ازدياد حالات سرطان القولون في السعودية

من أسبابه اختلالات جينية ونحو 20% منه وراثي

TT

أظهرت أرقام حالات السرطان الصادرة، قبل فترة، عن السجل الوطني للأورام في المملكة العربية السعودية لعام 2002 أن حالات سرطان القولون والمستقيم أصبحت تحتل المرتبة الأولى من أنواع السرطان في الرجال وأصبحت تحتل المرتبة الثالثة من أنواع السرطان في النساء، بينما كانت هذه الأورام تحتل المرتبة الخامسة لدى الجنسين عام 1994. وهذا الأمر يحدث لأول مرة في المملكة العربية السعودية منذ بدأ السجل الوطني للأورام في تسجيل حالات الأورام في 1 يناير (كانون الثاني) 1994.

بالنظر إلى أرقام حالات سرطان القولون والمستقيم التي سجلها السجل الوطني للأورام في الأعوام العشر الماضية نجد أن هذه الحالات في تزايد مستمر بحيث أنها أصبحت اليوم تشكل تقريباً ضعف ما كانت عليه قبل تسعة أعوام، إذ سجل في عام 2002 عدد 488 حالة سرطان قولون ومستقيم لدى السعوديين في المملكة العربية السعودية مقارنة بـ286 حالة لدى السعوديين عام 1994.

هذه الأرقام تمثل زيادة قدرها 70% خلال السنوات التسع الماضية مما جعل سرطان القولون السرطان الأول لدى الرجال والسرطان الثالث لدى النساء كما ذكرنا. وحين ننظر إلى النسبة لكل 100 ألف من السكان حسب التعديل العمري الدولي نجد أن هناك زيادة أيضاً واضحة تتمثل في زيادة قدرها 72% للرجال وزيادة قدرها 26% للنساء.

* اسباب سرطان القولون

* وحول الأسباب التي تكمن وراء زيادة هذه الحالات يقول الدكتور عبد الرحيم قاري استشاري أمراض الدم والأورام ومدير مركز قاري للأورام أن السبب الذي أدى إلى هذه الزيادة غير معروف بدقة، لكن من المعلوم أن سرطانات القولون تتأثر بعوامل وراثية وعوامل بيئية عديدة. وإذا افترضنا أن العوامل الوراثية لم تتغير خلال السنوات التسع الماضية فإنه يجب أن نعطي اهتماما كبيرأ للعوامل البيئية التي تتمثل بشكل رئيسي في أنماط التغذية التي تشهد تغيراً كبيراً في المملكة العربية السعودية في العقدين الماضيين، فالعوامل البيئية الأساسية التي ترتبط بزيادة نسب سرطان القولون بشكل عام تشمل زيادة تناول سعرات حرارية كبيرة مما يؤدي إلى البدانة، وزيادة كميات اللحوم والدهون والبروتين في الغذاء، والإقلال من الألياف الغذائية التي توجد في الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى ضعف النشاط البدني والحركي، والتدخين وربما تناول كميات أكبر من الشاي والقهوة أيضاً.

ويضيف د. قاري أن من المهم الإشارة إلى أن هناك أمراضا وراثية تتمثل في اختلالات جينية في جين يسمى (FAP)، بالإضافة إلى حالات وراثية ناتجة عن إرتباطات جينية أخرى غير الـFAP وتسمى هذه الحالات (HNPCC)، بالإضافة إلى أمراض أخرى نادرة تضاف تحت مجموعة ما يسمى بأمراض الهامرتوما (Hamartoma) مثل مرض (Peutz Jeghers) ومرض (Cowden)، وبالإضافة إلى ذلك توجد بعض الأسر والعائلات التي تكثر فيها حالات السرطان وتمثل هذه الحالات حوالي 20% من حالات سرطان القولون المعروف ولكن هذه الحالات غير معروف الاختلالات الجينية المسببة لها بدقة.

على الجانب الآخر، من المعروف أن هناك دراسات أظهرت أن تناول الأسبرين ومضادات الإلتهاب المسماة (NSAID) تقلل من نسب الاصابة بأورام القولون والمستقيم بالذات من الناحية اليمنى من القولون.

* كشف مبكر ومن الجدير بالذكر أيضاً أن سرطان القولون هو أحد الأورام القليلة التي يمكن الكشف المبكر عنها ويتم ذلك بعدة وسائل، منها:

ـ الفحص السريري لنهاية المستقيم.

ـ فحص الدم الخفي في البراز، وهذا الفحص بسيط ولكن يكشف حوالي 40 ـ 50% من الحالات مع نسبة دقة إصابة تصل إلى 20% فقط.

ـ فحص المستقيم ونهاية القولون بالمنظار، وهذه الوسيلة تكشف حوالي 60 ـ 70% من حالات سرطان القولون مع نسبة دقة إصابة تصل إلى 80 ـ 90%.

ـ فحص القولون كاملا، وهذه تكشف حوالي 70 ـ 80% من حالات السرطان مع نسبة دقة إصابة تصل إلى 80 ـ 90%. ولكن الوسيلتين الأخيرتين تعتبران مكلفتين من الناحية المالية بالإضافة إلى ارتباطهما ببعض المضاعفات في بعض الحالات النادرة، وهناك جدل كبير حول استخدامهما على نطاق واسع للكشف عن أعداد كبيرة من المواطنين ضمن برامج الكشف المبكر الوطنية. ومن الضروري الوصول إلى الأسباب والعوامل التي تفسر زيادة نسب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في المملكة العربية السعودية، وهنا يشير د. قاري الى أن هناك، بالفعل، مشروعاً بمركز قاري يخطط لبحث علمي في هذا الخصوص.