بين الصواب والخطأ

TT

اضطرابات ما بعد الصدمة > إن من الأخطاء الشائعة التي يتقاسمها الطبيب المعالج مع مريضه، أحياناً، عدم الانتباه للأعراض النفسية التي تنتاب المريض القادم الى المستشفى نتيجة الاصابة في حادث. وتكون عاقبة ذلك أن تلازم تلك الأعراض المريض مدة طويلة من الزمن، كان من الممكن الوقاية منها أو معالجتها فور حدوثها.

وتختلف درجة تأثر المرضى بحدوث هذه الاضطرابات النفسية اللاحقة للاصابات باختلاف نوع وشدة الحادثة نفسها ومدى الاستعداد الشخصي للمصاب نفسه لظهور هذه الأعراض. الدكتورة ايلانا نيومان، رئيسة الجمعية الدولية لدراسات الاجهاد العصبي للحوادث، توضح هذه النقطة في دراسة لها تؤكد الحقيقة العلمية في علم النفس بأن هناك أدلة تنبئ باحتمال وقوع مشاكل نفسية للمصاب في المستقبل كأن يكون المريض سبق أن عانى من مشكلة في الماضي، وأن الاضطرابات النفسية السابقة، وخصوصا الاكتئاب والقلق والادمان، هي عوامل خطر تزيد من نسبة الاصابة بالاضطرابات النفسية بعد التعرض لحادثة ما. وهذا يفسر تعرض الارامل والمطلقات والأشخاص فاقدي الاستقرار في أسرهم لهذه الاضطرابات أكثر من غيرهم عقب إصابتهم في حادثة.

والاطفال أيضاً معرضون لهذه الحالة، فقد تظهر هذه الاضطرابات عند الطفل الذي يعاني من وجود اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عنده أكثر من غيره. وكذلك الاطفال الذين يعانون من عجز التعلم فقد يعانون أكثر من غيرهم من الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة. عليه فإن اهتمام طبيب الطوارئ بالجانب الوقائي لهؤلاء المرضى وكذلك أخذ التاريخ الشخصي للمريض لما سبق أن عانى منه أو أحد أفراد أسرته سابقا، يعتبر أمراًُ بالغ الأهمية في الوقاية من هذه الاضطرابات وتداركها قبل حدوثها، أو تقديم العلاجات المتوفرة لمن تظهر عليه هذه الأعراض، وهي علاجات فعالة بدرجة كبيرة وإن كانت تحتاج الى وقت قد يطول.

* الطفح الحراري والبثور الجلدية

* من الأخطاء الشائعة الاسراف في استعمال المراهم بهدف علاج الطفح الجلدي الذي يظهر عادة في فصل الصيف أو الاصرار على أخذ حقنة لتسكينه، ويقصدون بها حقنة كورتيزون. يترافق عادة الطقس الحار مع ظهور الطفح الحراري والبثور الجلدية اللاسعة أحيانا وخاصة على العنق والصدر وفي ثنايا الجلد مثل الإبط وتحت الثدي والإرب. وما هي إلا عبارة عن قنوات عرقية متفجرة، سببها العرق الغزير، وخاصة مع ملابس ضيقة. وعادة ما تختفي اذا تجنبنا استخدام المراهم وحافظنا على الجلد جافاً وبارداً. قد تمتد الحالة عند البعض ممن لديهم حساسية أو رد فعل لبعض العقاقير التي يتعاطونها لأمراض معينة فتظهر لديهم بثور "أرتيكاريا حادة" وهي عبارة عن تراكم السائل تحت الطبقة العليا من الجلد، بسبب زيادة افراز مادة الهستامين الى الأوعية الدموية وتؤدي الى الحكة. ومن الممكن تخفيف اعراضها بالاسترخاء وأخذ مرشاش (دش) بارد وعمل كمادات ضاغطة باردة أيضا. وعادة ما تختفي البثور التي تظهر في غضون يوم او اثنين ومعظمها يذهب في غضون يوم واحد من الزمن كحد اقصى، أما الحالة عامةً فتستمر لبضعة أيام، وإلا فيمكن قطع الطريق على تأثير الهيستامين بواسطة أقراص مضادة للهيستامين لبضعة أيام مثل دواء "كلاريتين" الذي يحول دون ظهور بثور جديدة. ومن الخطأ أن يتسرع الطبيب في اعطاء المريض حقنة كورتيزون أو حتى حقنة مضادة للهيستامين، وقد يكون ذلك استجابة لطلب المريض أو ذويه، ما لم يكن المريض يعاني مسبقا من أحد الأمراض الجلدية المزمنة.

* الوشم .. مضاعفاته وطرق إزالته

* من الأخطاء الشائعة أن نرى البعض وخاصة مَن هم دون العشرين من العمر يوشمون أجسامهم في عصر ثبتت فيه بالأدلة المخاطر التي يسببها الوشم، حتى وإن أُجري في بيئة معقمة.

الجلد هو خط الدفاع الاول في عملية الوقاية الطبيعية للجسم ضد غزو الجراثيم، والوشم يجهض هذه العملية باختراقه الطبقة الخارجية من الجلد (البشرة) بإبرة تحمل أحباراً وأصباغاً مختلفة تستقر في طبقة الأدمة الداخلية. فهو يمثل خطرا متزايدا.

إن الفرصة كبيرة لنقل أمراض خطيرة من شخص لآخر، اذا كانت أدوات الوشم ملوثة، مثل التهاب الكبد الوبائي- سي، التهاب الكبد- بي، الكزاز، والايدز.

وحتى وإن أجري الوشم في بيئة معقمة واتبعت فيه قواعد مكافحة العدوى فإن الاحبار المستخدمة في الوشم تشكل مجموعة من المضاعفات، منها: الحساسية للصبغة والأحبارالمستعملة، خاصة الأصباغ الحمراء وهي الاكثر شيوعا وتحدث رد فعل، يكون خطيرا أحيانا، ويسبب ألما يصعب التخلص منه.

الحبر الاسود يحتوي، في كثير من الاحيان على الحديد الذي يبدأ يتمغنط أثناء الفحص بالتصوير بالرنين المغناطيسي، مما يؤدي الى احساس غريب مثل التوخز والتنميل تحت الجلد. يحجب الوشم الاورام الجلدية التي تسمى "ميلانوما" التي تقع داخل حدوده ويجعل تشخيصها أمراً صعباً. مضاعفات وشم الاشعة فوق البنفسجية أو الوشم الأسود الخفيف، الذي انتشر في الآونة الأخيرة واصبح ذا شعبية كبيرة بين الجماهير الصاخبة. وهو يحتاج الى استخدام أحبار خاصة تجعل الوشم لا يُرى إلا تحت الضوء. ولا تزال سلبياته غير محددة والشكوك تحوم حول تسببه في نوع من سرطان الجلد. ومقابل انتشار هذه العادة، هناك توجه من البعض لازالة الوشم، اذ تؤكد دراسة قامت بها الدكتورة آن لومان، الاستاذة المشاركة في الامراض الجلدية في جامعة نورث ويستيرن ونشرت في سبتمبر (ايلول) 2006 ، أن حوالي 17 في المائة من الناس يطلبون إزالة رسم الوشم، وأن غالبيتهم أجروا الرسم قبل سن 18 عاما. ومن أكثر طرق ازالة الوشم فعالية في العالم هو العلاج بالليزر، حيث يعمل الليزر على ازالة الصبغات بأقل قدر من الجروح، وأسهلها إزالة هو الحبر الأسود ثم الاخضر فالاصفر.