أستشارات طبية

TT

* اليود وملح الطعام ـ لدي ارتفاع في ضغط الدم، والطبيب ينصحني بتقليل الملح. وأنا أعلم أن ملح الطعام يُضاف إليه اليود من أجل صحة الغدة الدرقية. هل من بدائل لليود؟

كارلا شهاب ـ بيروت > نحتاج اليود كي نسهل على خلايا الجسم تحويل الغذاء إلى طاقة، عبر تمكين الغدة الدرقية من إنتاج الهرمون الذي يعمل على ذلك. وهو من المعادن التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة، لكن مهمة جداً. والمصدر الرئيس اليوم لتناول الناس لليود هو ملح الطعام المعزز باليود.

لكن ثمة أطعمة كثيرة جداً غنية به، مثل المنتجات البحرية من الأسماك والروبيان (القريدس) ومشتقات الألبان والبيض والبقول وقشور البطاطا وغيرها. مشكلة نقص اليود تُصيب النساء أكثر من الرجال، وكذلك الحوامل والمرضعات والأطفال بشكل خاص. وتتفاوت الحاجة اليومية للإنسان من اليود حسب العمر. وبشكل عام فإن ما يحتاجه الطفل الرضيع هو 50 ميكروغراما، ودون ست سنوات هو 90 ميكروغراما، ودون العاشرة هو 120 ميكروغراما، وما فوق ذلك 150 ميكروغراما، وللحوامل 175 ميكروغراما والمرضعات 200 ميكروغرام.

وتُؤمن كمية من الملح المعزز باليود بحجم ربع ملعقة الشاي حوالي 100 ميكروغرام من اليود. لكن ثمة ما هو أفضل من هذا، إذْ يُؤمن تناول حوالي 200 غرام من الأسماك حوالي 650 ميكروغراما من اليود. ولذا فإن الحرص على تناول الأسماك بمقدار وجبتين أسبوعياً ومن الأنواع متدنية المحتوى من الزئبق، كأسماك المحيطات، غالب حاجة الإنسان الأسبوعية من اليود.

* إبرة منع الحمل ـ عمري يُقارب الخامسة والثلاثين ولدي ثلاثة أطفال وأتناول علاجاً لارتفاع ضغط الدم. أتلقى ديبو بروفيرا لمنع الحمل، هل لها آثار جانبية، وهل هي فاعلة في منع الحمل؟

هديل صبحي ـ أبوظبي > هذا ملخص سؤالك. إبرة ديبو بروفيرا مكونة من هرمون بروجيسترون. وهي إحدى وسائل منع الحمل الفاعلة بدرجة تقارب فاعلية حبوب منع الحمل المكونة من هرموني الإستروجين والبروجيسترون. واحتمالات الحمل لا تتجاوز 1% عند تلقيها. ويتم أخذ جرعة منها مرة كل ثلاثة أشهر.

عدم احتواء الإبرة على هرمون إستروجين، يجعلها أقل ضرراً بكثير من حبوب منع الحمل المحتوية على هذا الهرمون. لكن ثمة آثارا جانبية لها على المدى القصير، تضطر حوالي نصف السيدات اللاتي يستخدمنها إلى الانقطاع عن أخذ المزيد من جرعاتها والتوقف عنها كوسيلة لمنع الحمل خلال سنتين من بدء تلقيها. وأهم تلك الآثار الجانبية اضطرابات الدورة الشهرية، وتورم مُؤلم في الثدي، إضافة إلى زيادة الوزن والشعور بتدني مستوى المزاج، وصولاً لدى بعض النساء إلى الإصابة بالاكتئاب. واضطرابات الدورة الشهرية المصاحبة لتلقي هذه الإبرة قد تُؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية وقلة كمية الدم النازف خلالها. وهو ما تراه بعض السيدات شيئاً مفيداً.

لكن هذا ليس بأهمية الآثار البعيدة المدى، التي من أجلها لا تنصح كثير من الهيئات الطبية، مثل منظمة الصحة العالمية، استخدامها من قبل النساء الصغار في السن. والتي من أهمها تأثر بناء العظم وبالتالي هشاشته. ولذا فإن النصيحة هي عدم إعطائها للشابات، لإعطاء فرصة طبيعية لنمو العظم في المراحل المبكرة من العمر. وأيضاً عدم إعطائها للنساء عموماً لمدة تزيد عن سنتين، ما لم تكن ثمة وسيلة أخرى مناسبة لمنع المرأة من الحمل. مع أخذ الحيطة بإجراء فحوصات سلامة بنية العظم، والحرص على تناول فيتامين دي والكالسيوم لمنع تأثر بنية العظم لدى المرأة والحفاظ على قوته.

وليس من المعروف تعارض محتويات هذه الإبرة مع أدوية ارتفاع الضغط التي ذكرتها. بل الذي يُقال إنها تعمل فقط على رفع قوة فاعلية بعض الأدوية النفسية والخاصة بتسهيل النوم من مشتقات الفاليوم.

والذي أنصحك به التأكد من طبيبك حول إجراء فحوصات سلامة العظم، والتأكد من طبيب القلب الذي يُتابع الضغط لديك من انضباط مقدار قراءاته.

* الربو والذاكرة ـ عمري 28 سنة، وأعاني من الربو من فترة طويلة. وأتناول نوعين من البخاخات لعلاجه. هل يتسبب الأمر بضعف الذاكرة؟ وهل من علاقة للأمر بالكلى لأن لدي حصوات في الكلى؟

حنان بسيوني ـ القاهرة > لا يبدو من كل رسالتك أن ثمة رابطا بين الربو لديك وبين الذاكرة وقوتها، لأنه لا توجد لديك حالة من الضعف في وظائف الرئة لدرجة حصول تراكم ثاني أوكسيد الكربون في الدم لديك بنسبة عالية، كما يحصل لدى المراحل المتقدمة من أمراض الرئة المزمنة والمرتبطة في الغالب بالتدخين. كما أن نوعي الأدوية التي ذكرت، بخاخ من مشتقات الكورتيزون وبخاخ من عقاقير توسيع الشعب الهوائية، لا يُؤثران على الذاكرة. بل الذي يُذكر طبياً أن تناول حبوب أو إبر من الكورتيزون أو مشتقاته قد يتسبب إما بالتوتر أو تغيرات المزاج أو اضطرابات النوم أو الاكتئاب، وذلك لدى حوالي 4% من الناس وفي الفترات الزمنية الأولى من تناولها. وهي لا تظهر عادة عند تناول مشتقات الكورتيزون عبر الاستنشاق.

حصوات الكلى، حينما تكون وظائف الكلى سليمة وبنية الكلى طبيعية، لا تُؤثر على الذاكرة. ولا علاقة للربو بها. وتحديداً لم أجد ما يدل على أن أدوية الربو المعتادة أو حالات الربو العادية، أي دون الحالات المتقدمة من فشل الرئة، بأنها قد تتسبب بظهور حصوات في الكلى.

الإحساس بضعف الذاكرة شيء نسبي. ويتفاوت الناس في تقدير معاناتهم منه. والأصل مراجعة الطبيب للتأكد من وجود المشكلة بصفة مرضية أصلاً أم لا. ومن ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة إما بطمأنتك أو بإجراء فحوصات الذاكرة.