بين الصواب والخطأ

TT

* بكاء الطفل غير العادي > من الأخطاء الشائعة عند بعض الأمهات عدم ملاحظة ما قد يطرأ من تغيرات ظاهرية على أجسام أطفالهن وكذلك عدم فحص الطفل لمعرفة مسببات الصراخ والبكاء المستمرين غير العاديين، لا بل قد يمتد الاهمال الى أن تصبح حالة الطفل خطيرة وحينها قد ينصح الطبيب بالتدخل الجراحي العاجل لانقاذه من التسمم والوفاة، وذلك لأن الطفل يعاني من فتق مع إلتواء في جزء من الأمعاء، مثلاً.

الفتق هو انتفاخ يُرى بالعين المجردة ويُحس باليدين في المنطقة الاربية من أسفل البطن أو أن يكون في منطقة السرة في وسط البطن. وهذا الانتفاخ هو عبارة عن جزء من الأمعاء الدقيقة التي تمكنت من البروز تحت الجلد من خلال عضلات جدار أسفل البطن بسبب ضعفها. وتحدث عند الأطفال لضعف خلقي في عضلات البطن. وتزداد خطورتها كلما كان الطفل أصغر سنا لعدم استطاعته الشكوى بوضوح إلا بالتعبير عن الألم بالصراخ والبكاء المستمرين لافتا الانتباه الى أن هناك علة ما طرأت على جسمه.

إن تشخيص الحالة مبكرا تنقذ الطفل من الدخول في عملية طارئة بما تحمل من أخطار عديدة حيث لن يكون الوقت كافيا لتحضير الطفل بالطريقة المطلوبة طبيا. وكذلك عدم اعطاء الأمعاء فرصة الالتواء الخطير الذي قد ينتهي بحدوث الغرغرينا المميتة. جمعية طب الأطفال الأميركية ومؤسسة "نيموورس" الطبية تقدمان الى كل أم مجموعة من الأعراض المرضية التي تظهر على الطفل وتدل في الغالب على أن لديه فتقا، وهي:

- ظهور انتفاخ في منطقة البطن، إما عند السرة أو في أسفل البطن بالمنطقة الاربية، يظهر ويختفي عندما يكون الطفل في حالة اجهاد، أو مع السعال، أو البكاء أو عند الوقوف طويلا (في الحالات المهملة والمتأخرة). ويلاحظ اختفاء ذلك الانتفاخ عندما يرتاح الطفل أو يستلقي على ظهره ويخلد الى النوم.

- قد يلاحظ هذا الانتفاخ بشكل دائم الوجود ولا يختفي أبدا. - تغير لون الجلد في منطقة ظهور الانتفاخ أو التورم (الفتاق) من أسفل البطن. - أي انتفاخ يظهر في المنطقة الاربية من أسفل البطن ويكون محمر اللون ومصحوباً بألم شديد يعبر عنه الطفل بالبكاء والصراخ.

- ملاحظة أن الطفل أصبح متهيجا وقلقا مع وجود حمى وامساك أو قيء بالاضافة طبعا الى الألم. هذه المجموعة من الأعراض تدل على احتمال وجود فتق سري أو إربي عند الطفل، وفي هذه الحالة يجب أخذ الطفل الى الطبيب لتأكيد التشخيص ومن ثم تحضير الطفل جيدا لإجراء عملية اصلاح الفتق.

* اجعل النشاط البدني.. روتين حياتك > من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين في العالم، خاصة في المجتمعات المرفهة الابتعاد عن ممارسة الرياضة بأي شكل من أشكالها وتقديم مبررات عديدة لاقناع النفس والآخرين بهذا التقصير الذي يلقي بتبعاته على الصحة مباشرة، فارتفعت نسبة السمنة الى مستويات مخيفة وانتشرت أمراض العصر والمدنية بين صغار السن، فربع المجتمع أصبح يعاني من داء السكري وثلثه من ارتفاع ضغط الدم وما يتبعه من أمراض القلب والكلى وغيرهما.

هناك الكثيرون ممن استطاعوا التغلب على ضيق الوقت وعدم وجود ما يكفي للقيام ببعض التمارين البدنية بشكل منتظم ومستمر. وبمرور الوقت تعودوا الانتظام في هذه الممارسة الجيدة للرياضة الى جانب القيام بكافة الواجبات في العمل والمنزل. وعلى المدى البعيد كانوا أكثر سعادة بما حققوا من لياقة بدنية عالية.

أما الذين لا يستطيعون ممارسة الرياضة في الهواء الطلق إما لعدم وجود الوقت الكافي لذلك أو لسوء الأحوال المناخية وعدم ملاءمتها في كثير من الأحيان، فيمكن لهؤلاء استخدام الدراجات الداخلية، فقد ثبتت جدواها في حرق السعرات الحرارية وزيادة القوة العضلية مع تحسين صحة القلب، حيث يمكن اختيار المستوى الذي يناسب كل شخص على حدة حسب مقدرته الجسمية وكفاءته الصحية. وحتى تكون وسيلة ممتعة ينبغي ارتداء ملابس فضفاضة وشرب المياه بوفرة. وتعتبر هذه الوسيلة مناسبة جدا بالنسبة للمبتدئين ورجال الأعمال وللنساء في حالة عدم توفر نواد متخصصة في هذا النشاط. أخيرا يجب اعطاء النشاط البدني حقه من وقتنا الخاص واعتباره كجزء من الروتين اليومي، تماما مثل تنظيف الاسنان وقراءة الصحف ومشاهدة نشرات الأخبار!

* تسمم الحمل .. والمتابعة الدقيقة > من الأخطاء الشائعة عند كثير من المتزوجات حديثا عدم التسجيل في عيادة الحوامل بمراكز الرعاية الصحية الأولية للمتابعة مع طبيبة الأسرة أو مع الطبيبة المتخصصة في أمراض النساء والتوليد. والمبرر أنها ليست مريضة ويمكنها أن تتلقى النصائح والتعليمات من خبيرات العائلة كالأم والخالة والجدة. صحيح أن الحمل ليس مرضا، ولكنه بالرغم من ذلك يحتاج الى المتابعة عند الطبيب المتخصص في أمراض النساء والتوليد، وذلك لأن الحمل قد يحمل معه بعض المفاجآت غير السارة والتي تضع الحامل وجنينها في خطر كبير. ومن أكثر تلك المفاجآت حدوثا وأشدها خطورة مرض بري اكلامبسيا Preeclampsia أو ما يعرف بتسمم الحمل، والذي يحدث بنسبة 8% عند عموم الحوامل وتزداد نسبة الإصابة به في طرفي عمر الاخصاب والانتاج، خاصة إذا كانت الحامل مصابة أيضا بأحد الأمراض المزمنة. تتميز هذه الحالة بارتفاع مفاجئ وكبير في ضغط الدم، وارتفاع نسبة الزلال (البروتين) في الدم، وانتفاخ أو تورم في الأطراف كاليدين والقدمين مما يؤدي إلى زيادة في الوزن. وتشكل هذه الحالة خطرا يحدق بكل من الجنين والأم على حد سواء. وهنا قائمة تضم أهم عوامل الخطر وأكثرها شيوعا بين الحوامل، أعدتها جمعية مرضى البري اكلامبسيا الأميركية: - أن يكون الحمل هو الاول بالنسبة للمريضة.

- وجود تاريخ اسري او شخصي سابق لحدوث حالة تسمم حمل، بري اكلامبسيا.

- وجود أحد الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، أو أمراض الكلى، أو ارتفاع مزمن في ضغط الدم من السابق.

- أن يكون عمر الحامل اصغر من سن 18 او اكبر من 40 عاما. - وجود حالات مرضية أخرى مثل متلازمة تعدد الاكياس المبيضية، الذئبة الحمراء، التهاب المفاصل الرثواني، ساركويدوسيس او مرض التصلب المتعدد. - السمنة. - حمل التوائم. إن وجود واحد أو أكثر من هذه العوامل يجعل الحمل خطرا ويتطلب العرض على أحد المتخصصين في هذا المجال للتأكد من التشخيص الدقيق ووضع خطة علاج محكمة، حيث ان العلاج الأمثل لتسمم الحمل هو الولادة! ولكن قد يكون الحمل في اسابيع لا يسمح فيها بالولادة وتكون حالة المرأة الحامل، لحسن حظها، مستقرة، فتوضع الحامل في هذه الحالة تحت الملاحظة والمتابعة والراحة التامة حتى يحين موعد مناسب لولادتها.