بين الصواب والخطأ

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

> من الأخطاء الشائعة التي تساعد على انتشار عدوى الأمراض من شخص لآخر، عدم توخي تطبيق وسائل مكافحة العدوى كالنظافة العامة وغسل اليدين بعد لمس المناطق المصابة بالمرض. بل ما يحدث بالفعل أن كثيرا من هؤلاء يلمسون الآخرين ويصافحونهم بتلك الأيدي الملوثة بل ويقبلونهم بشفاههم المصابة ببثور وتقرحات بعض الأمراض المعدية وأهمها وأكثرها انتشارا تقرحات مرض الهيربس (الحلأ) البسيط Herpes Simplex الحاملة للفيروس. إنها بثور الحمّى وتسمى، أحيانا، تقرحات الحمّى وهي بثور صغيرة تصيب الشفاه أو تظهر حول الفمّ. وهذه البثور أو القرح يسببها فيروس الهيربس (الحلأ) البسيط Hherpes Simplex Virus، ويمكن أن تكون مؤلمة جدا. الأكاديمية الأميركية لطبّ الأذن والحنجرة وجراحة الرقبة والرأس وضعت مجموعة من الحقائق العلمية للتعرف على هذه البثور والقرح، وقدمت بعض الاقتراحات لتجنب احتمال نقل العدوى للآخرين، ومنها:

- يتميز هذا الفيروس بأنه معدٍ جدا، ويمكن أن ينتقل بسهولة من شخص مصاب إلى آخر سليم، بل أيضا يمكن أن ينتشر إلى المناطق الأخرى من الجسم نفسه.

- للتقليل من خطر انتشار هذا الفيروس، يجب تجنب لمس المنطقة المصابة باليد أو التقاط احدى البثور، وفي حالة لمسها يجب عدم لمس أجزاء أخرى من الجسم كذلك تجنّب لمس الآخرين حتى يتم غسل اليدين جيدا.

- تميل بثور الحمّى إلى العودة بعد اختفائها، وفي أغلب الأحيان تظهر في نفس المكان.

- يمكن لهذا الفيروس أن ينتشر حتّى في حالة عدم وجود بثور.

- إن الفيروس الخامل لبثرة الحمّى أو الهيربس البسيط يمكن أن ينشط عند توفر بعض الظروف المطلوبة لنشاطه أو عند تعرضه لبعض العوامل مثل الإجهاد والتعب، أشعة الشمس، ارتفاع الحرارة (حمّى)، تغيرات هورمونية، صدمة أو حادثة.

- بالرغم من عدم وجود علاج فعال يقضي على هذا الفيروس، تظل النصيحة باستعمال مرهم مضاد للفيروسات على منطقة القرحة لأنها تساعد على إخفاء مظهر البثور.

* افحص طفلك حديث الولادة

* من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآباء حديثو العهد برعاية المواليد الجدد من الأبناء عدم تمكنهم من ملاحظة بعض العيوب الخلقية عند طفلهم حديث الولادة، خاصة ما يتعلق بقدمي الطفل، مثل القدم المسطحة، خصوصا اذا كانت من النوع المرن، الذي لا يتضح إلا عند الوقوف. بالفعل هو خطأ شائع، فمعظم الآباء يركزون على الأذنين والسمع، والعينين والنظر، والأماكن الأخرى الظاهرية، وقد ينسون القدمين رغم أهميتهما في مستقبل الطفل وصحة قدميه وكامل عموده الفقري.

تحذر الجمعية الأميركية لطب الأطفال من أن كثيرا من المشاكل الصحية عند البالغين تبدأ في أغلب الأحيان في مرحلة الطفولة، وتنصح الآباء بأن يذكروا الى العائلة أيّ شيء غير طبيعي أو مثير للشكّ مما يلاحظونه على طفلهم حديث الولادة أو حتى بعد تقدمه في العمر، خاصة في الحالات التالية:

ـ إذا أصبحت القدمان متعبتين بتكرار وبسرعة، أو أصبحتا مؤلمتين عند الوقوف المطوّل.

ـ إذا أصبح من الصعب تحريك مفصل الكعب بشكل دائري، أو الوقوف على أصابع القدم.

ـ إذا بدأ الشعور بألم في القدم، وبشكل خاص في الكعب أو منطقة قوس القدم، مع وجود تورّم على طول الجانب الداخلي للقدم.

ـ إذا اشتد الألم في القدم، بحيث أصبح يحول دون القدرة على المشاركة في الألعاب الرياضية.

ـ أو إذا سبق أن شخّصت الحالة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي؛ لأن حوالي نصف الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتيزمي سوف يظهر لديهم عيب أو تشوه في القدم على شكل تسطح القدم.

الجدير بالذكر أن القدم المسطحة هي حالة شائعة يكون فيها الشخص فاقدا للتقوس الداخلي للقدم مما يفقده القدرة على امتصاص الصدمات، وهي تشكل أكثر من20% عند البالغين، وتكون غير مؤلمة إلا إذا كان هناك تقلص في وتر الكعب فيشكو الشخص من آلام في اسفل الظهر، ومع تقدم الحالة، قد يواجه المريض مشاكل في المشي، أو تسلق السلالم أو في لبس الأحذية.

معظم الحالات لا تتطلّب أي معالجة خاصّة، وفي الحالات المتقدمة يمكن عمل تعديلات في الحذاء، أو استعمال دعامات للقوس مع أخذ أدوية مضادة للالتهابات ووضع كمادات ثلج وجلسات علاج طبيعي واختيار الجراحة يكون في الحالات المعقدة.

* مريض القلب في العشر الأواخر

* يقع بعض المرضى في مثل هذه الأيام من العشر الأواخر من رمضان في حيرة ما بين تلبية الرغبة في تكثيف العبادات من قيام الليل وأداء العمرة وغيرهما، أو عدم أدائها خوفا من مضاعفات المرض، خاصة مرضى القلب ومَنْ أجروا قسطرة قلبية.

يؤكد د. أمير طربين استشاري أمراض وقسطرة القلب، أن مريض القلب يستطيع أداء العبادات والمناسك، رغم مرضه وتحمله لمشاق الصيام. لكن ينبغي الانتباه لأمور مهمة منها:

ـ إذا كان وضع المريض القلبي غير مستقر أو لديه ازمات قلبية متكررة على الجهد الخفيف أو اثناء الراحة أو لديه قصور في القلب او يعاني من ضيق في التنفس، فعليه مراجعة الطبيب لتقييم حالته قبل القيام بأي مجهود.

ـ مريض ما بعد القسطرة وما بعد عمل جراحي للقلب ولا يشكو من ازمات قلبية او ضيق في التنفس اثناء الجهد العادي، بامكانه أداء كافة العبادات.

- ينصح كافة المرضى بتناول الأدوية بانتظام وحسب إرشادات الطبيب، وأدوية القلب يدوم مفعولها لمدة طويلة، يمكن للمريض أخذها مرة او مرتين إلا اذا أشار الطبيب المعالج بخلاف ذلك.

- ينصح المريض بعدم الإفراط في الطعام والشراب وتجنب الأطعمة الدسمة والمالحة وتفضل الوجبات الخفيفة على الوجبة الواحدة الثقيلة.

- على الصائم المصاب بمرض قلبي ان يتجنب الإجهاد والعمل الشاق، خاصة في الجو الحار اثناء الصيام للحفاظ على استقرار حالته القلبية والحيلولة دون حدوث أعراض قد تتطلب منه الإفطار.

- إذا كان الوقوف لصلاة التراويح وقيام الليل يتعبان مريض القلب، فعليه أداؤهما جلوسا أو التخفيف منهما.

- تجنب اداء العمرة نهارا، وليكن ذلك ليلا مع حمل حبوب (النتروغليسيرين) لاستخدامها تحت اللسان إذا حدث ألم في الصدر اثناء الجهد.

- استخدام لصقات النتروغليسيرين، التي توضع على الجلد، إذا حدث ألم في الصدر نهارا، لتوسيع الشرايين القلبية وتخفيف آلام القلب، وان زادت أو تكررت مع ضيق التنفس فعليه بالافطار واستشارة طبيبه فورا.