصل إلى 10 ملايين، من حشرات العثة بدون أن يبدو لهم أي شيء، سوى وسائد وشراشف وأغطية نظيفة ومريحة في الظاهر! والسبب أن هذه الحشرات من العثة المنزلية، والمرتبطة بأنواع العناكب في الأصل، ذات أحجام مجهريه لا تبدو إلا من خلال الرؤية بالمجهر، لكنها للأسف تعيش في معظم بل في بعض المناطق في كل المنازل. والعثة المنزلية تعشق شيئاً واحداً هو «البيئة الدافئة الرطبة». ولذا تعيش في تلك الأسرة، وضمن قطع القماش المغبرة للشراشف أو أغطية الوسائد أو البطانيات أو السجاجيد أو البُسط أو الكراسي أو الكنبات. وتقتات «بقناعة» على تلك المخلفات المجهرية الدقيقة المتساقطة بشكل طبيعي عن طبقات الجلد الخارجية للإنسان، أو للحيوانات المنزلية.

لكن المشكلة الكبيرة هي تلك المخلفات التي تتركها وراءها بعد فراغها من التهام وجبات طعامها، وتحديداً مخلفات برازها وبقايا تحلل أجسامها حينما تموت، حيث تعلق تلك المخلفات بالغبار الترابي الذي يتراكم على تلك الأقمشة، وتلتصق بذرات الغبار الصغيرة. وبالتالي يُصبح من السهل على تلك المخلفات المجهرية المتناهية في الصغر المتسببة بتهيج الحساسية، أن تتطاير في الهواء. كأنها تركب على بساط الريح الذي تتجول وتتنقل بين أجزاء المنزل وإلى أنوف ساكنيه.

ولو كان أحدنا ليس لديه حساسية من تلك المخلفات للعثة، فإن الأمور تسير بسلام في الغالب. لكن المشكلة يُعاني منها منْ لديهم حساسية إزاءها. وهنا تبدأ أعراض العطس وسيلان الأنف واحمرار العينين بالظهور على ذلك الإنسان الحساس، بل قد يتجاوز الحال لدى البعض، ممن يُعانون من الربو، إلى حد الإصابة باحتقان الرئة وصفير الصدر وضيق التنفس جراء تفاعل الحساسية في الأنسجة المبطنة لمجاري الشعب الهوائية. وخاصة عند النوم ليلاً في غرف مشبعة الشراشف والوسائد بتلك العثة ومخلفاتها على الغبار.

وتنشأ الحساسية لدى غالبية الناس حينما يظن، خطأً، جهاز مناعة الجسم أن تلك المخلفات ميكروبات ضارة. وهو ما ينجم عنه تكوين جهاز مناعة الجسم لأجسام مضادة من نوع إي، والتي بدورها تعمل، في كل مرة تالية للتعرض لغبار تلك المخلفات، إلى إفراز خلايا مناعة الجسم لمادة الهيستامين، وهي المادة التي يُؤدي ظهورها في الجسم إلى ظهور أعراض احتقان أغشية بطانة الأنف والجيوب الأنفية والرئة والعينين، ما يُؤدي إلى سيلان السوائل الشفافة المائية من أغشية الأنف والعطس وسيلان الدمع من العينين وغير ذلك. وتلعب ثلاثة عوامل أدواراً مختلفة في رفع احتمالات المعاناة من العثة المنزلية. وهي الوراثة وكثرة التعرض للغبار مخلفات العثة والعمر، حيث تكثر الحالات بين منْ لديهم أقارب يُعانون من الحساسية تلك، كما تكثر في الأطفال وصغار البالغين.

* نصائح من مايو كلينك.. خطوات للوقاية من العثة المنزلية

* يقول أطباء مايو كلينيك إن تجنب التعرض للعثة المنزلية والى مخلفاتها، يُمكن أن يحد بشكل كبير من ظهور نوبات الحساسية تلك. وأن كان الصعب التخلص بالمطلق من كل العثة المنزلية، إلا أن من الممكن تقليل وجودها بشكل كبير في منزل أحدنا. ولذا نقترح الخطوات التالية:

ـ ابن حاجزاً، عبر تغطية مراتب الأسرة والوسائد بأغطية مصنوعة من أقمشة مقاومة لتراكم الغبار أو غير قابلة للاختراق بالمواد المسببة للحساسية. وهي أنواع متوفرة بالأسواق.

ـ حافظ على درجة منخفضة من الرطوبة في المنزل. وكما أن الرطوبة مفيدة في الأجواء الجافة، إلا أن من المهم الحفاظ على مستوى يتراوح بين 30 إلى 50% من الرطوبة النسبية لأجواء هواء المنزل. ويُمكن ضبط ذلك بمكيفات الهواء المعدلة لنسبة الرطوبة، أو باستخدام أجهزة مخففات الرطوبة. كما ويُمكن قياس الرطوبة بأجهزة بسيطة وسهلة الاستخدام متوفرة في متاجر خاصة بالأدوات.

ـ اختر الفراش بعناية، واستخدم الأنواع المعمولة من مواد مُصنعة. وتجنب الصوف لتغطية المراتب.

ـ لو كنت ممن يضعون الدمى في فراش النوم، اختر أنواعها القماشية التي يُمكن غسلها بالماء الحار. ولو تخلصت من وضعها على السرير لكان أفضل.

ـ احرص دوماً على غسيل الشراشف وأغطية المراتب والوسائد والبطانيات، مرة كل أسبوع على أقل تقدير، بماء حار. ولو كانت هناك قطع لا يُمكن غسلها، فضعها في الفريزر لتجميدها والقضاء على العثة التي تعلق بها.

ـ احرص على تنظيف وغسل الستائر، واستخدم الستائر البسيطة السهلة التنظيف بانتظام.

ـ لإزالة الغبار استخدم ممسحة قماشية رطبة ومبللة، وتجنب إزالة الغبار عن قطع الأثاث بالنفض أو بقطع قماشية جافة.

ـ تخلص من الفوضى والتراكم في وضع الأثاث أو القطع الأخرى في الغرف، لأنها بيئة خصبة لتراكم الغبار ونمو العثة. ولو كنت في بيئة يسهل تجمع الغبار فيها، فحاول إزالة المجلات أو الكتب أو التحف أو أغطية الطاولات وغيرها مما تتراكم الأتربة والغبار عليها، خاصة في غرف النوم. والهدف إبقاء غرفة النوم وأثاثها أبعد ما يكون عن تسهيل تراكم الغبار ونمو العثة.

ـ تخلص من السجاد والبسط (الموكيت) في فرش الأرضيات لغرف النوم والجلوس، وضع بدلاً منها الرخام أو التغطية بالقطع الخشبية (بركيه).

ـ كنس المنزل بالمكنسة الكهربائية بانتظام. وخصوصاً استخدم أنواع المكانس الكهربائية الخاصة المزودة بنظام فلترات (HEPA). ولو كنت تعاني من الحساسية، فدع لغيرك عمل ذلك واخرج لمدة 20 دقيقة بعد الفراغ من كنسها لتهدأ عاصفة الغبار الدقيق في داخل هواء الغرفة.