اعتلال الشبكية.. المفهوم المرضي الوظيفي والعلاج

يصيب 80% من المواليد الخدج

TT

ذكر اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج للمرة الأولى وبأسماء مختلفة في عام 1945، وذكرت علاقته بالأوكسجين في الأعوام 1950 / 1960. وفي أواسط السبعينات اكتشف أن سبب المرض هو عدم اكتمال نمو العين، ثم ظهرت عدة دراسات تشير الى علاقة المرض بقلة الوزن.

الدكتور لبيب محمد أمين مقيم، استشاري طب وجراحة العيون ورئيس قسم الشبكية بمستشفى العيون بجدة، يقول إن المفهوم الحالي لأسباب تطور هذا الاعتلال يأتي من دراسة النموذج الحيواني والدراسات الخاصة بالإنسان، فالطبقات الخارجية من الشبكية تحتاج إلى الأوكسجين بشكل يتزايد مع النمو، وتبدأ الشعيرات الدموية البدائية الطبيعية في النمو في الأجزاء الداخلية من الشبكية. وفي المراحل الابتدائية يصل الاوكسجين عبر الطبقة المشيمية (العنبية) إلى الأجزاء الخارجية من الشبكية.

* قلة الأوكسجين ويضيف د. مقيم أنه في الحالات الاعتيادية يكتمل نمو الشعيرات الدموية ويصل إلى أطراف الشبكية في الأسبوع 35 ـ 40 بينما تصل الشعيرات الدموية إلى الطرف الوحشي في الأسبوع 38 ـ 44، أما في حالة اعتلال الشبكية عند الخدج فلا يصل الأوكسجين إلى الطبقات الداخلية بسبب عدم اكتمال نمو الشعيرات الطبيعية.

وفي عدة دراسات علمية أمكن إثبات وجود مجموعة من العوامل المحفزة لنمو الشعيرات الدموية في حالات اعتلال الخدج عند النموذج الحيواني المقابل لاعتلال الشبكية في النموذج البشري. وعند ولادة الأطفال الخدج يلاحظ أن الشعيرات الدموية الدقيقة تكون معرضة لعدة تغيرات ضارة، ومنها قلة الأوكسجين وأيضاً حصول نزيف داخل حجيرات المخ المختلفة وكذلك الصدمات من قلة السوائل أو خمج الدم أو حصول تقلص في الرئتين بسبب نقص النمو. ومن الدراسات التي أجريت على النماذج الحيوانية، لوحظ أن العوامل المحفزة لنمو الشعيرات الدموية السابقة الذكر تزيد بشكل كبير وتتسبب بإيقاف نمو الشعيرات الطبيعية التي تستبدل بنمو الشعيرات الدموية غير الطبيعية خاصة في الأسبوع 36 من بداية الحمل حيث تنمو هذه الشعيرات الدموية لاصلاح نقص الأوكسجين الذي يغذي الشبكية.

يوضح الدكتور لبيب مقيم أن اعتلال الشبكية يحصل في 80 من الحالات عند الخدج وذلك لمحاولة إيصال الأوكسجين للشبكية ناقصة النمو أي أن الشعيرات الدموية الطبيعية تجعل الشبكية سليمة.

وكلما كانت المناطق المركزية من الشبكية قليلة أو عديمة الشعيرات الدموية الطبيعية كلما كانت الحالة أسوأ، وذلك لظهور الشعيرات الدموية غير الطبيعية في الأجزاء الطرفية من الشبكية.

الهدف من علاج هذه الحالات هو مساعدة الشعيرات الدموية الطبيعية النامية على إيصال الأوكسجين إلى أقصى مدى وتقليل أو إيقاف العوامل المحفزة لنمو الشعيرات الدموية غير الطبيعية وبالتالى يتم إيقاف نموها.

* الشبكية عند الخدج عند بداية البحث المتخصص لاعتلال الشبكية عند الخدج ذكر التصنيف العالمي لعام 1986 / 1988 إن الأطفال بوزن أقل من 1200 غم في 23 مركزاً طبياً متخصصاً في أميركا، رصد لدى جميع الأطفال (وعددهم 4099) اعتلال الشبكية. وبعد عقد من الزمن وجدت نفس النسبة في الأطفال ذوي نفس الأوزان الناقصة. اعتلال الشبكية لا يظهر قبل أربعة أسابيع من الولادة، وكذلك لا يظهر قبل 31 أسبوعا بعد آخر دورة دموية عند الحامل (أسابيع الحمل + عدد الأسابيع بعد الولادة).

يظهر المرض في الشبكية في البداية في مرحلة واحدة أو مرحلتين وفي خلال ساعات محددة، وبعد فترة من الزمن تتباعد هذه المسافة أو يزداد عدد الساعات عند الطفل المعني.

عند الأطفال الذين يتحسنون، تعتبر الشعيرات الدموية الطبيعية لأجزاء الشبكية فوق الخط الفاصل وتصل إلى أطراف الشبكية وتعبر الشعيرات إلى منطقة أخرى. وفي حالة عدم عبورها يحصل المرض الزائد (وهو التركيب النهائي لاعتلال الشبكية عند الخدج ويظهر في قاع العين بجوار العصب البصري)، ومع تقدم المرض يظهر تعرج على الشعيرات الدموية الطبيعية في العين وتكون واضحة قبل ظهور انفصال الشبكية، ويتزايد احتمال حدوث انفصال الشبكية. ومع أن حصول اعتلال الشبكية عند الخدج متماثل عند الأطفال الملونين والبيض إلا أن الأطفال الملونين تتحسن حالتهم بشكل أفضل مقارنة بالأطفال البيض.

* العلاج هناك طريقتان لعلاج حالات انفصال الشبكية عند الخدج:

1) علاج الحالات التي تصل الى مرحلة ما قبل انفصال الشبكية وتتم بأحد طريقتين: أ ـ العلاج بالتبريد.

ب ـ العلاج بالليزر.

2) علاج حالات انفصال الشبكية وتتم أيضاً بأحد طريقتين :

أ ـ الانفصال الجزئي: يتم علاجه بإبقاء الشبكية في مكانها بعملية جراحية.

ب ـ الانفصال الكامل: يتم علاجه باستئصال السائل الزجاجي وإرجاع الشبكية لمكانها. يجب أن يتم علاج هذه الحالات في مراكز متقدمة كما يجب أن يكون التدخل الجراحي سريعاً قبل ضمور الخلايا العصبية الموجودة في الشبكية.