جلطات الأوعية الدموية.. وعلاقتها بأمراض القلب

تؤدي الى حدوث 28 % من الوفيات في العالم سنويا

عملية فحص لمريض في القلب (كي آر تي)
TT

جلطات الأوعية الدموية Atherothrombosis مرض خطير وسريع التقدمّ، يؤدّي في أغلب الأحيان إلى أحداث مرضية مهمة مثل نقص التروية الدموية بسبب جلطة دماغية، احتشاء عضلة القلب، وموت وعائي. يبدأ تكوين الجلطة بتصلب شرياني متقدّم تدريجي، وتكتمل الجلطة عندما تتجمّع ترسبات مكونة من الدهون، والألياف والمعادن، في الجدران الداخلية للشرايين المتوسطة الحجم والأكبر حجما، تؤدي الى تضيق وتصلّب تلك الشرايين.

هذا التضييق الشرياني يستطيع، في حد ذاته أن يسبّب أعراضا مرضية معينة. وعلى أية حال فان أكثر الأحداث كارثية يحدث عندما تتمزّق الترسبات المتراكمة أو تنشقّ أو تتآكل، فتنشّط الصفيحات الدمّوية في الدمّ لتشكل "جلطة دموية (Thrombus)"، تستطيع جزئيا أو كليا أن تسد هذا الوعاء الدموي، مما قد يؤدي الى نوبة قلبية، جلطة دماغية أو مرض شرياني طرفي.

* إصابات متزايدة تشير احصاءات منظمة الصحة العالمية الى وجود زيادة مطردة في نسبة انتشار جلطات الأوعية الدموية وتسببها بمقدار الثلث في نِسَبِ حدوث حالات احتشاء عضلة القلب myocardial infarction MI وجلطات الدماغ في الفترة مِنْ 1997 إلى 2005.

وتوضح العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال، تأثيرات جلطات الأوعية الدموية ومضاعفاتها، وأنها تشكل السبب الرئيسي لكثير من الحالات القلبية الخطيرة مثل أمراض شرايين القلب، احتشاء عضلة القلب، آلام الذبحة القلبية غير المستقرة، أمراض أوعية الدماغ، صدمات نقص التروية الدموية للقلب، جلطات القلب الصغرى، وأمراض الشرايين الطرفية.

إن مرض الشرايين التاجية القلبية، هو واحد مِنْ أعراض جلطات الأوعية الدموية، وكان سبباً لـ 40.1 % من كُلّ الوفيّات بالولايات المتحدة، أي بمعدل حوالي وفاة واحدة كُلّ 33 ثانية، في عام 1999.

هناك أكثر من 32 مليون اصابة كبيرة بجلطات الأوعية الدموية حول العالم في كُلّ سَنَة، تُسبّبُ وفيّات حوالي 26 مليون شخصَ، أي أن جلطات الأوعية الدموية مسؤولة عن أكثر من 28 % مِنْ الوفيّاتِ حول العالم. مما يَجْعلُها أحد اكبر الامراض القاتلة في العالمِ، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية عام 2002 بجنيف.

وفي دول الاتحاد الأوربي، يعتبر مرض الأوعية القلبيةِ السبب الرئيسي للموتِ في النِساءِ في كُلّ البلدانِ الأوروبية، والسبب الرئيسي للموتِ في الرجالِ في كُلّ البلدانِ ما عدا فرنسا. يُسبّبُ مرض الأوعية القلبيةُ 4 ملايين وفاة في أوروبا كُلّ سَنَة.

إن ما يُقدّر بـ27 مليون شخص في أوروبا وأميركا الشمالية يعانون من أمراض الشرايين الطرفية بسبب جلطات الأوعية الدموية، وهذه بدورها تُؤثّرُ على حوالي 16 % من مجموع السكانِ في البلدانِ المتطورةِ، ممن بلغوا عمر 55 سنة وأكبر.

إن الدراسات تشير، عموماً، الى أن أمراض الشرايين الطرفية تقصّر متوسط العمر المتوقعَ بحوالي 8-12 سَنَة للأفرادِ من عمرِ 60 سنةً.

* عوامل الخطر واهم عوامل الخطرِ للاصابة بأمراض الشرايين الطرفية هي العُمر، والتأثيرالوراثي ونمط الحياة، عوامل تحدد نسبة الاصابة بهذه الجلطات. والعوامل الرئيسية:

- التدخين: لقد ثبت أنه يزيد من الخطورة مسببا 30 % مِنْ الوفيّاتِ القلبية الوعائيةِ حول العالم.

-مرض السكّريِ: اثنان من ثلاثة أشخاصِ مصابين بالسكري يَمُوتونَ مِنْ احتشاء عضلة القلب أَو الجلطة.

- السمنةُ: تُساهمُ في رفع خطرِ الاصابة بأمراض الأوعية القلبية، وهناك 300 مليون بالغ مسجّلونَ سريرياً بأنهم بدينون، وفقاً لتقرير جمعية القلب الأميركية 2002.

- إصابات سابقة: ان وجود تأريخ سابق لحدوثِ جلطات أوعية دموية مثل النوبة القلبيةِ أَو الجلطة الدماغية هي أيضاً عامل خطرِ، فحوالي 50 % مِنْ جلطات الدماغ سببها جلطات سابقة. - ضغطِ الدمّ العاليِ: يَحْدثُ بسببه 7.1 مليون وفاةَ سنوياً. إن جلطات الأوعية الدموية تجعل المريض في خطرِ الاصابة بأمراض وعائيةِ أخرى، ومثال على ذلك: مريض كَانَ عِنْدَهُ احتشاء بعضلة القلب، يصبح 3 مراتِ معرضا لنوبة جلطة دماغية في السَنَواتِ العشر التاليةِ والعكس بالعكس. وخلال خمس سَنَواتِ من حدوث جلطة دماغية، 39 % مِنْ الوفيّاتِ تحدث بسبب اِضطراباتِ قلبيةِ.

مرضى الشرايين الطرفية معرضون للمَوت ستّ مراتِ عن غيرهم بسبب حدوث احتشاء عضلة القلب.

* عبء اقتصادي لقد تم تقدير أنّ مرض الأوعية القلبيةِ يُكلّفُ الولايات المتحدة الأميركية 351.8 ملياردولار سَنَويا. وفي عام 1999 بلغت نفقاتِ المستشفيات 10.6 مليار دولار لعلاج حالات أمراض القلب التاجيِة و3.6 مليار دولار لعلاج الجلطات. في المملكة المتحدةِ، تكلف الرعاية الصحيةِ لأمراضِ القلب التاجيِة وحدها 1.7 مليار جنيه استرليني في السّنة، ويصل العبء الإقتصادي الكليّ الى 7.1مليار جنيه، وفقاً لإحصاءات مؤسسة القلب البريطانية في أكتوبر (تشرين الأوّل) 2004.