بين الصواب والخطأ

TT

* لا تحاول إخراج الحشرة من الأذن من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون عند دخول حشرة ما، مثل الذبابة، في قناة الأذن الخارجية لأحد أفراد الأسرة قيامهم ببذل محاولات عديدة مستخدمين فيها أدوات أو آلات قد تكون حادة أو مدببة الرأس لاستخراج تلك الحشرة. وقد يكتب النجاح لمحاولاتهم تلك، ولكنه نجاح مؤقت، غالبا ما يعقبه ألم وارتفاع في درجة الحرارة مع تورم قناة الأذن.

إن دخول الحشرات في قناة الأذن حالة طارئة وشائعة وتزداد نسبة حدوثها ليلاً أثناء النوم في فصل الصيف، حيث تبحث الحشرات عن مكان رطب للاختباء فيه.

ومن الخطأ الجسيم أن يحاول الشخص إخراجها بنفسه، فمعظمها تحمل في أرجلها ما يشبه المشادات التي تقوم الحشرة بغرسها في جدار الأذن إذا ما شعرت بمحاولة لمسها أو سحبها للخارج وتتعمق بجسمها الى الداخل، محدثة خدوشاً ميكروسكوبية دقيقة في جدار قناة الاذن، تتسرب من خلالها مختلف أنواع الجراثيم التي تحملها الحشرة على جسمها وأرجلها فتسبب حدوث التهاب في الاذن الخارجية قد يمتد الى الأذن الداخلية.

إن هذا الالتهاب يكون أشد خطرا إذا ما كان الشخص مصابا بأحد الأمراض المنهكة للجسم كمرض السكري أو بأحد أمراض اضطرابات جهاز المناعة مما يهدد بالاصابة بالتهاب السحايا (اصابة بطانة الدماغ) او التهاب الدماغ (اصابة الدماغ نفسه) وذلك لقرب الأذن الوسطى والداخلية من الدماغ، وتكون الحالة بالغة الخطورة. إن التصرف الصائب في هذه الحالة هو عدم القيام بأي محاولات مما ذكر، والاكتفاء بوضع بضع نقاط من الزيت (كزيت الأطفال) داخل الاذن بهدف ايقاف الحشرة من التحرك باتجاه الداخل، التوجه الى أقرب مستشفى ليقوم الطبيب باخراج الحشرة ومن ثم معالجة الخدوش الميكروسكوبية بما يناسبها من مراهم ونقط خاصة بالأذن.

كما يقوم الطبيب بتقييم الحالة بعد بضعة أيام عما إذا كان هناك احتمال لامتداد حدوث العدوى في الاذن الوسطى أو امكانية تكون وتجمع السائل وراء طبلة الاذن من الداخل والتي يمكن ان تؤثر على السمع، خاصة اذا كان هناك حمى وألم وتقيح وراء طبلة الاذن دامت اكثر من ثلاثة الى خمسة ايام، ويكون العلاج في هذه الحالة بالمضادات الحيوية المناسبة مع المتابعة الدقيقة.

* حذار من أشعة الشمس الضارة من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين في المجتمع أن ينتهجوا سلوكا خاطئا في الصيف عند تعرضهم لأشعة الشمس، إما بعدم المبالاة بمخاطر هذه الأشعة أو باستخدام وسائل وقائية غير كافية أو استخدامها بطريقة خاطئة.

هناك اكثر من سبب وجيه يدعو الى توخي الحذر إزاء التعرض للشمس.

ووفقا لجمعية السرطان الاميركية ACS، فإن اكثر من 1 مليون حالة سرطان جلد "نون – ميلانوما" تشخص في كل سنة لها علاقة بالشمس. وتقدر ACS ان اكثر من 62.000 حالة جديدة، بأميركا في عام 2006 ، كانت من أورام "ميلانوما"، وهي اخطر أنواع سرطان الجلد.

ورغم المعالجة ومعدلات البقاء الممتازة، نظرا للاكتشاف المبكر، ستظل أورام "ميلانوما" مسؤولة عن حياة ما يقرب من 8.000 في هذا العام. إن الذين يسعون للحصول على اللون الأسمر المطلق، يتعرضون بذلك للاشعة فوق البنفسجية، وهي تعرضهم لزيادة خطر سرطان الجلد. وسرطان الجلد هو الاكثر شيوعا من جميع انواع السرطان، وهو ما يمثل أكثر الحالات من البروستاتا، الثدي، الرئة، القولون، الرحم، وسرطان البنكرياس والمبايض مجتمعة.

توصي الاكاديمية الاميركية لأمراض الجلد باستخدام واقيات أو حاجبات الشمس (sunscreens) وبحد ادنى عامل الحماية SPF رقم 15. إن استخدام حاجبات اشعة الشمس يوفر حماية ضد الاشعة فوق البنفسجية - ب (UVB) المسؤولة الاولى عن الصبغة والاحتراق، والاشعة فوق البنفسجية - أ (UVA) التي تخترق اعماق الجلد. ومن المهم معرفة أن حاجبات اشعة الشمس هذه لا تمنع خطر تعرض الجلد للاشعة فوق البنفسجية الضارة ولكنها تحد منها، ويؤكد ريك مالوف، المتخصص في الصحة العامة، أن استخدام الواقي من درجة العامل SPF 15 لمدة 15 دقيقة في الشمس يعادل تقريبا قضاء دقيقة واحدة أمام الفرن بدون أية حماية. وأن ارتداء قميص قطني لوقاية الجلد من أشعة الشمس يوفر حماية بحوالي SPF 5.

والى جانب الوقاية من الاصابة بسرطان الجلد، فإن لاستخدام حاجبات اشعة الشمس فوائد أخرى، نذكر منها:

- أنها تساعد على منع الشيخوخة المبكرة للجلد نتيجة التعرض لأشعة الشمس؛ حيث يميل الجلد المتأثر بأشعة الشمس لأن يبدو متجعدا وخشنا ومليئا بالبقع المتناثرة. - حاجبات الاشعة الشمسية تمنع، ايضا، النمش. - إن استخدام حاجبات قوية ذات عامل حماية SPF عال، سيكون مفيدا ولكن ليس مانعا كاملا لتأثير أشعة الشمس على الجلد، وذلك عند التعرض للشمس بعد أخذ أدوية من شأنها أن تزيد حساسية الجلد لضوء الشمس، ضمن آثارها الجانبية.

* الإعداد المبكر للرحلة يقي من تلوث الطعام من الأخطاء الشائعة عدم الاعداد المبكر والجيد للرحلة التي يقوم بها الكثيرون لقضاء يوم كامل أو أكثر خارج المنزل. ويأتي في أولويات ذلك بند الطعام من حيث الكمية والنوعية وطريقة الحفظ السليمة.

قد لا تكون هناك مشكلة في كمية الطعام، حيث تعود الجميع أن تتجاوز الكمية حاجة الموجودين ومدة الرحلة، بل قد يخلق ذلك مشكلة أخرى في حفظ هذه الكمية الكبيرة والتسبب في تلف الكثير منها. أما نوعية الأصناف التي تفضل في الرحلات فهي تلك التي لا تعطب بسرعة ولا تحتاج للتجميد حيث لا تتوفر هذه الامكانات.

إن تلوث الطعام مشكلة صحية شائعة في فصل الصيف وأثناء الرحلات لتوفر عوامل تكاثر البكتريا. إن العديد من الأصناف اللذيذة التي نتناولها في رحلاتنا قد تتحول في لحظات الى تربة خصبة للبكتريا إذا ما تركت في الحرارة والرطوبة. ويمكننا أن نتوقع الاصابة بكل أنواع العدوى التي تنتقل عن طريق الطعام الملوث، وتتباين أعراضها ابتداء من الاسهال والقيء وانتهاء بالتسمم الغذائي. وفيما يلي بعض النصائح للوقاية من تلوث الطعام: - اصطحب معك للرحلة برادين اثنين، خصص أحدهما لحفظ الطعام والاخر لحفظ المشروبات.

- يجب فصل وعزل أصناف الطعام النيئة عن الأصناف المطبوخة.

- يجب طبخ جميع الأصناف حتى تنضج جيدا مع تقليب جميع النواحي فيها.

- اذا ترك الطعام لاكثر من ساعتين بعد طبخه واعداده ولم يتم حفظه بطريقة صحيحة، فيجب التخلص من هذا الطعام بكامله.

- عدم أكل الطعام الذي أعيد تسخينه بعد أن كان باردا، أو الطعام المبرد الذي كان ساخنا.

- تعود غسل اليدين باستمرار، أو طبق تعليمات الرابطة الاميركية للغذاء والتغذية باستعمال المسحات المبللة المغلفة في حالة عدم توفر مصدر للمياه الجارية. - اذا شعر أحد الموجودين بعدم الارتياح بعد تناول الطعام، وأصيب بالاسهال او حتى بدأ يشعر بالغثيان ثم التقيؤ فيجب التوقف عن تناول أي طعام بالفم ويكتفي بشرب السوائل بكثرة مع تناول محلول مقاومة الجفاف.

- يجب استشارة الطبيب اذا استمر الاسهال لأكثر من ثلاثة أيام، أو إذا لوحظ وجود دم مع البراز أو ارتفعت درجة حرارة الجسم لاكثر من 38.5° C.