أستشارات طبية

TT

* «فوزيماكس» وهشاشة العظم

* والدتي عمرها 52 سنة وتتناول منذ أربع سنوات "فوزيماكس" أسبوعياً لمعالجة هشاشة العظام. إلى متى يجب أن تتناوله؟

عائشة م._ جدة ـ فوزيماكس أحد الأدوية التي ثبتت فائدتها في تحسين مكونات بنية العظم لدى منْ لديهم هشاشة فيه. وهو من الأدوية الحديثة نسبياً في أسواق المعالجات الطبية. وما هو متوفر من معلومات حتى اليوم عن مدة إمكانية استخدامه لا يزال ضمن تعريف كلمة " محدود"، لأن الدراسات طويلة الأمد لا تزال قليلة. وأعني التي تابعت لمدد تزيد عن عشر سنوات. وأكرر قليلة وليست غير متوفرة، لأن ثمة دراسات متابعة لمدة عشر سنوات.

ما هو معلوم بشكل واضح من مجمل الدراسات التي أجريت على استخدامه، أن تناوله لمدة خمس سنوات آمن ومفيد جداً في تحسين ما هو مطلوب منه فعله، أي تحسين بنية وقوة العظم، والأهم تقليل نسبة احتمالات الإصابة بالكسور العظمية.

أما تناوله لمدد أطول فلا يُوجد ما يدل على عدم أمان ذلك ولا على عدم جدواه في تحسين بنية العظم ومكوناته. بل ثمة ما يدل على أنه مفيد، وعلى أن الانقطاع عن تناوله يُؤدي إلى تناقص تدريجي في مكونات بنية العظم. لكن من غير الواضح مدى جدوى تناوله لمدد تصل إلى عشر سنوات وأكثر، في تقليل نسبة الإصابات بكسور العظام.

والواقع أن هذا الجانب لا يزال من غير الواضح، لكن ما يُقال هو أن الأمر يعتمد على حُسن المتابعة مع الطبيب المباشر لمعالجة الحالة ومدى متابعة إجراء فحوصات تقييم العظم وبنيته ومدى اتباع الوسائل الأخرى في معالجة هشاشة العظم كالتغذية الصحية والكالسيوم وفيتامين "دي" وممارسة الحركة والنشاط البدني وغير ذلك، لأن المهم هو التأكد من استمرارية المعالجة للحالة والاستفادة من ذلك.

* تساقط الشعر و«روغين» > زوجي يستخدم بخاخ "روغين" لتساقط شعر رأسه. هل لي أن أستخدمه؟

خ. ع. الظهران ـ الأصل في استخدام عقار "روغين" هذا، والمحتوي على مادة مينوكسديل، هو لمعالجة حالات تساقط الشعر المرتبطة بهورمونات الذكورة، أي ذات الطبيعة الذكورية في حصول صلع الرأس. وهو إما رغوة أو سائل يُوضع على منطقة فروة الرأس يومياً لتحفيز نمو الشعر ومنع تساقطه. وهناك نوعان مختلفا النسبة منه، النوع الأكثر تركيزاً مخصص للرجال فقط، بينما الأخف تركيزاً يُمكن للرجال وللنساء استخدامه.

وفائدته للبعض من الناس دون غيرهم أثبتتها الدراسات الطبية، أي ليس لكل من يستخدمه، وأيضاً قد يتطلب الأمر عدة أشهر لرؤية الفائدة. كما أن التوقف عن استخدامه يُعيد الأمر إلى سابقه تدريجياً.

وأهم آثاره الجانبية إثارة الحكة في مكان وضعه، وربما يلحظ البعض مؤقتاً شيئاً من تزايد تساقط الشعر عند البدء باستخدامه. بالإضافة إلى حالات الحساسية منه أو ظهور التأثر الشديد بأشعة الشمس. كما أن الإفراط في وضع كمية أكثر مما يُنصح به قد يُخفض ضغط الدم أو يتسبب بألم في الصدر أو تزايد عدد نبضات القلب، لدى البعض. لكن البعض قد يُعاني من ظهور حب الشباب بما لا علاقة له بالكمية المستخدمة منه.

والحذر ربما هو في استخدام المرضعات له لأنه يخرج مع حليب الثدي للرضيع، أو في وصوله إلى العينين أو نمو الشعر في أماكن من الوجه غير مرغوب في ظهور الشعر عليها حال عدم استخدامه بطريقة سليمة.

* الأسبرين والقلب > متى يتناول الإنسان الأسبرين للوقاية من أمراض شرايين القلب؟

مهندس محمود صفوت _ مصر ـ تناول الأسبرين (قليل الجرعة) هو للوقاية من تداعيات وجود حالات تصلب الشرايين التي يصطحبها وجود تضيقات ناجمة عن ترسبات الكولسترول على جدار الشرايين. وعليه فالأسبرين لا يمنع نشوء مشكلة مرض الشرايين بل يمنع ترسب الصفائح الدموية على الأسطح الخشنة والمتهتكة لبطانة الشرايين المريضة بالأصل. هذا من جانب الأساس العلمي لاستخدام الأسبرين. ومن جانب آخر فإن الأطباء يُقسمون الوقاية عموماً إلى نوعين: وقاية أولية ووقاية متقدمة.

والوقاية المتقدمة مقصود بها وقاية الاشخاص الذين أصابتهم في السابق أحد تداعيات ومضاعفات أمراض في الشرايين، مثل منْ سبقت إصابتهم بالذبحة الصدرية (تكرار ألم الصدر مع بذل الجهد، أو أثناء الراحة) أو النوبة (الجلطة) القلبية، أو تم تشخيص وجود أمراض في الشرايين بشكل غالب على الظن الطبي. وهنا يجب تناول الأسبرين بشكل يومي تحت الإشراف الطبي، لأن فائدة ذلك عالية جداً في منع تكرار حصول أحداث تلك التداعيات وفي المحافظة على سلامة الحياة. هذا طالما لا تُوجد موانع طبية من ذلك، والتي يُحددها طبيب القلب المتابع للحالة.

أما الوقاية الأولية فهي لحماية من لديهم احتمالات عالية في حصول أحد تداعيات أمراض الشرايين القلبية. وهنا ما يضبط احتمال الاستفادة من عدم ذلك، هو موازنة فائدة تناول الأسبرين مع احتمالات التضرر منه، لأن الأسبرين كأي دواء طبي له آثار جانبية محتملة قد تهدد حتى سلامة الحياة. وتحديداً احتمالات حصول نزيف المعدة أو في شرايين الدماغ.

لذا يجب أولا مراجعة الطبيب قبل البدء بالتناول الفعلي اليومي له كي يتم وصفه بناءً على رأي طبي سليم. وما هو عليه الرأي الطبي أنه كلما كانت مخاطر أمراض القلب والشرايين عالية، كانت الفوائد أفضل. والرجال والنساء الذين يكسبون أكثر من تعاطي الأسبرين هم أولئك الذين يعانون من عوامل خطورة كبيرة للإصابة بها. ويبدو هذا من القناعات الشائعة، لكن كثيرا ما دلت الأبحاث ان القناعات الشائعة هي على خطأ. وما سيقوم به الطبيب هو الكشف عن مدى وجود عوامل الخطورة لدى الإنسان، وذلك وفق جداول خاصة تشمل معلومات عن الجنس والعمر ومستويات الكولسترول والتدخين ومقدار ضغط الدم. ويتم من ذلك احتمالات الإصابة بنوبة قلبية، او الوفاة من أسباب لها علاقة بأمراض القلب على مدى السنوات العشر المقبلة. والاستثناء الوحيد هو لدى الأشخاص الذين يعانون من السكري. لأن الإصابة بمرض السكري تُعتبر مثل الإصابة بأمراض القلب والشرايين.