تعزيز الاهتمام بالوقاية الصحية يحفظ أرواح الألوف من الناس

الفحوصات الدورية ضرورة على مدى حياة الإنسان

ملصق اميركي للتوعية الصحية حول «العمل والسرطان» (كي آر تي)
TT

تمتاز بعض الدراسات الطبية بأهمية عالية نظراً لأسلوبها المبسط فيما تقوله لنا من معلومات حول الفوائد الصحية التي يُمكن للملايين أن يجنوها من اتباعهم سلوكيات صحية في نمط الحياة. ووفق نتائج دراسة "المشاركة من أجل الوقاية"، التي رعتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة وغيرها من الهيئات الصحية، فإن أرواح أكثر من مائة ألف إنسان يُمكن إنقاذها من الهلاك سنوياً حين اتباع خمس خطوات وقائية من قبل الناس والإدارات المعنية بتقديم الخدمات الطبية لهم، وذلك في الولايات المتحدة وحدها دون بقية أنحاء العالم. وهو ما يعني أن العدد المذكور في هذه الدراسة سيُقرأ بالملايين، بدلاً من عشرات الألوف، عند تعميم مقدار الاستفادة في كل أنحاء العالم.

* مجالات لإنقاذ الأرواح وشملت العناصر الأساسية في نتائج الدراسة ما يلي: - لو أمكن رفع نسبة البالغين الذين يجب عليهم تناول قرص الأسبرين يومياً من المعدلات الحالية المتدنية إلى 90% منهم، فإنه يُمكن حماية أكثر من 45 ألف شخص سنوياً من التعرض للوفاة. ومعلوم أن فقط 50% من الناس الذين هم بحاجة إلى تناول الأسبرين يومياً يفعلون ذلك بالفعل.

- لو أمكن رفع نسبة المُقلعين عن التدخين إلى حد 90%، وذلك من بين المدخنين الذين يتلقون النصيحة الطبية لذلك وتتم مساعدتهم من قبل العاملين في الوسط الطبي على تحقيق ذلك الإقلاع والبالغة نسبتهم فقط 28% من مجموع عدد المدخنين. فإنه يُمكن إنقاذ حياة أكثر من 42 ألف إنسان سنوياً على أقل تقدير.

- لو أمكن رفع نسبة المُقبلين على إجراء فحوصات سرطان القولون من ضمن منْ تجاوزوا سن الخمسين عاماً إلى حد 90%، فإنه يُمكن إنقاذ حياة حوالي 14 ألف إنسان سنوياً. والمعلوم أن 50% فقط ممن يجب عليهم إجراء فحوصات القولون يُجرونها بالفعل.

- لو أمكن رفع نسبة من يتلقون لقاح الإنفلونزا السنوي إلى 90% من مجموع عدد البالغين، بدلاً فقط من 37% منهم حالياً، لأمكن إنقاذ حياة 12 ألف إنسان بالغ سنوياً.

- لو أمكن رفع نسبة النساء اللواتي خضعن لفحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي خلال السنتين الماضيتين إلى 90%، بدلاً من 67% فقط كما هو حاصل اليوم، لأمكن إنقاذ 4 آلاف امرأة من الوفاة نتيجة لسرطان الثدي.

- كما أنه يمكن منع حوالي 30 ألف إصابة جديدة بأحد أهم أمراض التهابات منطقة الحوض والأعضاء التناسلية لدى النساء، إذا أمكن رفع نسبة الشابات اللواتي يُجرين فحص التهابات الكلاميديا سنوياً إلى 90%، بدلاً من 40% فقط. ومعلوم أن الكلاميديا أحد أهم الميكروبات المتسببة بعدوى الأمراض الجنسية.

وما قد يراه البعض قليلاً هو كثير في واقع الأمر لثلاثة أسباب. الأول أن إنقاذ حتى حياة واحدة يعني الكثير، والثاني أن هذه الأرقام لعدد منْ يُمكن إنقاذ حياتهم هي فيما بين منْ نسبة عالية يُجرون الفحوصات الدورية مقارنة بالأشخاص في المناطق الأخرى الأقل اهتماماً بتلك الجوانب في العالم. والثالث أن تعميم الاستفادة من هذه المعلومة يشمل اهتمام كل مجتمع من المجتمعات العالمية الأخرى بما لديها من مشاكل صحية أكثر شيوعاً. مثل الملاريا في مناطق شتى من أفريقيا وآسيا، ومثل غير ذلك من أسباب ارتفاع الوفيات كالأمراض المعدية أو المزمنة أو حوادث الإصابات في مناطق أخرى من العالم.

* سلوكيات الحياة الصحية وأثبت العديد من الدراسات الطويلة والواسعة فائدة اتباع سلوكيات صحية في نمط الحياة، وهي ما تشمل ثلاثة مسارات متلازمة يسلكها الإنسان. أولاً عيش حياة يومية صحية، من خلال تناول تغذية سليمة، وممارسة نشاط بدني يومي، والحفاظ على الصحة النفسية، والوقاية من إصابات الحوادث ومن الأمراض المعدية والبعد عن التدخين وشرب الكحول وتجنب الإدمان بأنواعه. وثانياً اتباع إرشادات المتابعة الدورية لصحة الجسم ووقايته من الأمراض. وثالثاً اتباع النصائح الطبية وتناول الأدوية وتنفيذ اقتراحات الأطباء العلاجية حال الإصابة بأي مرض. ووفق ما تُؤكده وكالة أبحاث ومواصفات الرعاية الصحية بالولايات المتحدة فإن ثمة العديد من العوامل المؤثرة على الصحة. وبعضها لا يُمكن فعل شيء إزائها، مثل تأثيرات ما تحمله الجينات الوراثية أو مقدار العمر أو نوع الجنس. لكن من الممكن فعل الكثير عبر سلوكيات نمط الحياة اليومية، باتخاذ خطوات أكبر نحو تقريبها من السلوك الصحي. وهو ما سيُقلل بالتالي من مخاطر الإصابات بأمراض شرايين القلب والسرطان والسكتة الدماغية وغيرها من الأمراض الخطيرة المهددة لسلامة الحياة أو الصحة العامة للإنسان. وهي سلوكيات تشمل:

- مراجعة الأطباء والتواصل معهم بشكل دوري منتظم. وليس زيارتهم أو طلب مشورتهم حال الشكوى من المرض فقط.

- المحافظة على مقدار طبيعي لوزن الجسم.

- تناول مجموعات متنوعة من الأطعمة الصحية. مع تحديد كمية كالوري الوجبات الغذائية اليومية وكمية الدهون.

- الاهتمام بممارسة الرياضة اليومية.

- العناية بضبط نسبة سكر وكولسترول الدم. والحفاظ على معدلات طبيعية لمقدار قياسات ضغط الدم.

- الإقلاع عن التدخين.

- وقاية الجسم ما أمكن من التعرض لأشعة الشمس.

* للرجال وللنساء.. برامج للفحوصات الطبية الدورية وللقاحات

* * الفحص الطبي الدوري للنساء ـ من سن 19 إلى 39 عاما: زيارة الطبيب مرة كل سنة للفحص العام، وقياس مقدار ضغط الدم ووزن الجسم مرة ما بين سنة وثلاث سنوات، وتحديد الطول على أقل تقدير مرة واحدة. إجراء تحليل كولسترول الدم مرة كل 5 سنوات، وتحليل سكر الدم بحسب ما يرى الطبيب المتابع. ومن المهم أن تُجرى مسحة عنق الرحم مرة كل عام للمتزوجات بدءا من أي سن تم الزواج فيه. وإجراء الطبيب المختص فحص الثدي في العيادة مرة كل 3 سنوات، أما فحص المرأة لثديها بنفسها فهو مرة كل شهر. ـ من سن 40 إلى عاما 49: الاستمرار في الزيارة السنوية للطبيب من أجل إجراء الفحص العام. وقياس مقدار ضغط الدم ووزن الجسم مرة ما بين سنة وثلاث سنوات. وتحليل الكولسترول مرة كل 5 سنوات. وتحليل السكر وفق ما يراه الطبيب المتابع. إجراء فحص الثدي لدى الطبيب مرة كل سنة. وإجراء أشعة الثدي أو ماموغرام مرة كل سنة أو سنتين وذلك حسب ما يرى الطبيب المتابع. ـ من سن 50 عاما وما فوق: الاستمرار في كل ما تقدم، إضافة إلى ذلك إجراء تحليل البراز لوجود الدم الخفي مرة كل سنة، والمنظار المرن للمستقيم مرة كل خمس سنوات، ومنظار القولون مرة كل 10 سنوات.

* الفحص الطبي الدوري للرجال ـ من عمر 19 إلى 39 عاما: زيارة الطبيب مرة كل 3 سنوات للفحص العام وقياس مقدار ضغط الدم والوزن، وتحديد الطول على أقل تقدير مرة واحدة. وإجراء تحليل الكولسترول مرة كل 5 سنوات. أما إجراء تحليل سكر الدم فهو على حسب توجيه الطبيب المتابع، كذلك تحاليل الأمراض الجنسية المعدية. ـ من عمر 40 إلى عاما 49: زيارة الطبيب مرة كل 3 سنوات للفحص العام وقياس مقدار ضغط الدم والوزن، وإجراء تحليل الكولسترول مرة كل خمس سنوات. إجراء تحليل السكر عند سن 45 وبعد ذلك مرة كل 3 سنوات. ـ من عمر 50 عاما وما فوق: زيارة الطبيب مرة كل 3 سنوات، لإجراء الأمور الواردة في الفقرة السابقة. إضافة إلى ذلك تحليل البراز لوجود الدم الخفي مرة كل سنة، والمنظار المرن للمستقيم مرة كل خمس سنوات، ومنظار القولون مرة كل 10 سنوات.

* عناصر لقاحات البالغين وتشمل لقاحات النساء والرجال ممن هم في سن 19 عاما وما فوق العناصر التالية: ـ بعد أخذ لقاح الدفتيريا والكزاز (التيتانوس) في الصغر فإن على كل البالغين تلقي جرعة منشطة منهما مرة كل 10 سنوات. ـ من لم يتلقوا لقاح الجديري المائي حتى بلوغ سن 13 عاما، فإن عليهم تحت الإشراف الطبي، تلقي جرعتين من اللقاح تفصل بينهما مدة تتراوح ما بين 4 إلى 8 أسابيع. وعلى النساء التنبه إلى عدم تلقي هذا اللقاح أثناء الحمل، بل أخذه بعد الولادة. وإذا ما تلقته المرأة فإن عليها تجنب الحمل لمدة شهر واحد. ـ التهاب الكبد الفيروسي من نوع بي يمكن أخذه في أي وقت لمن لم يسبق له ذلك أو اكتشف الطبيب تدني مستوى المناعة منه.

ـ لقاحات الحصبة ، النكاف الحصبة الألمانية يجب سؤال الطبيب حول الحاجة إليها. وعلى النساء عدم تلقي هذه اللقاحات إن كن حوامل، والانتظار إلى ما بعد الولادة، وإذا تلقت المرأة اللقاح فإن عليها بعد ذلك تجنب الحمل لمدة 3 أشهر. ـ وعلى البالغين، ممن هم عرضة لحالات الإنفلونزا أو يعيشون مع أشخاص عرضة لها، تلقي اللقاح سنوياً. كما أنه يُمكن لأي إنسان يُريد أن يقلل من احتمالات معاناته منها تلقي هذا اللقاح. ـ أما لقاح بكتيريا نيموكوكس المسببة للالتهاب الرئوي أو "بي بي في" فالنصيحة هي أن على كل رجل أو امرأة تجاوزوا عمر 65 عاما تلقي جرعة واحدة فقط منه كل خمس سنوات.