بين الصواب والخطأ

TT

* تضاعف حالات السمنة

* من الأخطاء الشائعة على المستوى العالمي وبشكل خاص في المجتمعات الخليجية انتشار ظاهرة السمنة وزيادة الوزن لا عند الكبار فحسب، بل وظهورها بين الأطفال أيضاً.

يعود ذلك الى أسباب عديدة ومنوعة تبدأ بقلة الحركة وعدم ممارسة التمارين الرياضية في أبسط أشكالها والاستسلام الى حياة الكسل والخمول، ثم ما طرأ في حياتنا من أنماط غذائية غير صحية والاعتماد على الوجبات الجاهزة السريعة بما تتصف به من ارتفاع نسبة الدهون والنشويات التي تترسب في الجسم مسببة زيادة الوزن.

هنالك من يبدو مسرورا عندما يرى أحد أبنائه مليء الجسم معتبرا ذلك إحدى العلامات الدالة على تمام الصحة، ولكنه لا يلبث أن يفاجأ بظهور مضاعفات السمنة على ابنه في وقت مبكر.

هذا ما أثبتته دراسة حديثة أجريت بمركز العناية الفائقة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس وهو من أكبر وأعرق المراكز المتخصصة في هذا المجال بالولايات المتحدة.

كان من نتائج هذه الدراسة أنّ معدّلات السمنة في السنوات الـ10 الماضية قد ارتفعت تقريبا الى الضعف وأن المضاعفات الصحية المتعلقة بالسمنة والتي رصدتها هذه الدراسة ضمن نتائجها تتضمّن مرض السكّري، التهاب المفاصل، مرض القلب، الجلطة الدماغية وبعض أمراض السرطان. كما أظهرت الدراسة أن تكاليف الرعاية الصحية للفرد الواحد قد زادت بمقدار 36 % ونفقات الأدوية بمقدار 77%. هذه النتائج جديرة بأن تجعلنا نعيد النظر في أسلوب حياتنا اليومية، ونغير ما طرأ من أخطاء في نمط حياتنا حتى نتجنب هذه المضاعفات الصحية الخطيرة.

* تحقق من مصدر الألم عند طفلك

* من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآباء والأمهات مع مطلع العام الدراسي الجديد وأثناء الفصل الدراسي هو الاصرار على ذهاب الابن الى مدرسته مهما كانت الظروف التي يبديها الطفل، من دون التحقق من حقيقة وصحة ما يدعي أنه يشعر به من ألم وعدم المقدرة على الذهاب الى المدرسة، واتهام الطفل بأنه يمثل، ويدعي المرض.

في واقع الأمر، قد يكون الألم حقيقياً مصدره أحد أجهزة أو أعضاء الجسم، كالمعدة أو الدماغ أو مكان آخر. وقد يكون حالة نفسية مصدرها الخوف مثلاً. وفي هذه الحالة يطلق الجهاز العصبي عدة رسائل تحذيرية، منها رسالة تسبّب سرعة ضربات القلب واخرى تجعل العضلات تنقبض بشدة وثالثة تجعل الأمعاء تبطئ في عملها، وتكون محصلة هذه العملية شعور الطفل بالألم. هذا التناغم في الاستجابة من الجهاز العصبي يعني عدم وجود فرق بين الألم الحقيقي والألم النفسي، فكلاهما مهم بالنسبة لصحة الطفل.

ومن الصعب التمييز بين الاثنين إلا إذا كانت هناك أعراض مرضية واضحة مثل ارتفاع درجة الحرارة، دلالة على وجود التهاب في مكان ما بالجسم كاللوزتين أو التهاب الزائدة الدودية مثلا.

في هذه الحالة يجب الاستعانة بعيادة الصحة المدرسية لإجراء الكشف وعمل بعض الفحوص الأولية التي توضح نوع الحالة المرضية. ليس ذلك فحسب، فمهمة الصحة المدرسية تتعدى ذلك الى البحث في الأسباب النفسية أيضا (الخوف، مشاكل التعليم، علاقة الطالب مع زملائه...الخ). ومما يساعد على ذلك التحدث مع المدرس والطبيب حول أفضل طرق المساعدة.

هناك فئة من الأطفال معروف أنهم يعانون من أحد الأمراض الشائعة المزمنة منذ نعومة أظافرهم، مثل مرض الأنيميا المنجلية أو الربو أو داء السكري، فهؤلاء الأطفال تكون عندهم أعراض قلق وخوف باستمرار تنعكس على صحتهم وتكون سببا في تأخرهم عن المدرسة. مثل هؤلاء يحتاجون الى عمل فريق جماعي في نفس الوقت يتكون من الأب أو الأم، الطفل، الطبيب، وبعض المعلمين، يعملون معاً لحلّ اللغز ومساعدة الطفل، من دون اتهامه بالتمثيل.