هرمون صناعي يعزز قدرة الرضاعة لدى الأمهات

أبحاث علمية لطريقة جديدة بديلة

الرضاعة الطبيعية تعزز مناعة الاطفال.. أم اميركية ترضع طفلتها في صيدلية بأحد المتاجر الاميركية الكبرى (كي آر تي)
TT

* يقول الباحثون في جامعة هارفارد في دراسة رائدة لهم إن بالإمكان الاستفادة من نسخة مُصنعة من هرمون الحليب، المعروف بهرمون برولاكتين prolactin، في زيادة إدرار الحليب من أثداء الأمهات اللاتي يشكون من قلة القدرة لديهن على إرضاع أطفالهن. والمعلوم أن هرمون برولاكتين هو المعني بتحفيز إنتاج ثدي المرأة للحليب أثناء الحمل وما بعد الولادة. وبالرغم من التحفظ الذي أبدته الدكتورة غابريلا بيج _ ويلسن، الباحثة الرئيسة في الدراسة من كلية الطب بجامعة هارفارد، وذلك بقولها إن المزيد من البحث لا يزال من الواجب إجراؤه، للتأكد من الفائدة، إلا أنها صرحت بأن النتائج الأولية مشجعة في احتمالات تطبيق هذه الوسيلة العلاجية المحتملة.

* وسيلة بديلة

* وكانت "المجلة الدولية لرضاعة الثدي" قد نشرت في نسختها الإلكترونية لشهر أغسطس الحالي أن الباحثين من جامعة هارفارد في بوسطن قالوا بأن الاستخدام الحالي للمواد الكيميائية المحفزة لزيادة إنتاج وإفراز هرمون برولاكتين، في سبيل تنشيط الثدي على تكوين الحليب، قد أدت إلى ظهور آثار جانبية على النساء المستخدمات لها، مثل الشعور بالدوخة والاكتئاب. وهو ما يفرض على حد قولهم التفكير في وسائل بديلة لتحقيق ذلك.

ولإجراء تقييم لوسيلة هرمونية مباشرة وبديلة لتلك المواد، قام الباحثون باختبار تأثيرات تناول نوعية مُصنعة من هرمون برولاكتين من قبل 21 امرأة سليمة من أي أمراض ولا يشكون من أي اضطرابات في انتظام الدورة الشهرية أو غيرها من الاضطرابات الهرمونية، وممن أيضاً لم يُنجبن مؤخراً، أي نساء لا يُوجد لديهن أي مؤشرات على اضطرابات طبيعية أو مرضية في الهرمونات الأنثوية ولا في هرمون الحليب.

وتم تقسيمهن عشوائياً ليتلقى نصفهن حقناً يومية من هرمون برولاكتين الصناعي، ونصفهن الأخر تلقى حقناً تحتوي على عقار وهمي، وذلك لمدة سبعة أيام.

وتبين بالنتيجة أن حوالي 55% ممن أخذن ذلك الهرمون قد بدأ لديهن إدرار الحليب من الثدي، دونما ظهور أي اضطرابات في الدورة الشهرية لديهن، ودون ظهور أي آثار جانبية عليهن، خاصة في العظم والكالسيوم بالجسم.وعلقت الدكتورة بيج _ ويلسن بأن تدني إدرار الحليب مشكلة حقيقية واسعة لدى النساء الوالدات حديثاً. وأبدت أملها في أن تكون النتائج بداية في فتح طريق لوسيلة جديدة باستخدام الهرمون المُصنع فيما يُمكنه بأمان أن يُوفر حلاً لهذه المشكلة الشائعة. وهو ما يُؤمن للأمهات تحقيق توفير كميات الحليب التي تتطلبها الرضاعة الطبيعية للأطفال حديثي الولادة.

* الرضاعة الطبيعية

* وللرضاعة الطبيعية أهمية في نمو الطفل وتلبية حاجاته الحيوية من العناصر الغذائية، وتقوية الروابط بين الطفل وأمه وسرعة عودة الرحم للحجم الطبيعي قبل الحمل والولادة. كذلك تساعد على منع حدوث نزيف ما بعد الولادة. كما وتعتبر وسيلة طبيعية لمنع الحمل وقد يمكن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة بجانب توافر عاملين آخرين. وتتوافر في الحليب كل العناصر الغذائية المطلوبة للطفل مثل احتواء لبن الأم على نوع من البروتين سهل الهضم للطفل، كما ويحتوي على الدهون الأساسية للشعر والجلد ونمو المخ. ويحتوي على السكر في صورة اللاكتوز الضروري للامتصاص الجيد للكالسيوم والفسفور والحديد، وكذلك ضروري لنمو المخ. كما يحتوي لبن الأم على عامل زيادة نمو المخ. واضافة الى ذلك أثبتت الدراسات العلمية أن الرضاعة الطبيعية تقلل من فرص إصابة الطفل بالعديد من الأمراض في المستقبل مثل مرض السكري، أمراض القلب، الحساسية الصدرية والسمنة. ولذا يُعتبر حليب الأم مصدراً غنياً بالبروتينات والمعادن والفيتامينات والدهون الأساسية ومركبات المناعة الجاهزة، وبه كمية عالية من الطاقة بهيئة بسيطة ومن السهل على أمعاء الطفل امتصاصها، وهو ما لا يتوفر في المصادر الغذائية الأخرى. وتقلل الرضاعة الطبيعية بشكل كبير نسبة الوفيات لدى الأطفال في الشهور الأولى من أعمارهم تصل إلى حوالي 20%. وتقلل من نسبة الإصابة بكثير من الأمراض في مراحل لاحقة من العمر. والنصيحة الطبية تؤكد على أن الرضاعة الطبيعية يجب أن تتم في الشهور الستة الأولى على الأقل بشكل لا يشارك الطفل أي نوع آخر من أنواع الغذاء مهما كان وتحديداً الرضاعة الصناعية ويفضل تقديمها مع الإضافات الغذائية بصفة متدرجة بعد هذا وحتى عمر سنتين، حيث وقت الفطام منها. ويقول الدكتور «مارام لابوك» المستشار الأول لليونسيف: إن الرضاعة الطبيعية تنقذ حياة حوالي مليون وثلاثمائة ألف طفل سنوياً، أي 3000 طفل يومياً، وإذا ما أضيف إلى هذا اتباع النصائح الطبية حول أنواع الغذاء المكمل إضافة إلى حليب الأم بعد سن ستة أشهر فإن حياة 5500 طفل يمكن الحفاظ عليها كل يوم وطوال العام أي ما يزيد على مليونين ومائتي ألف سنوياً. وبالرغم من هذا كله فإن متوسط النسبة العالمية لمتلقي الرضاعة الطبيعية لا تتجاوز 40% من الأطفال في الستة أشهر الأولى من العمر. وأضاف بأن أهميتها بالدرجة الأولى تنبع من أثرها الإيجابي في تقوية مناعة الطفل وتفعيل فائدة مختلف أنواع التطعيم التي يأخذها وتقليلها في مراحل لاحقة من العمر من الالتهابات الميكروبية وظهور أنواع عدة من السرطان إضافة إلى تزويد الطفل بشكل سليم تماماً بكل العناصر الغذائية اللازمة لحياته بشكل صحي ونموه بصفة سليمة. صورة : الرضاعة الطبيعية تعزز مناعة الاطفال.. أم أميركية ترضع طفلتها في صيدلية بأحد المتاجر الأميركية الكبرى (كي آر تي)