أستشارات طبية

TT

* الشخير والنوم

* بماذا تنصح للشخير أثناء النوم؟

* مها ع. ـ الرياض ـ هذا ملخص سؤالك الطويل. الشخير من الحالات الشائعة جداً بين الناس، لدرجة أن ربع البالغين يُعاني منه أثناء النوم يومياً، وحوالي ثلثهم يصدر منه ذلك أثناء النوم، على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع. يحصل الشخير حينما يمر هواء التنفس من خلال أنسجة أجزاء مرتخية أو متضخمة في مجاري التنفس، وخاصة الأجزاء العلوية منه. والصوت الذي يُسمع يعتمد في نوعه وتردده على نوعية ذلك المكان المرتخي الأنسجة التي يمر من خلالها الهواء. وهناك حالات دائمة وحالات مؤقتة. والمؤقتة تحصل عند حدوث التهابات في أجزاء الجهاز التنفسي العلوي كالأنف أو الحلق أو اللهاة أو اللوزتين أو غيرها. أو تحصل لدى السيدات في الشهور الأخيرة من الحمل حينما تتضخم أنسجة الجسم وتتورم.

ولفهم الأسباب في الحالات المزمنة، يجب إدراك أن عضلات الجسم وأجزاء الجهاز التنفسي، ترتخي كلما غط المرء في النوم العميق. وحين مرور الهواء من خلال هذه الممرات الضيقة فإن صوت دخول الهواء الصامت عادة يتحول إلى صوت ذي تردد بحسب حركة الأجزاء المرتخية أثناء مرور الهواء من خلالها. وما يتحكم في ظهور الشخير، بالدرجة الأولى، هو البنية التشريحية لأجزاء الفم، مثل انخفاض مستوى سقف الحنك أو تضخم اللهاة أو اللوزتين أو لحميات خلفية الحلق. هذا بالإضافة إلى تضخم اللسان والأنسجة في الفم نتيجة للسمنة أو ضعف الغدة الدرقية أو أسباب أخرى كقصر طول العنق أو غيره. وكذلك وجود اضطرابات في الأنف، كالاحتقان الدائم أو اعوجاج عظمة الأنف أو تضخم اللحميات في الأنف وغيرهم.

وغالبية حالات الشخير، خاصة حينما لا توجد أسباب عضوية لها وتحدث من آن لآخر، تحصل بسبب تغير وضعية الرأس والرقبة على الوسائد أثناء النوم، على سبيل المثال، عند الإجهاد البدني الشديد والنوم بالتالي كيفما اتفق، أو عند تغيير الوسادة أو استخدام ما هو أعلى أو أدنى من المعتاد.

لكن الأهم من كل هذه الأسباب، هو وجود حالة من اضطرابات ضيق التنفس أثناء النوم، وهي التي تتميز بنوبات من الشخير المتعالي تدريجياً في الصوت، وصولاً إلى التوقف التام عن التنفس لمدة قد تزيد على 10 ثوان، ثم معاودة التنفس مرة أخرى. وهي نوبات متعاقبة قد تتكرر أكثر من مرة أثناء النوم.

والأصل أن يُراجع المرء الذي يُعاني من الشخير طبيبه ليتأكد من سلامة أجزاء الجهاز التنفسي العلوي وليتأكد من أنه لا تُوجد حالة من اضطرابات ضيق التنفس أثناء النوم على وجه الخصوص، لأن هذه الحالة تستدعي المعالجة الفاعلة والتأكد من نجاح ذلك نظراً لتداعياتها الصحية على القلب والرئتين وارتفاع ضغط الدم ودرجة التركيز الذهني أثناء النهار. وهنا فإن الطبيب سيرى ما هو مناسب لمعالجة حالة الشخير.

لكن من المهم التنبه إلى تقليل وزن الجسم، والنوم على احد الجنبين بدلاً من الاستلقاء على الظهر أو البطن، والحرص على وسائد مناسبة لتكوين الرقبة والرأس والكتفين، ومعالجة حالات احتقان الأنف وحساسيته، ومعالجة أي إعاقات لجريان هواء التنفس، وتجنب تناول الأدوية المنومة، فكلها وسائل للتخفيف من الشخير.

* فيروس الكبد «سي»

* هل من علاج لالتهاب الكبد الفيروسي من نوع سي؟

* منال مسعود ـ الدمام ـ نعم، من الممكن علاج التهاب الكبد الفيروسي من نوع سي وبشكل تام. وهذه حقيقة اليوم بالرغم من كل ما يُقال بين الناس عن عدم جدوى العلاج الدوائي لحالات التهاب الكبد بهذا النوع من الفيروسات تحديداً. وبالنسبة لتقويم وضع والدتك الصحي ومدى مناسبة تناولها للعلاج وكيفية تحقيق ذلك، فإن من الواجب متابعتها لدى أحد أطباء الباطنية المتخصصين في أمراض الكبد.

الإشكالية الأهم في معالجة فيروس الكبد من نوع سي هي إما في عدم معرفة الكثيرين بإصابتهم بهذا المرض، أو تهاونهم عن المتابعة الطبية. لكن الدراسات الطبية، التي أهمها ما صدر قبل بضعة أيام للباحثين من الولايات المتحدة، تقول ولأول مرة إن نتائج العلاج بنوعين من الأدوية أو حتى واحد منهما يُمكن أن يُزيل الفيروس تماماً من الدم ولدى نسبة عالية جداً من المرضى.

وهناك أدوية جديدة تُجرى عليها الأبحاث ومن المتوقع توفرها في غضون السنوات الأربع المقبلة. وهي أفضل من المتوفر اليوم فقط في ناحية قلة الآثار الجانبية.

ما يحرص الطبيب عليه هو أن يُقرر وقت البدء بالعلاج بالمناقشة مع المريض ووفق معطيات نتائج تحاليل الدم، التي تُجرى مرتين في العام، وعينة نسيج الكبد، التي تُجرى مرة كل حوالي ما بين 3 إلى 5 سنوات.

والإزالة التامة للفيروس من كامل الجسم ممكنة، لكن لا تحصل لدى كل المتلقين للمعالجة الدوائية. ومع ذلك فإن تحقيق الغايات التي يقصدها الأطباء من استخدام العلاج الدوائي، والتي يتم تتبعها من قبل الطبيب، تستحق بذل الجهد. وهي تحديداً إزالة الفيروس من الدم، ووقف أو إبطاء عمليات تلف أنسجة الكبد، وإعطاء الشعور العام للمريض بالصحة والنشاط.

ولأن المعالجة الدوائية قد تتطلب تناول الأدوية لمدة تفوق السنة، ولأن ليس كل الناس سيستفيدون من المعالجة الدوائية، فإن الطبيب يحرص على معالجة من لديهم ارتفاع في أنزيمات الكبد، ومن تُظهر نتائج فحص عينة الكبد أن ثمة تلفاً طال تلك الأنسجة كالتليف. لكن على أن تتم المتابعة الدقيقة لمن يرى الطبيب أنهم ليسوا بحاجة إلى العلاج الدوائي في الفترة الحالية.

ما أنصح به وبشكل مؤكد، وأكرره، هو أن تتم متابعة والدتك لدى الطبيب المتخصص في أمراض الكبد، والممارس لمعالجة حالات المرضى بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع سي بشكل روتيني. وأن لا يكون ثمة شعور لدى والدتك بأن هذا المرض لا علاج له.