أستشارات طبية

TT

*  حروق الشمس > عمري 28 سنة، تعرضت للشمس هذا الصيف. وظهر لدي تورم جلدي يحتوي على سائل شفاف. وضعت بعض كريمات ترطيب البشرة، لكن لونها تحول إلى بني خفيف. ماذا علي فعله؟

وداد عزيز - الدار البيضاء ـ ما تصفيه غالباً هو بثرة مائية نتيجة حصول حروق من الدرجة الثانية في الجلد جراء التعرض لأشعة الشمس، لأن الجلد حينما يتعرض لكمية معتدلة لا ينشأ عن الاشعة سوى احمرار مؤلم، يزول عادة خلال بضعة أيام. لكن التعرض الشديد لها قد يُؤدي إلى حروق من الدرجة الثانية تطول الطبقات الأعمق في الجلد، أي أعمق من طبقة البشرة الخارجية. وربما لا يكون السبب هو حصول تعرض شديد لأشعة الشمس، بل في بعض الأحيان يُؤدي التعرض العادي لأشعة الشمس إلى ظهور حروق من الدرجة الثانية نتيجة لوجود مواد دوائية كيميائية تتفاعل مع أشعة الشمس بالكميات المعتدلة لها وتُؤدي إلى الحروق تلك. ما يُخشى منه في بعض الأحيان أن تترك تلك الدرجة من حروق الجلد ندبات خفيفة أو تغيرا طفيفا في لون الجلد. لكن ما يجب الاهتمام به هو أن يحرص الإنسان على العناية بسلامة البثور المائية حتى تلتئم دونما حصول التهابات ميكروبية فيها. ولذا فإن من الضروري مراجعة طبيب الجلدية آنذاك وإتباع إرشاداته بخصوص العناية بالبشرة التي تعرضت للحروق وكيفية وقايتها من أي التهابات أو معالجة الالتهابات لو وُجدت. وعادة ما يصف أدوية موضعية مثل الكريم الذي يُسهل التئام الجروح ويمنع عدوى الميكروبات عنها. ومع ظهور تغير في لون الجلد لديك فإن اللجوء إلى طبيب الجلدية ضروري للتعامل مع ذلك وإزالته إن أمكن. والذي يُقال عن الذي ذكرت، هو أن على الإنسان أن يحمي جلده من أشعة الشمس عموماً. والرأي الطبي هو أن لا داعي صحيا للتعرض لأشعة الشمس، حتى ولا داعي للحصول على فيتامين دي من تعرض الجلد لأشعتها، لأن احتمالات الإصابة بسرطان الجلد ترتفع مع تكرار التعرض لأشعة الشمس لمدد زمنية طويلة. أي الذي يُعمل من أجل الحصول على لون بشرة برونزي.

* جلطة الطائرة والأطفال > هل من احتمال أن يُصاب الأطفال بجلطة الأوردة عند السفر الطويل بالطائرة؟

أم عبد الله- الرياض ـ أفترض أن السؤال نظري لأنه ورد كتعليق على مقال سابق لي حول السفر بالطائرات لمدة طويلة. ولا أعلم أي دراسات تحدثت عن جلطات الأوردة في الساقين لدى الأطفال الأصحاء نتيجة السفر في الرحلات الجوية الطويلة، بالمقارنة بتلك التي تحدثت عن احتمال حصول ذلك لدى البالغين الأصحاء. وبشكل عام فإن من غير المحتمل أن يحصل هذا الأمر لدى الأطفال الأصحاء. لكن، هناك أطفال عُرضة للإصابة بجلطات الأوردة في الساقين بشكل عام، وهو ما يتأكد من الناحية النظرية لدى ركوبهم في الطائرة وعدم تحريك أقدامهم وحصول شيء من الجفاف لديهم نتيجة لطبيعة تكوين الهواء داخل الطائرة خاصة من ناحية تدني نسبة الرطوبة فيه.

والأطفال الأكثر عُرضة لجلطات الأوردة هم منْ لديهم اضطرابات في تخثر الدم، أي يسهل لديهم حصول تجلط الدم داخل الأوردة نتيجة لخلل في مكونات الحفاظ على سيولة الدم الطبيعية، مثل الأمراض المرتبطة باضطرابات فرط مناعة الجسم كالذئبية الحمراء أو الفشل الكلوي أو العيوب الخلقية في تكوين بنية صمامات أو حجرات القلب. وكذلك الحال مع الأطفال المُصابين بأحد أنواع السرطان، في الدم أو الغدد الليمفاوية أو غيرها. لكني حقيقة لم أجد ما يدل على احتمال ارتفاع إصابتهم بالجلطات الوريدية نتيجة ركوب الطائرة لمسافات طويلة.

* العدسات اللاصقة > عمري 25 سنة وأرتدي عدسات لاصقة أسبوعية، وأنام وأستيقظ بها طوال الأسبوع دون خلعها عند النوم. وأعاني من حين لآخر من حكة وإحساس بوجود حبيبات في العين. ما هو السبب وماذا تنصح؟

حنان محمد _ القاهرة ـ من المعلوم أن الطبقة الخارجية من خلايا العين تحتاج إلى الأوكسجين وهو ما يقل عند استخدام العدسات اللاصقة طوال اليوم ويزداد النقص سوءاً عند النوم وغلق الجفون مع ارتداء تلك العدسات طوال النهار والليل. أي أن العدسات اللاصقة تصنع حاجزا واحدا لمنع تغذية الطبقات الخارجية من العين بالأوكسجين وذلك طوال فترات الاستيقاظ، وحاجزين بدلاً من واحد طبيعي خلال فترات النوم. إضافة إلى هذا فإن وضع العدسات اللاصقة طوال اليوم يحرم تلك الطبقات الخارجية من مفعول الترطيب الذي تقدمه الإفرازات الطبيعية للسوائل على طبقات العين الخارجية. وهما أمران يُؤديان بالتالي إلى نشوء حالة من الجفاف وقلة حيوية أجزاء العين الخارجية. وهو ما يبدو كحكة وشعور بوجود حبيبات كالرمل داخل العين عند غمض الجفن.

ولذا فإن نصيحة أطباء العيون العامة هو نزع العدسات اللاصقة عند النوم حتى لو كانت من الأنواع التي تُوصف بأن بالإمكان استخدامها لمدة أسبوع، لأن المقصود بالعدسات الأسبوعية هو أنه يُمكن استخدامها سبعة أيام عند النوم طوال تلك الأيام، وليس وضعها بشكل متواصل ليلاً ونهارا طوال أيام أسبوع واحد. هذا من جانب العدسات واستخدامها العادي دون احتمالات أن تنشأ مشاكل أخرى جراء ذلك، لأنه ومن جوانب أخرى ثمة عدة احتمالات لوجود إما حساسية في العين بدرجات متفاوتة القوة لاستخدام العدسات. كما أن هناك احتمالات لحصول التهابات ميكروبية في العين، إما نتيجة لعدم اتباع سبل الاستخدام السليم للعدسات اللاصقة أو لاستخدام محاليل تنظيف ملوثة أو أوعية وضع العدسات بتلك الحالة أو لأمر عارض مُحتمل لا علاقة له بالعدسات كالالتهابات الميكروبية أو الحساسية. ما أنصح به هو مراجعة طبيب العيون مباشرة وأخذ النصيحة الطبية لحالتك منه.

* أدوية السكري والانتصاب > هل يتسبب تناول أدوية معالجة مرض السكري بحصول حالة ضعف الانتصاب؟ مع العلم أني اتناول علاجا لارتفاع الكولسترول.

خ. الحيران_ دبي ـ هذا ملخص سؤالك. المعالجات الدوائية، سواء تلك التي تُؤخذ على هيئة حبوب أو حقن الأنسولين، لحالات مرض السكري لا تتسبب بحصول ضعف في الانتصاب.. لا في طريقة عملها ولا في أي من آثارها الجانبية المعروفة. ونفس الشيء بالنسبة لأدوية ستاتين لمعالجة خفض ارتفاع الكولسترول مثل ليبيتور أو زوكور أو كريستور أو غيرها، فإنها لا تتسبب بضعف الانتصاب. بل الحقيقة هي أن المتوقع حال الالتزام بتناول أدوية معالجة السكري ومعالجة ارتفاع الكولسترول أن تتحسن حالة ضعف الانتصاب إن وُجدت، لأن السكري بالذات، حال عدم انضباط معالجته كحالة شاملة تتأثر فيها الأعصاب والأوعية الدموية وترتفع فيها نسبة سكر الدم، فإن هذه الثلاثة أمور قد تتسبب باحتمال نشوء ضعف الانتصاب بنسبة عالية. ومما هو معلوم أن الانتصاب يتطلب سلامة الأعصاب الطرفية وسلامة الأوعية الدموية. وحينما تتأثر سلباً قوة الأعصاب نتيجة لارتفاع سكر الدم، وحينما تتأثر سلباً الأوعية الدموية وقدراتها على استيعاب تدفق الدم إليها واحتباسه فيها نتيجة لارتفاع نسبة سكر الدم ونتيجة أيضاً لاضطرابات الدهون والكولسترول المُصاحبة عادة له، فإن المشكلة تظهر والمعاناة تبدأ. والخطوة الأولى التي لا مجال لتجنب القيام بها هي ضبط نسبة سكر الدم بشكل طبيعي صارم دون تهاون، والامتناع عن عادة التدخين لمن يُمارسون ذلك، وضبط نسب الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم ضمن المعدلات الطبيعية لمرضى السكري، وليس فقط ضمن المعدلات الطبيعية لعامة الناس. إضافة إلى التأكد من مقدار ضغط الدم والحرص على ممارسة الرياضة البدنية وتناول الوجبات الصحية.

وما قد يغيب عن الكثيرين هو أن حل مشكلة ضعف الانتصاب ليس بالتوجه المباشر إلى أدوية مثل فياغرا أو ليفيترا او سيالس. وذلك لسببين: الأول هو أنها ستفقد مع الوقت مفعولها السحري لأن المشكلة التي تطال الشرايين والأعصاب بالضرر لا تزال مستمرة ولا تُقدم هذه الأدوية شيئاً يُذكر في التخفيف منها. والثاني أن ظهور مشكلة ضعف الانتصاب لدى الرجل المُصاب بالسكري إنما هو تنبيه أخف ضرراً على وجود مشكلة في الشرايين أو الأعصاب بالجسم، أي أن ثمة شيئاً ما لا يزال خفياً ربما في شرايين القلب أو الدماغ. ولذا يكون الحرص على معالجة ضعف الانتصاب هو لوقاية وتنظيف شرايين القلب والدماغ قبل ظهور المشكلة الأكثر ضرراً فيها.