سرطان الغدد الليمفاوية الثاني شيوعا بين الرجال في السعودية

العلاج المناعي المشع يحقق نسبة نجاح عالية تصل إلى 70 %

TT

يعد سرطان الغدد الليمفاوية، ثاني أكثر الأورام السرطانية شيوعا في المملكة العربية السعودية بالنسبة للرجال، ورابع أكثر الأورام شيوعا بالنسبة للنساء، وذلك حسب إحصائية السجل الوطني للأورام. ويتم علاج سرطان الغدد الليمفاوية بالعلاج الكيميائي ولا تستخدم الجراحة في علاج مثل هذه الحالات.

يقول الدكتور محمد عبده الصائغ استشاري أمراض الدم والأورام بمستشفى الملك فهد ومستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام بجدة إنه تم اكتشاف عقاقير جديدة، في السنوات الأخيرة، وتم إضافتها إلى العلاج الكيميائي التقليدي وأثبتت فعالية هائلة. ولقد تم تسمية تلك الأدوية بالعقاقير المناعية الموجهة targeting immunotherapy حيث يتم توجيهها ضد الخلايا السرطانية.

* علاج مناعي مشع ومع الاستمرار في الأبحاث والدراسات، اكتشف مؤخرا نمط جديد آخر من العلاج أطلق عليه العلاج المناعي المشع radioimmunotherapy، استخدمت فيه النظائر المشعة، التي تُحمل على الأجسام المضادة، وتهدف إلى تسليط الإشعاع النووي على الخلايا السرطانية فقط، فيتم بذلك الحد من نموها وقتلها، وهذا الدواء سمي بـ زيفالين Zevalin، حيث يُستخدم النظير المشع يوتيريوم - 90 Yttrium-90، الذي يتميز بفترة نصف العمر التي لا تزيد عن حوالي 50 ساعة.

وقد سمح باستخدام هذا العقار في أميركا وأوروبا في عام 2002 وذلك بجهود قامت بها شركة "باير شيرنج فارما"، في علاج حالات سرطان الغدد الليمفاوية البطيء Low Grade، نوع "بي"، في حالات عدم الاستجابة للعلاج التقليدي، أو في حالات ارتجاع المرض بعد العلاج التقليدي. كما سُمح باستخدام هذا النوع من العلاج في كندا عام 2005 بجهود من شركة "بيرليكس- كندا". ويضيف الدكتور محمد الصائغ أن الدراسات العلمية الأخيرة قد أثبتت فعالية هذا الدواء مقارنة مع العلاج المناعي والتقليدي، حيث أجريت دراسات عديدة في الولايات المتحدة على عدد معين من المرضى، أعطي نصفهم العلاج التقليدي، والنصف الآخر تم علاجهم بعقار زيفالين Zevalin، وكانت النتيجة أن نسبة الاستجابة في المرضى الذين تم علاجهم بعقار زيفالين، قد بلغت 70%، مقارنة بـ 56% فقط في المرضى الذين تم علاجهم بالعلاج التقليدي. وهناك دراسة قام بها د. غريغوري وايزمان وزميله د. توماس ويتزيغ من مايو كلينيك، روشستر، مينيسوتا، أثبتا فيها أن استخدام يوتيريوم - 90 (زيفالين ®) العلاج المناعي المشع كان علاجا فعالا يعطي استجابة علاجية طويلة الأجل سواء سبق للمريض الخضوع لنظام علاجي قبله أو لم يسبق وذلك في حالات الانتكاس او ارتجاع الورم الليمفاوي "خلايا - بي غير هودجكين"، وكانت نسبة الاستجابة تتراوح بين 74 الى 82، وكان متوسط عمر طويلي الاستجابة للعلاج 58 عاما، ويمثل الذكور منهم 55.

* مزايا علاجية وعن مزايا هذا العلاج، يشير الدكتور محمد الصائغ أنه يتعامل مع الخلايا السرطانية بواسطة اشعاعات استهدافية موضعية محددة لا تحمل معها آثارا جانبية كتلك التي تحدث عقب العلاج الكيميائي، كما تغني المريض عن العمليات الجراحية الكبيرة ومضاعفاتها، مما يحسن من نوعية الحياة بالنسبة للمريض، وفي الوقت نفسه يقلل من متطلبات الرعاية الصحية المطلوبة عادة بعد العلاج. ويضيف أن هذا العلاج يتم حقنه في العيادة الخارجية ولا يحتاج المريض إلى التنويم، حيث يتم خلط العقار المناعي بالنظير المشع يوتيريوم 90، حيث يتم تحميل النظير المشع يوتيريوم على الجسم المضاد. وعند حقن المريض بالعلاج في الوريد، يقوم الجسم المضاد بالالتصاق في الخلية السرطانية ويتم تحديدها بعد تسليط الأشعة النووية عليها. ويعطى هذا العلاج زيفالين لمرة واحدة فقط. وبسبب قصر فترة نصف العمر للنظير المشع، فإن الزيفالين يعد ذا أمان إشعاعي عال جدا.

ورغم ارتفاع تكلفة هذا العلاج، الذي تكلف فيه الجرعة الواحدة أكثر من 70 ألف ريال، فإن عقار Zevalin، تم تأمينه لمراكز الأورام التابعة لوزارة الصحة مجانا، وهو متوفر في مركز الأورام بجدة، وقد تم مؤخرا خلال هذه السنة علاج عدد 3 حالات. وما زالت الدراسات مستمرة لاستخدام هذا العلاج في نطاق أوسع ولعلاج حالات أخرى من سرطان الغدد الليمفاوية.