أستشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

TT

* استئصال الطحال والعدوى

* تم استئصال الطحال لدي. كيف يمكنني تجنّب الالتهابات الميكروبية؟

أبو لبنى المحامي - القاهرة - هذا ملخص رسالتك. الطحال عضو يقع في الجهة اليسرى من أعلى البطن. ومن وظائفه المهمة مساعدة الجسم في التغلب على الميكروبات حال الإصابة بها. ولأسباب صحية قد يضطر الأطباء إلى استئصال الطحال، إما لإصابته بالتهتك أثناء الحوادث كما حصل معك، أو نتيجة لعمله بطريقة لا تخدم الجسم. ما يحصل بعد استئصال الطحال هو أن المرء يُصبح أكثر عُرضة للتأثر بعدوى الميكروبات، نظراً لزوال عمل الطحال ضمن منظومة أجهزة مناعة الجسم. وهو ما يُؤدي إلى ارتفاع مخاطر الإصابات بالميكروبات بسهولة خلال السنتين الأوليين بعد استئصاله. كما أن عمر الإنسان ووجود أمراض أخرى في الجسم، خاصة في الدم، أو أورام أو مرض السكري أو ضعف الكبد أو الكلى، عوامل قد ترفع من احتمالات مخاطر العدوى بالميكروبات. لذا، على من تم استئصال طحاله الاهتمام بأولى علامات العدوى، كالوهن أو ارتفاع الحرارة أو أي شكوى في الحلق أو الأنف أو السعال أو غيرها من الأعراض. والمبادرة بالتالي بمراجعة الطبيب. وما هو معمول به من قبل الأطباء عادة هو تنبيه هؤلاء الناس إلى أهمية الاهتمام بالصحة عموماً وتحاشي تعريض أنفسهم لبيئات قد يكتسبون الميكروبات فيها، مع الوعي حول ضرورة مراجعة الطبيب فور الشعور بأي أعراض غير طبيعية والاحتفاظ بحوزتهم بالمضادات الحيوية حال سفرهم أو بُعدهم عن المراكز الطبية. وبالإضافة إلى هذه الأمور، الحرص على تلقي اللقاحات المعروفة ضد الميكروبات، وأيضاً تلقي لقاحات أنواع البكتيريا التي قد تصيب الجهاز التنفسي، مثل فيروسات الانفلونزا الموسمية وبكتيريا نيموكوكس، والجهاز العصبي مثل الحمى الشوكية، وبانتظام. كما أن بعضاً منهم قد يصف الأطباء لهم مضادات حيوية يأخذونها بانتظام حتى بلوغ سن 21 سنة.

وبالنسبة لعمليات الأسنان والخوف أن يكون ذلك سبباً في دخول ميكروبات الفم إلى الدم وتأثر صمامات القلب بها، فإنه لا يبدو أن ثمة ما يدعو إلى أخذ المضادات الحيوية قبلها في حال استئصال الطحال فقط، أي ليس كما هو الأمر في الحالات الأخرى من وجود أمراض شديدة في صمامات القلب أو زراعة صمامات صناعية فيها.

* الإمساك لدى الطفل

* طفلتي عمرها سبع سنوات، وتُعاني من الإمساك. ما أفضل الأدوية؟

عالية ع. - الأردن - الوسيلة الأفضل في تخفيف حدة الإمساك لدى الطفل هي عبر تغيير نوعية ومحتويات غذائه اليومي. وأحد الأسباب المهمة في انتشار حالات الإمساك اليوم بين الأطفال هو نوعية التغذية، خاصة تناول وجبات المأكولات السريعة. لأنها وجبات خالية من ألياف الحبوب الكاملة والخضار والفاكهة. لذا، فإن ما على الأمهات فعله هو تغيير مكونات وجبات الطفل نحو شمولها تناول الفاكهة الطازجة والخضار الطازجة وتناول الحبوب الكاملة غير المقشرة وغيرها من المنتجات الغذائية الطبيعية. وعلى وجه الخصوص، الاهتمام بإدخال بعض أنواع الفاكهة الطازجة أو المجففة التي من المعلوم تسهيلها لعملية الإخراج، مثل المشمش الطازج أو المجفف، الذي يوجد في قمر الدين أو الذي يُضاف إلى أنواع أطباق الحلويات العربية. كذلك البرقوق والخوخ والأراسيه والتين وغيرها. وتقديم الخبز المُعد من دقيق حبوب القمح الكاملة، أو ما يُسمى بـ "الخبز الأسمر"، أو أنواع الحبوب الأخرى كالشوفان أو غيره. والأمر الآخر المهم في المعالجة المنزلية لحالات الإمساك هو حرص الأمهات على تناول أولادهن وبناتهن للماء بكميات وافرة. لأن الأطفال عادة لا يتناولون الماء بما يكفي، أو يكتفون بشرب المشروبات الغازية أو العصائر غير الطبيعية، التي لا تخدم صحتهم مطلقاً.

وحينما تبذل الأم قصارى جهدها في تغيير نوعية وجبات الطفل ومكوناتها وتحرص على تناوله الماء بشكل وافر، ومع ذلك لا تستجيب أمعاء الطفل ولا يسهل عليه الإخراج فإن من الضروري عدم الدخول في دوامات أدوية الملينات من دون استشارة الطبيب. لأن على الطبيب التأكد من سبب الإمساك، والإشراف على تناول الطفل للملينات.

* سرطان البروستاتا

* تم تشخيص إصابة والدي بسرطان البروستاتا. ورفض الخضوع لعملية استئصالها، ووافقه الطبيب على أن تتم متابعته بشكل دوري. هل من المعقول أن يُوافقه الطبيب على ذلك ولا يطلب منّا إقناع الوالد بضرورة إجرائها؟

عبد الله العنزي - الرياض ـ هذا ملخص رسالتك. وللإجابة على سؤالك الأهم، وهو هل يُمكن أن يُوافق الطبيب على عدم رغبة الوالد في إجراء العملية، أقول لك باختصار نعم. وربما ما قرر الطبيب فعله من استمرار متابعة الوالد هو الصواب. وبالرغم من عدم وضوح جوانب عدة عن حالة والدك مما هو وارد في سؤالك، فإن من المهم إدراك أن عدم فعل أي شيء سوى استمرار مراقبة ومتابعة حال السرطان في البروستاتا هو خيار علاجي يلجأ إليه الأطباء أحياناً وفي ظروف محددة. وربما حالة والدك منها. البروستاتا عضو صغير، يقع أسفل المثانة. وخيارات المعالجة تنحصر إما في الاستئصال الجراحي أو المعالجة بالإشعاع، أو العلاج الكيميائي أو بالهورمونات، أو استمرار المراقبة من دون فعل شيء. وقد يكون قرار مجرد المراقبة مناسباً جداً لمن يرفضون مطلقاً أي علاج للسرطان الذي يكون من النوع البطيء النمو والذي لا يتجاوز عضو البروستاتا، خاصة حينما تكون الحالة الصحية العامة للمُصاب غير مناسبة لتحمل الجراحة في المرحلة الحالية. والواقع أن كثيراً من المتقدمين في العمر والمُصابين بسرطان محدود ومن النوع البطيء النمو في البروستاتا، يعيشون مثل عمر أقرانهم في السن غير المُصابين بنفس الورم. أما في حالة الرجال الأصغر سناً، فإن السرطان في البروستاتا عادة ما يكون من الأنواع الشرسة سريعة النمو والانتشار، والمتطلبة للمعالجة الجراحية أو الإشعاعية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن انتشار الورم خارج عضو البروستاتا يعني في الغالب أن الجراحة أو العلاج الإشعاعي لن يُجدي في الشفاء التام من الورم. وهنا قد يُفيد العلاج الهورموني في تخفيف حدة نمو ونشاط الورم السرطاني. ومع هذا كله، فإن من الواجب مراجعة الطبيب والاستيضاح منه أكثر عن دواعي موقفه في أسلوب المعالجة، وكيفية تقديم الأفضل للوالد عبر المتابعة الطبية.

* الثوم والقلب

* ورد عدد من رسائل القراء يسألون فيها حول فوائد الثوم الصحية. ـ لا توجد أدلة كافية حتى اليوم للقول للناس بأمانة علمية طبية أن تناول الثوم يُفيد صحياً في منع أو معالجة أمراض القلب أو الشرايين في أي مكان من الجسم. وما يُقال من فوائد إيجابية ضئيلة جداً ووقتية، لا تتجاوز مدتها ثلاثة أشهر، في خفض طفيف للكوليسترول، لا يصلح ولا يكفي علمياً لنصح الناس بتناوله أو موافقة منْ يتناولونه على أنهم يُحسنون صنعاً للحفاظ على نسب طبيعية من الكوليسترول. وحتى مع الخفض الطفيف في بدايات تناول الثوم بانتظام، فإن هذا الخفض لا يستمر. بل تعود نسبة الكوليسترول للارتفاع لأن الثوم يفقد تأثيره على أنظمة تعامل الجسم مع الكوليسترول.

ولم يثبت أن ثمة جدوى مفيدة للثوم في خفض مقدار ضغط الدم. وكذلك لم يثبت له أي جدوى في خفض نسبة السكر في الدم أو في زيادة استجابة خلايا الجسم لمفعول الأنسولين.

هذه هي الحقائق الثلاث التي تتبناها الأوساط الطبية المعنية بصحة القلب وبمعالجة اضطرابات الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري. وهي التي توصلت إليها مراجعات الأبحاث الطبية التي قامت بها وكالة المعايير والبحث بالرعاية الطبية في الولايات المتحدة، والتي تتبناها رابطة القلب الأميركية، والبرنامج القومي للكوليسترول واللجنة المشتركة لضغط الدم وغيرها من أعلى الهيئات العلمية الطبية.

وكذلك دلت المراجعات العلمية، التي قامت بها وكالة المعايير والبحث في الرعاية الطبية في الولايات المتحدة، على أن تناول " أي " ثوم، سواء كان طبيعيا أو حبوبا أو غيرهما، حتى لمدة خمس سنوات، لا يُفيد في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي أو الرئة أو المعدة أو القولون أو المستقيم.

بل ما تُؤكده تلك المصادر العلمية على أنه يقيني هو تأثيرات تناوله في إعطاء رائحة غير محببة في الفم أو للجسم، والتسبب في أعراض بالبطن، وزيادة الغازات.

وللإنسان أن يتناول ما يشاء من المباحات طالما يتقبل هو ومنْ حوله تأثيراته، لكن ليس من الصواب القول للناس بأن تناول الثوم مفيد للقلب أو للكوليسترول أو ضغط الدم أو السكري.