البحث عن وسائل لعلاج الثآليل

دراسات حول إزالة طبقاتها بوضع أشرطة لاصقة عليها

«كي آر تي»
TT

يستخدم الناس شريطا لاصقا رقيقا خاصا يصنعون منه اشياء كثيرة من محافظ الجيب الى الزهور الاصطناعية. واذا تصفحنا الانترنت سنعثر على احد المواقع الذي ينظم مسابقة لأفضل الاشياء المصنوعة من هذا الشريط.

واعتمادا على مثل هذه المرونة لم يكن من دواعي الدهشة ابدا، عندما افادت مجموعة من الاطباء في ولاية اوهايو في اميركا ان مثل هذا الشريط بمقدوره التخلص من الثآليل. واظهرت دراساتهم ان تغطيتها بالشريط هو اكثر فعالية بكثير من العلاج بالتبريد الشديد، أي بالعلاج المتفق عليه الذي يتمثل في تجميد الثآليل بالنتروجين السائل. لقد كان اكتشافا كبيرا اطلق العديد من العناوين الكبرى في وسائل الاعلام.

* ثآليل وأشرطة

* والثآليل هي استجابة الى عدوى من فيروس الحليمي، او الحيليمومي البشري papillomavirus، إذ تتكاثر خلايا الجلد لتتكون طبقات اضافية من النسيج فوق بعضها البعض، تتحول في النهاية الى كتلة صغيرة صلبة. وهي في العادة غير مضرة، لكنها وحسب موضعها، فقد تكون غير مريحة وغير حسنة المنظر.

وإحدى النظريات حول كيفية قيام هذا الشريط بمعالجة الثآليل هي ان الجلد تحت الشريط يشرع بالتحلل والتجزؤ قليلا، مطلقا استجابة مناعية محلية تقوم بمهاجمة الفيروس الحليمي البشري. الاحتمال الآخر هو ان الشريط يقوم بتحطيم وتكسير الثألول مزيلا بعض طبقاته العليا (وبعض الجلد حوله للأسف) كلما جرى سحبه.

ولكن قبل الدخول في تفاصيل كيفية عمل هذا الشريط، علينا ان نفكر في امكانية فشله، او على الاقل اعتباره غير فعال بالشكل الكافي او المطلوب. والى جانب التقرير الاساسي كانت نتائج البحث جيدة، ففي العام الماضي على سبيل المثال كشف فريق من الباحثين الهولنديين نتائج ستة اسابيع من البحث تم خلاله مقارنة عمل هذا الشريط مع وسائد اللباد الصغيرة التي تشبه الحلوى المدورة المخصصة لعلاج مسامير القدم ومناطق الجلد الخشنة والمتصلبة. وكانت فعالية هذا الشريط متواضعة جدا، فقد زالت ثآليل 16 في المائة من الاطفال في مجموعة العلاج، مقارنة بنسبة 6 في المائة من الذين عولجوا بوسائد اللباد ، لكن الفرق لم يكن ابدا مهما على الصعيد الاحصائي، مما يعني انه قد حصل بمجرد الصدفة ليس الا. والاكثر من هذا فإن الاطفال الذين استخدموا الشريط كانت احتمالات اصابتهم بتهيج الجلد اكبر.

كما اعلن عن نتيجة سلبية اخرى في مارس الماضي، عندما وجد اختصاصيون في علاج الجلد في المركز الطبي في مينابوليس في الولايات المتحدة انه لا يوجد فرق في عملية ازالة الثآليل بين الشريط المذكور والـ"موليسكن" Moleskin (قماش قطني متين يزدان احد وجهيه بلاصق يستخدم لحماية الجلد من الاحتكاك بأجسام اخرى) في نهاية تجربة دامت شهرين. وكانت هناك عقبة بعد انتهاء التجربة، وهي ان الباحثين وجدوا ان الشريط الذي استخدموه مصنوع من لاصق اساسه مادة الأكريل وليس المطاط الذي نجده عادة في الشريط الرمادي الفضي التقليدي. وان هذا الاختلاف بين اللاصقين قد يؤثر في خصائص مكافحة الثآليل.

وقد يصاب محبو الشريط هذا بخيبة امل من النتائج السلبية، لكننا على ثقة بأنهم سيجدون استخدامات اخرى لشريطهم المحبب. في هذا الوقت، فإن على الاشخاص الراغبين في التخلص من ثآليلهم، ربما التمسك بالعلاجات التقليدية كإضافة جيلاتين "ساليسيليك" الحامضي، او رقعة على مكان الاصابة، التي غالبا ما تؤدي مفعولها، شرط ان تكون دؤوبا مثابرا عليها، وربما لأشهر بطولها. وعلاوة على عملية التبريد او التجميد الشديد بمقدور الاطباء قطعها او كشطها. لكن الوقت قد يكون افضل علاج ضد الثآليل، وغالبا ما تزول لوحدها، لا سيما في مرحلة الطفولة. من هنا ان كانت الثآليل تضايقك كثيرا، لا تقم بمضايقتها، بل انتظر ماذا سيحصل لها.

* خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد